هل تدفع "أحداث غزة " الذهب لتجاوز الـ 2000 دولار للأونصة؟

17-10-2023, 17:05

+A -A
الغد برس/متابعة 

بعد التراجعات الحادة واللافتة في أسعار الذهب خلال الأشهر السبعة، أثر التصعيد في غزة مباشرة على المعدن الأصفر، لترتفع الأسعار خلال الأسبوع الماضي بنحو 100 دولار للأونصة ما يعكس حجم إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة.

لكن السؤال الذي يتردد في أسواق العالم ويتداوله المستثمرون والمهتمون هل يمكن أن يدفع تصاعد المواجهات العسكرية الذهب لتجاوز حاجز الـ 2000 دولار للأونصة؟

يرى خبراء اقتصاد أن التوترات الجيوسياسية الأخيرة وما أفرزته من تداعيات اقتصادية على اقتصادات العالم ومنها تحركات أسعار الفائدة والشعور بأنها لن تكون ثابتة في المستقبل جعلت المعدن الأصفر يسير باتجاه يختلف عن مساره التقليدي، القائم على العلاقة العكسية ما بين سعر صرف الدولار وسعر أونصة الذهب.

وأوضحوا أن الاضطرابات تخلق عادة مستثمرين جدد يحاولون اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن، لكنهم يرون أن المعدن الأصفر لن يكون الملاذ الآمن بشكل دائم ولا يتوقعون ارتفاع السعر بشكل كبير خلال التصعيد الراهن إلا في حال وقوع السناريو الأسوأ وهو دخول إيران كطرف مباشر في الصراع.

وسجل الذهب 1921.69 دولار للأونصة، في جلس أمس الإثنين بعد أن وصل في الجلسة السابقة إلى 1934.82 دولار للأونصة بعدما قفز 3.4 بالمئة يوم الجمعة في أعلى زيادة له في سبعة أشهر بفعل تزايد حالة عدم اليقين في السوق، وفؤ الوقت ذاته حصل الذهب على دعم إضافي من التوقعات بأن أسعار الفائدة الأميركية ربما تكون قد بلغت ذروتها.

وعلى مدار الأسبوع سجلت الأسعار قفزة بـ 5.2 بالمئة منهية سلسلة خسائر استمرت أسبوعياً، ولتسجل أكبر مكاسب أسبوعية منذ مارس الماضي.

 

مسار جديد

يقول نضال الشعار كبير الاقتصاديين بشركة "ACY" في أستراليا: "يتخذ الذهب حالياً مساراً جديداً يختلف عن مساره التقليدي القائم على العلاقة العكسية ما بين سعر صرف الدولار وسعر أونصة الذهب، إذ لا يقتصر ارتفاع سعره في الوقت الراهن فقط على الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط نتيجة الحرب بين غزة وإسرائيل، انطلاقاً من أن المعدن الأصفر يظهر مباشرة كملاذ آمن في أوقات التوترات الجيوسياسية، ما يؤدي إلى ارتفاع سعره، كما شاهدناه أخيراً في الحرب الروسية الأوكرانية وقبلها الكثير من الحروب في العقود السابقة، بينما هناك سبب آخر يتحكم فيه وهو سعر الفائدة والشعور بأنها لن تكون ثابتة في المستقبل القريب ما يجعل الأسواق في حال ارتباك".

 

الفائدة تربك الأسواق

ويشرح الشعار سبب ارتباك الأسواق "بأن هناك احتمال لرفع أسعار الفائدة وفقاً لما يؤكده محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأميركي الأخير والذي أظهر أن معظم الأعضاء يؤيدون رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب، بينما على الجانب الآخر تبرز تصريحات لبعض مديري البنك الفيدرالي في المقاطعات الأميركية تتناقض مع محضر الاجتماع الفيدرالي إذ يؤكد المديرون أن الوضع تحت السيطرة ولا داعي لرفع الفائدة، وهو يضع الأسواق في حيرة من أمرها لتتساءل .. هل الركود قادم؟ هل سينتهي التوتر السياسي؟".

ويؤكد كبير الاقتصاديين بشركة "ACY" في أستراليا أن حالة الارتباك والتوتر هذه تخلق مستثمرين جدد لديهم نوعاً من التحفظ والوقاية فيحاولون اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن، لكنه يرى أن الذهب لن يكون الملاذ الآمن بشكل دائم ولا يتوقع ارتفاع السعر بشكل كبير.

ويوضح الدكتور الشعار أن "تجاوز الذهب حاجز 2000 دولار للأونصة وارد وهو أمر طبيعي لأنه وصل إلى هذه الذروة في فترة سابقة (2065 دولاراً للأونصة) وهذا السعر يجب زيارته مرة أخرى لكن لن تكون هذه الزيارة بسبب معين وإنما نتيجة طبيعة للأسواق التي يجب أن تعود للأسعار التي كانت في الماضي سواء انخفاضا او ارتفاعاً".

كما أن هناك عوامل تتحكم في سعر المعدن الأصفر مثل توجه البنوك المركزية العالمية نحو الذهب والعرض والطلب الاستهلاكي، وفقاً للشعار، الذي أكد أن أحداث غزة الحالية هي واحدة من أسباب ارتفاع الذهب وليس السبب الرئيسي.

 

عائد السندات عدو الذهب

وحول السر وراء الانخفاض الكبير لسعر الذهب قبل اندلاع أحداث غزة، يقول أشرف العايدي رئيس تنفيذي لشركة "Intermarket Strategy" في حديثه لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": "يعود السبب الرئيسي لتراجع سعر الذهب قبل التصعيد في غزة إلى المخاوف من صعود العوائد على السندات، إذ يعتبر الفائدة أو العائد على السندات عدو الذهب، باعتبار أن السندات لها فوائد بينما المعدن الأصفر ليس له فوائد، وبالتالي كلما ارتفعت التوقعات لصعود الفائدة فالتأثير على الذهب يكون سلبياً بانخفاض سعره".

ويضيف العايدي: "أما ردة الفعل الإيجابية على الذهب بعد أحداث غزة وارتفاع سعره، فهذا يعود إلى مكانة الذهب التقليدية كملاذ آمن في أوقات الأزمات والتذبذبات والهزات الجيوسياسة، وعلى الرغم من ذلك فإن الذهب لم يرتفع بهذا الشكل بعد هجمات حماس على إسرائيل وليس بعد التصعيد، وإنما بعدما تبين احتمالية أن تتسع دائرة الحرب، وهذا الخطر لن يرفع الذهب فقط  بل يرفع أصولاً أخرى مثل النفط".

أما الامر الذي يمكن ان يدفع الذهب لتجاوز حاجز 2000 دولار للأونصة هو السيناريو الأسوأ للحرب وهو دخول إيران في الحرب وبالتالي تعرض أمن المنطقة للخطر، بحسب العايدي.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار