التخطيط: أجرينا تعداداً للبدو الرحل في النجف والمثنى ونينوى والأنبار وذي قار
اليوم, 14:30
الغد برس/متابعة
بعد قيادتها تمرداً مسلحاً ضد موسكو نهاية الأسبوع المنصرم، تطرح أسئلة حول الطرق التي تموّل بها مجموعة "فاغنر" عملياتها العسكرية. بينما الجواب عن هذه الأسئلة حاضر في أماكن انتشارها في إفريقيا والشرق الأوسط، إذ تستغل الموارد الطبيعية لتلك البلدان.
نجحت السلطات الروسية يوم الأحد في إحباط التمرّد الذي قادته مجموعة "فاغنر" ضدها، بداية من فجر السبت، بالمقابل، أنزل مقاتلو المتعهد الأمني أسلحتهم وانسحبوا بعد قبول موسكو إسقاط التهم الجنائية عنهم، والموافقة على نقلهم صحبة قائدهم يغفيني بريغوجين إلى بيلاروسيا.
وكانت "فاغنر" أحد الحلفاء البارزين للكرملين خلال الحرب في أوكرانيا، ويعود إليهم فضل نجاحات عسكرية، آخرها حسم معركة باخموت أواخر مايو/أيار المنصرم.
وفي حصيلة لتكلفة مشاركة "فاغنر" في هذه الحرب، قال الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع متلفز مع سلطات إنفاذ القانون يوم الثلاثاء: "دفعت الدولة لمجموعة فاغنر 86.262 مليار روبل (نحو مليار و100 مليون دولار) رواتب للمقاتلين ومكافآت تحفيزية".
بينما ليست الدولة الروسية مصدر التمويل الوحيد للمتعهد الأمني، بل القسم الأكبر من تمويل "فاغنر" يأتي من أماكن انتشارها في إفريقيا والشرق الأوسط، إذ تستغل الموارد الطبيعية لتلك البلدان تحت غطاء مساعدة حكومتها عسكرياً وتدريب جيوشها، وهي مداخيل ستستمر بالتهاطل على مجموعة بريغوجين، على الرغم من خلافه مع موسكو، إذ سبق وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن عمليات "فاغنر" في إفريقيا مستمرة.
ذهب وماس إفريقيا
في يناير/كانون الثاني الماضي، نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن وثيقة استخباراتية أمريكية وحديث مسؤول دبلوماسي غربي، أن "فاغنر" تعمل على توسيع مشاريع التعدين الخاصة بها في إفريقيا من أجل جلب ملايين الدولارات لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وأضاف الموقع الأمريكي، أن التفاصيل المتعلقة بمشاريع التعدين التابعة لـ"فاغنر" في جمهورية إفريقيا الوسطى، تظهر أن هذه المشاريع أصبحت مربحة بشكل متزايد للمجموعة، وأصبحت تمثل خطوط تمويل لعملياتها في أوكرانيا.
ويعود دخول "فاغنر" إلى إفريقيا الوسطى، البلد الإفريقي الفقير، لعام 2018، ومنذ ذلك الحين سعت إلى إبرام العديد من الصفقات للمساعدة في تأمين مواقع التعدين، بما في ذلك منجم الذهب "نداسيما" الواقع وسط البلاد، اليوم أصبح المنجم الذي كان تقليدياً مركب تعدين كبيراً يمتد على طول ثماني مناطق إنتاج وبعمق 61 متراً.
وفي عام 2020، ألغت وزارة المناجم في جمهورية إفريقيا الوسطى ترخيصاً كانت قد منحته إلى شركة كندية من أجل استغلال "نداسيما"، ومقابل ذلك منحت امتيازاً لمدة 25 عاماً لشركة مسجلة في مدغشقر تسمى "ميداس ريسورسز" وهي كيان روسي مملوك لبريغوجين.
وحسب تقارير، تسيطر "فاغنر" أيضاً على مجموعة من مناجم الماس في إفريقيا الوسطى، وتصدر تلك الأحجار الكريمة في العالم عبر شركة مرتبطة بها تدعى "ديامفيل".
الوضع نفسه تعيشه مناجم الذهب في السودان، ثالث أكبر منتج للذهب في القارة السمراء، إذ يكشف تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز"، عن أن فاغنر تحصّلت على عقود استغلال مناجم الذهب السودانية قد تبلغ قيمتها 130 مليار دولار، وفي يوليو/تموز 2022، كشف تحقيق لشبكة "CNN"، عن أن طائرات روسية تنقل الذهب المهرب من السودان نحو القاعدة العسكرية في ميناء اللاذقية، مقدراً قيمة تلك الشحنات بـ13.4 مليار دولار.
وفي عام 2022، سعت السلطات المالية إلى تغيير قوانين التعدين بالبلاد، وبشكل أخص قوانين تعدين الذهب، هذه الحركية التي قرأت فيها فرنسا، على لسان قائد عملية بارخان لورين ميشون، بأنها "إجراءات تسبق تفويت حق استغلال مناجم الذهب في مالي إلى مجموعة فاغنر".
حتى الأخشاب!
وعدا المعدن النفيس والأحجار الكريمة، وصلت أرباح "فاغنر" من الموارد الطبيعية بالقارة السمراء، إلى حد استغلال الغطاء الغابوي وتصدير الأخشاب، وكشف تقرير عن تحقيق مفتوح المصدر أجرته مبادرة "All Eyes on Wagner"، في عام 2022، أن شركة المتعهد الأمني الروسي قد تحصل على تصريح استغلال لمدة 30 عاماً لغابات حوض الكونغو التي تعدّ واحدة من أكبر المساحات الغابوية المطيرة في العالم.
ويضيف التحقيق، أنه في 2021 حصلت شركة الأخشاب "Bois Rouge"، التي يقع مقرها في سان بطرسبورغ ويديرها أحد المقربين لبريغوجين، على استغلال غابات منطقة بودا في جمهورية إفريقيا الوسطى، وتزامن ذلك مع عملية عسكرية كانت تقودها قوات "فاغنر" في المنطقة، ضد متمردين.
وحسب مبادرة "All Eyes on Wagner"، فإن عملية الاستغلال هذه ستعود على "فاغنر" بما يقدر بـ890 مليون دولار من العائدات.
نفط الشرق الأوسط
وبتدخل "فاغنر" في الحرب الدائرة في سوريا، سمح لها ذلك بالحصول على عقود استغلال حقول النفط التي كانت في المناطق التي كانت تسيطر عليها ملشيات داعش. وعلى مدار الحرب، كانت "فاغنر" قد جنّدت نحو 270 متطوعاً لمهمات أمنية في آبار النفط قرب مدينة تدمر.
وبين عامي 2016 و2019، منح النظام السوري عدة تصاريح استغلال حقول النفط والغاز ببلاده إلى شركات مرتبطة بـ"فاغنر"، أهمها شركة تدعى "EvroPolis" يملكها الأوليغارك الروسي يغفيني بريغوجين، إذ وقّعت عقداً مع الحكومة السورية تربح بموجبه 25% من عائدات النفط والغاز.
وتشير السجلات المحاسباتية لـ"EvroPolis"، إلى أن مصنع غاز "الشاعر" وثلاثة مواقع أخرى لإنتاج الطاقة في حمص، قد حققت عائدات تبلغ نحو 162 مليون دولار لشركة بريغوجين في عام 2017 وحده.
وفي 2021، صدّق رئيس النظام السوري بشار الأسد، على صفقة تنقيب عن الغاز مع شركة "كابيتال" الروسية، ما سيسمح لها بالتنقيب عن النفط والغاز في منطقة مساحتها 2250 كيلومتراً مربعاً قبالة سواحل جنوب سوريا.
وأظهرت رسائل بريد إلكتروني مسرّبة وجود تداخل في هياكل الملكية بين شركة "كابيتال" وغيرها من الشركات التابعة لـ"فاغنر" العاملة في سوريا، وكشفت أن المدير العام للشركة، إيغور فيكتوروفيتش خوديريف، هو كبير الجيولوجيين في شركة "Evropolis" المملوكة لبريغوجين.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار