صحيفة إماراتية: العراق يواجه تحديًا وجوديًا بسبب "الجفاف"

29-08-2023, 21:20

+A -A
الغد برس/ترجمة  

يواجه العراق، مهد الحضارة، تحدياً وجودياً يتمثل في الجفاف والنقص الحاد في المياه، مما يهدد بتحويل “أرض النهرين” إلى صحراء قاحلة.

إن تغير المناخ والسياسة الإقليمية يحولان هذا البلد الخصب، الذي يغذيه نهران عظيمان، إلى أرض مقفرة وقاحلة حيث أصبح مصير أكثر من 43 مليون نسمة على المحك، بحسب تقرير لصحيفة " غلف نيوز" الإماراتية الصادرة باللغة الانجليزية، وترجمته "الغد برس". 

الوقت ليس في صالح العراق. إن فشل المحاصيل، وجفاف الأنهار، وانخفاض معدلات هطول الأمطار، والظواهر الجوية المتطرفة، والمشاحنات السياسية، كلها عوامل تلحق الدمار بالبلاد.

لم يحدث من قبل أن شهد سكان بغداد انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات إلى هذا الحد. يعبر الناس الآن قاع النهر الجاف لكلا النهرين سيرًا على الأقدام. وإلى هذا الحد أصبحت الأزمة الحالية كارثية.

وشهد المزارعون تراجعا في محاصيلهم من القمح والخضروات والفواكه للعام الثاني على التوالي بسبب ظروف الجفاف الشديدة. وتعتمد نسبة 85% من الزراعة في العراق على المياه التي يوفرها نهرا دجلة والفرات.

وليس من المستغرب أن يقول مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في وقت سابق من هذا الشهر، إن حرارة الصيف الشديدة والتلوث في جنوب العراق يشيران إلى أن "عصر الغليان العالمي" قد وصل. لقد أصبح العراق بمثابة دراسة حالة عن الكيفية التي يمكن بها لتغير المناخ أن يقتل الدول فعلياً.

يبدأ نهرا العراق العظيمان رحلتهما الطويلة من تركيا، مروراً بسوريا قبل أن يصلا إلى شط العرب في الخليج العربي.

ويتدفق نهر دجلة من المناطق الجبلية المحيطة ببحيرة هزار التركية، ويبلغ طوله 1750 كيلومتراً، منها 1400 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية، كما يمر شمال شرقي سوريا قبل أن يدخل العراق عند بلدة فيش خابور، ثم يتصل مع نهر دجلة. نهر الفرات ويصب في الخليج العربي.

ويعتبر نهر الفرات تابعاً لنهر دجلة، إذ ينبع من جبال طوروس في تركيا ويتكون من رافدين رئيسيين هما مراد سو وكارا سو، قبل أن يتجه جنوباً نحو سوريا.

ويبلغ طول نهر الفرات نحو 3000 كيلومتر، منها 1160 كيلومتراً يقع داخل الأراضي العراقية، التي يدخلها من مدينة القائم غربي البلاد بعد مروره بعدة مدن سورية.

وبما أن نهر دجلة يمر عبر العراق، فإنه يتغذى من الأنهار التكميلية التي تتدفق من إيران. وتشير الدراسات إلى أن الموارد المائية القادمة إلى العراق من إيران تبلغ نحو 35 في المائة من معدلها السنوي البالغ نحو 70 مليار متر مكعب.

وفي عام 2011، أبلغت طهران بغداد عزمها قطع جميع الأنهار المتجهة إلى العراق بسبب أزمة المياه في إيران. وقطعت إيران خلال العقدين الماضيين المياه عن أكثر من 45 رافداً ومجرى موسمياً تغذي الأنهار والأهوار في العراق، وأهمها أنهار الكرخة والكارون والطيب والوند، ونهر هوشياري، الذي يصب في محافظة السليمانية.

وأقامت تركيا سدودًا أبرزها سد أتاتورك وسد إليسو على نهري دجلة والفرات. ونتيجة لذلك، تصل كمية أقل من المياه إلى العراق، خاصة خلال فترات التدفق المنخفض. ويتم تحويل بعض المياه من نهري دجلة والفرات لتلبية احتياجات تركيا المائية المنزلية والزراعية.

وفي الوقت نفسه، قامت إيران ببناء العديد من السدود على الأنهار التي تتدفق إلى العراق، بما في ذلك نهر دجلة وروافده. تتمتع هذه السدود بالقدرة على التحكم في تدفق المياه في اتجاه مجرى النهر. ونتيجة لذلك، تصل كمية أقل من المياه إلى العراق، خاصة خلال فترات انخفاض التدفق أو الجفاف.

وفي الوقت نفسه، نفذت إيران مشاريع مختلفة لتحويل المياه، مثل مشروع تحويل نهر الغراف، الذي يوجه المياه من النهر إلى الأراضي الزراعية الإيرانية. وهذا يقلل من تدفق المياه إلى العراق، مما يزيد من تفاقم مشكلة ندرة المياه.

وقد أدى الفشل في معالجة هذه التحديات إلى الإفراط في ضخ المياه الجوفية للأغراض الزراعية والصناعية، مما أدى إلى استنزاف طبقات المياه الجوفية بسرعة، مما يجعل من الصعب على المزارعين والمجتمعات الحصول على المياه. وقد أدت ممارسات الري غير الفعالة وسياسات إدارة المياه غير الكافية إلى تفاقم المشكلة.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار