بعد إبادتهم في بلادهم..مركز هولندي يسلط الضوء على معاناة الإيزديين العراقيين

23-12-2022, 19:38

+A -A
الغد برس/ترجمة 
سلط مشروع بحثي تم إجراؤه في جامعة فريجي بأمستردام، عن المعاناة التي حلت بالطائفة الإيزيدية بعد الإبادة الجماعية التي تعرضت لها عند دخول داعش الإرهابي الأراضي العراقية، حيث انتقد سياسة أوروبا في التعامل مع اللاجئين الإيزيديين.    

وكتبت فلافيا توجني  تقريراً عن المشروع في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الهولندي، ترجمته "الغد برس"، ان "داعش الإرهابي اجتاح موطن الإيزيديين، حيث بدأت حملة شنيعة من العنف الجماعي، مما قُتل واستعبد ما يقرب من 10 الآلف من الايزيديين، ولا يزال أكثر من 200 ألف إيزيدي نازح في إقليم كردستان العراق، ولا يزال أكثر من 2700 امرأة وطفل في أسر داعش".

وأقرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بأن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي تشكل جرائم إبادة جماعية تماشياً مع المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948

وأضاف التقرير إن "في السنوات الثماني التي تلت الإبادة الجماعية، كانت الجهود العملية الهادفة إلى توفير العدالة المباشرة للضحايا الإيزيديين ناقصة، في إجراءات مثير للدهشة، خاصة وأن العديد من الدول الأوروبية أصبحت مضيفة لكل من الضحايا والجناة، وتشير التقديرات إلى أنه منذ عام 2014 ، طلب أكثر من 120 ألف إيزيدي اللجوء في أوروبا".

وبيّن أن "العمل الضئيل يتعارض فيما يتعلق بالعدالة للأيزيديين أيضًا مع الاعتراف الرسمي من قبل العديد من الحكومات الأوروبية بالإبادة الجماعية والتزامها الصريح بتحقيق العدالة للأيزيديين ، بما في ذلك البرلمان الأوروبي في عام 2016 والبرلمان البلجيكي والهولندي في عام 2021، و مجلس نواب لوكسمبورغ في عام 2022، حيث أدى الغضب السياسي ضد تصرفات داعش أيضًا إلى اعتراف الحكومات خارج أوروبا بالإبادة الجماعية ، مثل مجلس النواب الأمريكي في عام 2016، والبرلمان الأسترالي في عام 2018. ومع ذلك ، بصرف النظر عن الوعد المعلن بالعدالة، أثار النقاد والمجتمع الايزيدي مسألة أهمية مثل هذه الاعترافات لأنه لا يزال من غير الواضح ما هي النتائج العملية لهذه الاقتراحات البرلمانية في الواقع".

 وتابع: "نظرًا للديناميكية العابرة للحدود للإبادة الجماعية للإيزيديين ، من الأهمية بمكان مراعاة حالات انعدام الأمن الحالية التي يعاني منها الشتات الإيزيدي في أوروبا والتحديات ذات الصلة في تحقيق العدالة للمجتمع. منذ عام 2014 ، نما عدد السكان الإيزيديين في أوروبا بشكل كبير ، بحيث أصبح من مصلحة صانعي السياسات والحكومات والأكاديميين والمجتمع المدني الاستماع بعناية إلى تصورات المغتربين للتحديات الأمنية والعدالة في أوروبا".

وتحدث الأيزيديون الذين تمت مقابلتهم عن انعدام الأمن اليومي ، وشاركوا في فهم المفهوم الذي لا يزال غير مكتشفة في الحوارات الأمنية المعاصرة، أي تلك التي لا تركز على العنف الجسدي ، ولكن على الأشكال غير المرئية من انعدام الأمن. في حين أنه قد لا يكون هناك عنف ضد السلامة الجسدية للأيزيديين في أوروبا بالمعنى التقليدي ، إلا أنهم ما زالوا يواجهون ما هو جدير بالملاحظة أدناه، بحسب ما ورد في التقرير

وأستدرك أن "أعضاء الجالية الأيزيدية الأوروبية تعاني من أشكال متعددة من التمييز والعنصرية وغالبًا ما يكونون حذرين بشأن الكشف عن هويتهم الأيزيدية، موضحاً أن "التمييز الذي يواجهه الأيزيديون في أوروبا هو انعكاس للتجارب اليومية الدقيقة للوصمة التي كان على الأيزيديين العودة إليها في العراق، فهم مجتمع أقلية يُساء فهمه بشدة في وطنهم، مما يجعلهم دائمًا غير آمنين في العراق وفي أوروبا، يتأثر إحساسهم بالأمان سلبًا بوصول مقاتلي داعش الإرهابي إلى الدول الأوروبية 

وشدد التقرير على ضرورة "الاهتمام بالإيزيديين في أوروبا أكثر بكثير من مجرد إحضارهم كشهود في محاكمة جنائية ومراعاة الصدمات التي يعادوا عيشها أثناء الإدلاء بشهادتهم، وتتطلب العدسة التي تركز على الضحية حقًا، كجزء من نهج العدالة الانتقالية الأوسع نطاقًا ، حيث يجب دعم المجتمع الايزيدي في التحدث بحرية عن حقيقته  والسماح له بتشكيل سرد اضطهادهم بشهاداتهم، وأن يتم استشارتهم فيما يتعلق بأفكارهم الخاصة بآليات المساءلة والتدخلات في مجال العدالة التي تضمن حقهم".



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار