بعد ضغط أميركي.. "إسرائيل" تسمح بمرور المساعدات من معبر إيريز إلى غزة

1-05-2024, 21:38

+A -A
الغد برس/ متابعة

عادت "إسرائيل" لفتح المعبر الوحيد على الطرف الشمالي لقطاع غزة اليوم الأربعاء مما سمح لشاحنات المساعدات بالمرور في أعقاب مطالب أميركية ببذل المزيد من الجهود لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

وكانت معاودة فتح معبر إيريز من بين المناشدات الرئيسية التي تطلقها وكالات الإغاثة الدولية منذ أشهر لتخفيف حدة الجوع، الذي يُعتقد بأن مئات الآلاف من المدنيين في الجزء الشمالي من القطاع أشد من يعانون منه.

وفتحت حكومة الاحتلال المعبر في يوم زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي التقى برئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو ودعا إلى توصيل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وظل معبر إيريز، الذي يستخدم أساسًا لحركة المشاة، مغلقًا منذ أن دُمر خلال عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات في مناطق غلاف غزة.

صعوبة في وصول المساعدات

وكانت المناطق السكانية في شمال قطاع غزة، هي أول تجمعات تقتحمها القوات "الإسرائيلية" منذ بداية العدوان في أكتوبر الماضي. وتحولت معظم هذه المناطق إلى أنقاض.

وتقول وكالات الإغاثة إنها تواجه صعوبة في الوصول إلى المنطقة بالأغذية والأدوية المنقولة من أجزاء أخرى من غزة عبر منطقة الحرب.

وأعلنت إسرائيل أنها ستعاود فتح معبر إيريز الشهر الماضي، بعد أيام قليلة من مقتل مجموعة من موظفي الإغاثة بنيران إسرائيلية مما أثار استنكارًا دوليًا.

واعتذرت "إسرائيل" عن الغارات الجوية التي تسببت في مقتلهم وقالت واشنطن، وهي أقرب حليف لها، إن تقديم مزيد من الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب سيتوقف على زيادة وصول المساعدات.

وقال الكولونيل موشيه تيترو، قائد مديرية التنسيق والارتباط "الإسرائيلية" مع غزة، إنه يأمل في فتح المعبر كل يوم وأن يساعد في الوصول إلى الهدف المتمثل في دخول 500 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميًا، وفق تعبيره.

وسيكون ذلك متماشيًا مع حجم الإمدادات التي كانت تدخل قبل الحرب وأكثر بكثير مما كان يدخل خلال الأشهر السبعة الماضية.

وأضاف للصحافيين: "هذه مجرد خطوة واحدة من الإجراءات التي اتخذناها في الأسابيع القليلة الماضية"، حسب قوله.

وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية اليوم الأربعاء أن قافلة من شاحنات المساعدات التي تقدمها المملكة تعرضت لهجوم مستوطنين "إسرائيليين" خلال توجهها إلى معبر إيريز، لكنها تمكنت من مواصلة طريقها.

وحذر المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإنسانية الشهر الماضي من أن خطر المجاعة في أنحاء قطاع غزة، الذي دمرته الحرب، مرتفع للغاية ودعا إلى بذل مزيد من الجهود لإيصال المساعدات إلى الجزء الشمالي من القطاع الصغير المكتظ بالسكان.

مساعدات أقل من المطلوب

وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات وتوزيعها في أنحاء غزة منذ أن بدأت "إسرائيل" هجومًا جويًا وبريًا على قطاع غزة.

في غضون ذلك، فند المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأربعاء، مزاعم أميركية وإسرائيلية بزيادة شاحنات المساعدات الداخلة إلى القطاع خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة أن ما يدخل من شاحنات يقل بكثير عن احتياجات الأهالي.

وقال رئيس المكتب سلامة معروف، في بيان عبر منصة تلغرام: "بلغ عدد شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة خلال أبريل/ نيسان (الماضي) 4887 شاحنة".

وأضاف: "دخلت 1166 شاحنة من معبر رفح، و3721 شاحنة من معبر كرم أبو سالم، فيما لم يدخل إلى شمال قطاع غزة سوى 419 شاحنة من إجمالي هذه الشاحنات".

وتابع: "هذا يعني أن متوسط شاحنات المساعدات اليومية 163 شاحنة، وهذا العدد هو أقل بكثير من احتياج شعبنا لا سيما شمال غزة، وهو يتنافى مع التصريحات الأمريكية والمزاعم "الإسرائيلية" التي تتحدث عن زيادة شاحنات المساعدات وإدخال 300-400 شاحنة مساعدات يوميًا".

ضرورة زيادة عدد الشاحنات

ولفت إلى أنه "رغم وجود زيادة محدودة في أعداد الشاحنات الداخلة يوميًا خلال النصف الثاني من الشهر، إلا أن العدد الإجمالي للشاحنات لم يتغير بنسبة كبيرة بسبب عدم عمل المعابر عدة أيام خلال الشهر لدواعٍ مختلفة؛ ما يعني أن الاحتلال لا يزال يحافظ على ذات الوتيرة تقريبًا ويسعى لإيهام العالم بتغير واقع إدخال المساعدات".

وأوضح المكتب أن "الشاحنات التي وصلت شمال غزة تمثل نحو 8 بالمئة فقط من إجمالي هذه الشاحنات، رغم أن مناطق الشمال هي الأشد حاجة والأكثر تعرضًا لأزمة الأمن الغذائي ويتواجد بها 700 ألف مواطن".

وذكر أن "هذه الكمية المتواضعة لا تستطيع تلبية احتياجاتهم الغذائية والحياتية المختلفة؛ ما يستدعي العمل على زيادة عدد شاحنات المساعدات الواردة إلى شمال غزة وزيادة نسبتها من إجمالي الشاحنات التي تدخل القطاع".

ودعا إلى "فتح دائم لكافة المعابر الواصلة لقطاع غزة، وتسهيل وصول المساعدات بما لا يقل عن ألف شاحنة يوميًا، لتجاوز آثار أزمة الغذاء التي تعصف بمواطنينا في وسط وجنوب القطاع، وإنهاء المجاعة وانعدام مؤشرات الأمن الغذائي بشمال القطاع".

وأعرب معروف عن "إدانته للممارسات "الإسرائيلية" التي تقوم بتضييق عمل المؤسسات الإغاثية، واستهداف طواقمها، ومنعها من العمل، بالإضافة إلى التحكم في كميات الغذاء التي تصل إلى الفلسطينيين.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار