التخطيط: أجرينا تعداداً للبدو الرحل في النجف والمثنى ونينوى والأنبار وذي قار
اليوم, 14:30
بينما حقق نابليون بونابرت انتصارات رائعة جعلته واحدا من أبرز القادة العسكريين في التاريخ الإنساني بعد غزوه مناطق واسعة من العالم، تبقى حياته الشخصية، لا سيما ما يخص علاقاته النسائية، محاطة بالكثير من الأسرار والمفاجآت، التي تتكشف تباعا على يد عدد من المؤرخين وكتّاب السيرة الذاتية للقائد الفرنسي الأشهر، الذي تحل اليوم 5 مايو ذكرى رحيله عام 1821.
كان نابليون مرهف المشاعر، بالغ الحساسية تجاه النساء، حالما ورومانسيا إلى أقصى حد، مولعا بكتابة الرسائل التي تمتلىء بالعبارات الشاعرية والتشبيهات المجازية، على هامش معاركه وغزواته التي لا تنتهي. المشكلة أنه كان أيضا قصير القامة، لا يتمتع بالوسامة أو الثراء، وبالتالي تعرّض للرفض كثيرا في علاقاته العاطفية الأولى حين كان مراهقا وشابا صغيرا يتودد لهذه أو تلك؛ ما أصابه بحالة من الإحباط تطورت إلى ما يشبه "العقدة النفسية" التي تطلبت، بحسب باحثين، نوعا من "التعويض" تمثل في الإغراق بالملذات الشهوانية، حين اعتلى عرش الإمبراطورية.
تكرست تلك "العقدة" بسبب "جوزفين دو بورانيه"، المرأة التي كانت بمثابة "حب حياته"، رغم أنها كانت تكبره بست سنوات، أو عشر سنوات في رواية أخرى، كما أنها لم تكن شديدة الجمال. هام بها غراما منذ النظرة الأولى وتزوجها، لكنه تركها بعد عشرة أيام متوجهًا بحملة عسكرية جديدة خارج فرنسا، فلم تتورع عن خيانته واستمرت في نهجها الخاص بتغيير العشاق، كما تغيّر ملابسها وحليها التي كانت تظهر بها في الحفلات الفاخرة التي كانت تقيمها بانتظام في مجتمع النبلاء.
كان وقع الصدمة على نابليون مزلزلا؛ لأنه كان متيما بها، ويكتب إليها يوميا رسائل تقطر عشقا، منها تلك الرسالة التي يقول فيها: "لم أمضِ يوما واحدا من دون أن أحبكِ، ولا ليلة واحدة من دون أن أعانق طيفكِ، وما شربت كوبا من الشاي من دون أن ألعن العظمة والطموح اللذين اضطراني إلى أن أكون بعيدا عنك وعن روحك الوثّابة، التي أذاقتني عذوبة الحياة، إن اليوم الذي تقولين فيه إن حبك لي قد نقص، هو اليوم الذي يكون خاتمة حياتي".
أخذت آراء القائد العظيم منحى سلبيا متزايدا تجاه النساء بعد خيانات "جوزفين"، فلم يرَ المرأة ندا للرجل أو شريكة له على قدم المساواة، ولا يمكنها أن تلعب دورا في الحياة العامة، وتقتصر مهمتها على البيت والإنجاب وإمتاع الذكور.
وعندما سُئل عن مواصفات أعظم نساء العالم برأيه، أجاب بكل بساطة ومن دون تفكير: "هي المرأة التي أنجبت أكبر عدد من الأطفال". وكان يعرب دائما عن اعتقاده أن الزوجة صُنعت من أجل الزوج، أما الرجل فصُنع من أجل بلاده وعائلته، ومجده.
لم ينكر أن المرأة يمكن أن تكون قوية للغاية، لكنه رأى أن نقطة قوتها الأساسية تتمثل في القدرة على غواية الرجال. وكان يجاهر باعتقاده أن الرجل من حقه أن يخون زوجته طالما اعترف بخطئه وتاب عنه، لكن المرأة ليس من حقها ذلك؛ لأن فعل الخيانة من جانبها "عواقبه لا تُحصى" و"لا يمكن إصلاح ضرره".
واعتبر الدعوة إلى المساواة بين الجنسين نوعا من "الجنون"، مستدركاً: أن "الرجال يملكون النساء مثلما يملك البستاني الشجرة".
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار