أين وصلت العلاجات بمرض الزهايمر ؟

21-09-2022, 19:14

+A -A
الغد برس/ متابعة 

يحل اليوم الأربعاء اليوم العالمي لـ ألزهايمر، الذي يوافق يوم الحادي والعشرين من أيلول من كل عام، ويقام بمناسبته ما يعرف بـ "شهر ألزهايمر العالمي" بإشراف من المنظمة الدولية لمرض ألزهايمر.

وموضوع هذا العام "اعرف الخرف، اعرف مرض ألزهايمر" (Know Dementia, Know Alzheimer’s,) وهو يركز على دعم ما بعد التشخيص للمرض.

وتقول المنظمة الدولية لمرض ألزهايمر إنه بعد التطورات الأخيرة والاختراقات المحتملة، في كل من علاج الخرف والدعم، تهدف الحملة إلى تسليط الضوء على أهمية دعم المصابين بالخرف بعد التشخيص ومساعدة أسرهم.

وتهدف حملة 2022 إلى متابعة حملة 2021، والتي ركزت على رحلة تشخيص ألزهايمر أو الخرف، بالإضافة إلى علامات التحذير من الخرف والتأثير المستمر لوباء فيروس كورونا (كوفيد-19) على مجتمع الخرف العالمي.

وتقول المنظمة المعنية إنه من خلال الاستمرار في رفع مستوى الوعي والمعرفة العالميين، يصبح الأفراد والأسر والمجتمعات والحكومات مسلحين بشكل أفضل بالمعلومات والمشورة لإعداد وتكييف ودعم الأشخاص الأكثر تضررا.

ويقول المعهد الوطني للشيخوخة (National Institute On Aging) في الولايات المتحدة، إن ألزهايمر يعد مرضا معقدا، وبالتالي فمن غير المرجح أن يعالجه أي دواء أو تدخل آخر بنجاح لدى جميع الأشخاص المتعايشين مع المرض.

السنوات الأخيرة، حقق العلماء تقدما هائلا في فهم ألزهايمر بشكل أفضل، وفي تطوير واختبار علاجات جديدة، بما في ذلك العديد من الأدوية التي لا تزال في مراحلها الأخيرة من التجارب السريرية.

وتمت الموافقة بالفعل على العديد من الأدوية الموصوفة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية "إف دي إيه" (FDA) للمساعدة في إدارة الأعراض لدى الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر.

وقدمت "إف دي إيه" موافقة سريعة على أحدث دواء، وهو أدوكانوماب (Aducanumab)، والذي يساعد على تقليل رواسب الأميلويد ب الدماغ، وقد يساعد في إبطاء تقدم ألزهايمر رغم أنه لم يثبت بعد أنه يؤثر على الأعراض أو النتائج السريرية، مثل تطور التدهور المعرفي أو الخرف.

ويقول المعهد الوطني للشيخوخة إن معظم الأدوية تعمل بشكل أفضل مع الأشخاص في المراحل المبكرة أو المتوسطة من هذا الداء. ومع ذلك، من المهم التأكيد أن أيا من الأدوية المتوفرة بهذا الوقت لن تعالج ألزهايمر.

ويمكن أن يوفر علاج أعراض ألزهايمر للناس الراحة والكرامة والاستقلال لفترة أطول من الوقت، ويمكن أن يشجع ويساعد مقدمي الرعاية أيضا.

ويوضح المعهد الوطني للشيخوخة أن أدوية جالانتامين (Galantamine) وريفاستيجمين (Rivastigmine) ودونيبيزيل (Donepezil) مثبطات الكولينستيراز الموصوفة لأعراض ألزهايمر الخفيفة إلى المتوسطة، وقد تساعد في تقليل أو السيطرة على بعض الأعراض المعرفية والسلوكية.

لم يفهم العلماء بعد بشكل كامل كيف تعمل مثبطات كولينستريز (Cholinesterase Inhibitors) في علاج ألزهايمر، ولكن الأبحاث تشير إلى أنها تمنع تراجع أستيل كولين، وهي مادة كيميائية بالدماغ يعتقد أنها مهمة للذاكرة والتفكير.

مع تقدم ألزهايمر، ينتج الدماغ كمية أقل وأقل من أستيل كولين، لذلك قد تفقد هذه الأدوية تأثيرها في النهاية، نظرا لأن مثبطات كولينستريز تعمل بطريقة مماثلة، فقد لا يؤدي التحول من واحد إلى آخر إلى نتائج مختلفة بشكل كبير، ولكن المصاب بألزهايمر قد يستجيب بشكل أفضل لعقار ما مقابل آخر.

اما الأدوية التي تستهدف الأسباب الكامنة وراء المرض تسمى الأدوية المعدلة للمرض أو العلاجات. ويعتبر أدوكانوماب (Aducanumab) الدواء الوحيد المعدل للمرض المعتمد حاليا لعلاج ألزهايمر.

هذا الدواء عبارة عن جسم مضاد بشري، أو علاج مناعي، يستهدف بروتين "بيتا أميلويد" ويساعد على تقليل لويحات الأميلويد، وهي آفات دماغية مرتبطة بألزهايمر. وقد أجريت الدراسات السريرية لتحديد فعالية "أدوكانوماب" فقط لدى الذين يعانون من مرحلة مبكرة من ألزهايمر أو ضعف إدراكي خفيف، ويواصل الباحثون دراسة ما إذا كان هذا الدواء يعمل على التأثير في معدل التدهور المعرفي للشخص بمرور الوقت.

يوصف دواء يعرف باسم ميمانتين (Memantine) -وهو أحد مضادات إن ميثل دي أسباريت (N-Methyl D-Aspartate (Nmda) Antagonist) لعلاج ألزهايمر المتوسط إلى الشديد.

يتمثل التأثير الرئيسي لهذا الدواء في تقليل الأعراض، مما قد يمكن بعض الأشخاص من الحفاظ على وظائف يومية معينة لفترة أطول قليلا مما لو لم يكونوا يستعملونه. على سبيل المثال، قد يساعد ميمانتين الشخص بالمراحل المتأخرة من المرض في الحفاظ على قدرته على استخدام الحمام بشكل مستقل لعدة أشهر أخرى، وهي فائدة لكل مصاب بألزهايمر ومقدمي الرعاية، وذلك وفقا للمعهد الوطني للشيخوخة.

يعتقد أن ميمانتين يعمل عن طريق تنظيم الغلوتامات، وهي مادة كيميائية مهمة في الدماغ عندما تنتج بكميات زائدة، قد تؤدي إلى موت خلايا الدماغ، ونظرا لأن أحد مضادات "إن ميثل دي أسباريت" يعمل بشكل مختلف عن مثبطات كولينستريز، فيمكن وصف نوعي الدواء معا.

كما وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دونيبيزيل، ولصقة ريفاستيجمين، ودواء مركب من ميمانتين ودونيبيزيل لعلاج ألزهايمر المتوسط إلى الحاد.

تقول منظمة الصحة العالمية في منشور صدر يوم أمس، إن الخرف متلازمة تتسم بحدوث تدهور في الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على الاضطلاع بالأنشطة اليومية. وعلى الرغم من أن الخرف يصيب المسنين بالدرجة الأولى، فإنه لا يعتبر جزءا طبيعيا من الشيخوخة.

هناك حوالي 50 مليون من المصابين بالخرف، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد 3 مرات بحلول عام 2050.

ويحدث الخرف بسبب مجموعة مختلفة من الأمراض والإصابات التي تلحق بالدماغ في المقام الأول أو الثاني، مثل ألزهايمر أو السكتة الدماغية.

والخرف من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المسنين بالعجز وفقدانهم استقلاليتهم، وهو من الأمراض التي لا تجهد المصابين بها فحسب، بل أيضا القائمين على رعايتهم وأفراد أسرهم.

وهناك نقص في الوعي بالخرف وفهمه في غالب الأحيان، مما يتسبب في الوصم وطرح عقبات أمام التشخيص والرعاية. ويمكن أن يخلف الخرف آثارا جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية على من يقومون برعاية المرضى وعلى أسر المرضى والمجتمعات.

وتقول منظمة الصحة إن الخرف يصيب كل فرد بطريقة مختلفة، حسب درجة تأثير المرض وشخصية الفرد قبل إصابته. ولفهم علامات المرض وأعراضه يمكن تقسيمها إلى 3 مراحل هي:

المرحلة الأولية من الخرف

كثيرا ما يتم إغفال المرحلة الأولية من الخرف لأن الأعراض تظهر بشكل تدريجي. وفيما يلي الأعراض الشائعة بهذه المرحلة:

النسيان

فقدان القدرة على إدراك الوقت

الضلال في الأماكن المألوفة

 

المرحلة الوسطى من الخرف

مع تطور الخرف إلى المرحلة الوسطى تصبح العلامات والأعراض أكثر وضوحا وأكثر تقييدا للمصاب بها. ومنها ما يلي:

نسيان الأحداث حديثة العهد وأسماء الناس.

الضلال في البيت.

صعوبة متزايدة في التواصل مع الغير.

الحاجة إلى مساعدة في الاعتناء بالذات.

تغير السلوك، بما في ذلك التساؤل وطرح الأسئلة بصورة متكررة.

المرحلة المتقدمة من الخرف:

 

تتسم المرحلة المتقدمة من الخرف باعتماد كلي على الغير وانعدام النشاط تقريبا. وفي هذه المرحلة تصبح اضطرابات الذاكرة كبيرة، والعلامات والأعراض الجسدية أكثر وضوحا. ومن أعراض هذه المرحلة ما يلي:

عدم إدراك الوقت والمكان.

صعوبة التعرف على الأقرباء والأصدقاء.

حاجة متزايدة إلى المساعدة على الاعتناء بالذات.

صعوبة المشي.

تغير في السلوك قد يتفاقم ليشمل شكلا عدوانيا.

 

وهناك 47.5 مليونا من المصابين بالخرف في جميع أنحاء العالم، علما بأن نصف هؤلاء المرضى (58%) يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. كما يشهد كل عام حدوث 7.7 ملايين حالة جديدة من المرض.

وتشير التقديرات إلى أن نسبة المصابين بالخرف بين عموم من يبلغون من العمر 60 عاما فما فوق، في وقت معين، تتراوح بين 5 و8 من بين كل 100 شخص.

ومن المتوقع أن يرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالخرف ليبلغ 75.6 مليون نسمة عام 2030 وحوالي 3 أضعاف عام 2050 ليصل 135.5 مليونا. ويعزى قدر كبير من هذه الزيادة إلى ارتفاع أعداد المصابين بهذا المرض في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

 

 



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار