مبابي وفينيسيوس في هدنة مؤقتة داخل ريال مدريد

اليوم, 17:00

+A -A
الغد برس/ متابعة
انتصار ريال مدريد الكبير على فالنسيا لم يكن مجرد ثلاث نقاط جديدة في صراع الليجا، بل كشف عن الكثير من التفاصيل الخفية داخل أروقة الفريق الملكي، خلف الهدوء الظاهري، ظهرت مشاهد تكشف عن توازن دقيق بين الثقة والتوتر، وبين التفاهم والتنافس، في غرفة ملابس يقودها تشابي ألونسو بثبات، ويهيمن عليها بريق كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور.

ملعب سانتياجو برنابيو بدا هذه المرة وكأنه مسرح مزدوج بين الأجواء الأوروبية الفاخرة وضغوط الدوري المحلي، الجماهير طالبت بخماسية أمام فالنسيا، في مشهد أثار جدلًا واسعًا بعد أن كشف تقرير صحفي أن بعض الجماهير المدعومة من النادي طالبت بذلك علنًا، فالنسيا ظهر خائفًا ومهزوزًا وهو الفريق نفسه الذي كان قد أسقط ريال مدريد في الموسم الماضي على أرضه، قبل أن يتحول اليوم إلى ضيف بلا أنياب أمام فريق يملك ثنائية هجومية تلهب الليغا.

لكن خلف الانتصار الكبير، تذكرت الجماهير لحظة كان يمكن أن تغير مشهد الموسم بالكامل: ركلة الجزاء التي أضاعها مبابي أمام ليفربول، والتي كانت بداية مرحلة شك قصيرة عاشها النجم الفرنسي، تلك اللحظة تحولت لاحقًا إلى دافع قوي لإعادة اكتشاف نفسه، فبعدها انفجر تهديفيًا وسجل أمام فالنسيا هدفين، مقدّمًا أداءً وُصف في الصحافة الإسبانية بأنه “ذروة تألقه منذ انتقاله إلى ريال مدريد“.

اللاعب الفرنسي اعترف بعد المباراة قائلا: “غضبت كثيرًا لأنني أهدرت ركلة الجزاء قبل نهاية الشوط، كانت لتصبح النتيجة 3-0، لكن بيلينجهام أنقذ الموقف بهدف سريع”، كيليان لم يخفِ إحباطه من الخطأ، لكنه أثبت أنه تجاوز تلك المرحلة سريعًا، خصوصًا بعد أن ترك ركلة الجزاء الثانية لزميله فينيسيوس جونيور، في إشارة إلى روح جماعية عالية لم تظهر كثيرًا في مدريد خلال السنوات الماضية.

ألونسو دافع عن قراره قائلا: “لدينا أكثر من منفذ للركلات، ومبابي هو الأول في الترتيب، لكننا نمنح اللاعبين حرية القرار حسب اللحظة. المهم أن تُسجل الركلة”. المدرب الإسباني بدا واثقًا في إدارة الموقف، رغم الجدل الكبير الذي أثير حول من يجب أن يكون المنفذ الأساسي.

المباراة أمام فالنسيا جاءت قبل أيام من مواجهة ليفربول في دوري الأبطال، ما جعل كل تفصيلة محط اهتمام كبير. مبابي استعاد بريقه، وفينيسيوس بدأ في استعادة ثقته، بينما حافظ ألونسو على هدوئه رغم العاصفة الإعلامية. ومع ذلك، لم يغب الحديث عن “الهدوء المتوتر” في الفريق، فكل ابتسامة أو نظرة أصبحت تُفسر وتُحلل من قبل الصحافة الإسبانية.

في مدريد، يبدو كل شيء تحت السيطرة، لكن داخل غرفة الملابس، لا أحد ينكر أن التوازن بين نجومية مبابي وحماس فينيسيوس يحتاج إلى إدارة دقيقة. ومع صعود الفريق إلى قمة الليغا وارتفاع التوقعات في أوروبا، يدرك الجميع أن ريال مدريد يعيش مرحلة انتقالية جديدة يقودها النجم الفرنسي، ولكن تحت عين مدرب يعرف كيف يحافظ على “السلام المسلح” بين نجومه.


كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار