اليونيسف عن الطفلة العراقية رانيا: فقدت عائلتها وحولت المها الى قوة

18-05-2024, 20:35

+A -A
الغد برس/ترجمة   

تناولت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، اليوم السبت، قصة فتاة عراقية  تعيش في نينوى اعترتها "لحظات عصيبة" جراء دخول داعش الإرهابي الى مدينتها، وتمكنت لاحقا من تحويل الإلم الى قوة.

وكتبت المنظمة الأممية، تقريراً حول الفتاة، ترجمته "الغد برس"، ذكرت فيه، أن "رانيا، فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً من قضاء البعاج في محافظة نينوى، مرت بفترة عصيبة، وفي سن الرابعة من عمرها، اتخذت حياتها منعطفًا جذريًا عندما سيطر تنظيم داعش على منطقتها في عام 2014، مما اغرقها واقع مخيف، وبعد ذلك بعامين، في 2016، فقدت والدها واثنين من أعمامها خلال النزاع، ما أدى إلى مأساة إضافية لها ولعائلتها، وبعد ذلك، غادرت والدتها لتبدأ حياة جديدة، تاركة رانيا وشقيقها يعيشان حياة محفوفة بالمخاطر تتسم بعدم اليقين والاضطراب".

وأضافت إن "رانيا وجدتها وعمتها وشقيقها وستة من أبناء اعمامها، نزحوا، وذهبوا إلى مخيم حسن شام في نينوى، وجميع الأطفال الثمانية، بمن فيهم رانيا، تخلت عنهم أمهاتهم، ورغم الدفء الذي كانت تتلقاه من جدتها وعمتها، ظلت ندوب الخسارة المتبقية مغروسة بعمق في قلب رانيا".

وقالت رانيا،: "إنني كنت خائفة، خائفة دائمًا، وحتى في المخيم الآمن، بقي الخوف موجودًا".

وتابع التقرير الأممي أن "صوت المدافع كان يتردّد في ذهنها ويعكر صفو نومها ويجعلها تشعر بالعزلة والقلق الدائم، وسط الثرثرة المبهجة للأطفال الآخرين المحاطين بالعائلة، بقيت رانيا في الضواحي، شخصية منعزلة تراقب حياة مليئة بحب ودفء الوالدين اللذين كانت تتوق إليهما لكنها فقدتهما، ومع عدم وجود أصدقاء تستند إليهم، وجدت نفسها تنجرف بعيدًا عن عائلتها، وتبحث عن العزاء في ظلال أفكارها الخاصة".

وأردف، أنه "ذات يوم، تغيرت الأمور، وتواصل الفريق المتنقل لمركز حماية الطفل مع جدة رانيا، وقاموا بالتعريف بمركز الحماية وبرامجه، وبتشجيع من جدتها، قررت رانيا أن تجرب الأمر، وهناك، انضمت إلى جلسات الدعم النفسي والاجتماعي بما في ذلك الأنشطة الترفيهية، بدعم من اليونيسف، وبتمويل من مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقد جعلتها هذه الجلسات، بقيادة الباحثين الاجتماعيين المتفانين، تشعر بالتحسن، وكان هذا بمثابة بداية رحلة تحويلية لرانيا، حيث وجدت العزاء والصداقة في المركز، وبدأت تبتسم أكثر وتشارك في الأنشطة خارج منزلها".

وأشار الى أنه "بتشجيع من الدعم الثابت من الباحثة الاجتماعية، بيمان، وفريق المركز، وجدت صوتها، وثقتها، وهدفها، واعترفت قائلة: (لم أكن أتوقع أن أصل إلى هذه المرحلة)، متأملة التأثير العميق للمركز على حياتها">

وذكرت رانيا،: "الآن، أنا في الصف السادس، وقد غيرت جلسات الدعم تلك حياتي، وأحضر هذه الجلسات بشكل يومي، حتى قبل المدرسة أو بعدها في بعض الأحيان، ولقد ساعدتني على التواصل مع الأصدقاء، ومكنتني من التغلب على الصدمة التي أعانيها وعززت ثقتي بنفسي، ولقد تحسنت درجاتي كثيرًا أيضًا، وهذه الجلسات هي أفضل ما لدي أضافت رانيا مبتسمة: "المنقذ السري، وجعلت حياتي ومدرستي أسهل".

وكانت رسالة رانيا للفتيات الأخريات مثلها واضحة: "أنصح كل من يمر بأوقات عصيبة أن يطلب المساعدة والدعم.، فالجلسات التي أشارك فيها يمكن أن تغير حياة الناس"، وفقاً لليونيسف.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار