ألمانيا.. الإنفاق العسكري يثير "خلافات" بين وزير الدفاع والمستشار

1-06-2024, 14:30

+A -A


الغد برس/ بغداد

يحاول وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، إقناع العالم بأن بلاده جادّة في التحول إلى قوة عسكرية مرة أخرى، لكنه لا يزال بحاجة إلى العمل على إقناع المستشار أولاف شولتز، الذي يميل أكثر إلى "صناعة السلام"، وهو ما يؤشر على تزايد الهوة بين الرجلين.

واستمع طلبة في كلية الدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن إلى بيستوريوس، يتحدث عن "النهضة العسكرية" الألمانية الشهر الماضي. وحدد وزير الدفاع البالغ من العمر 64 عاماً حجم الدعم الألماني لأوكرانيا، وأدرج الدبابات ومركبات المشاة القتالية ومدافع الهاوتزر وأنظمة الدفاع الجوي التي تستخدم ضد روسيا.

ولم يسمع الأميركيون عبارات من هذا القبيل من سياسي ألماني منذ فترة طويلة.

وفي العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية، تجنب القادة في ألمانيا الغربية، ثم في ألمانيا الموحدة بعد عام 1990، مثل هذه اللغة العسكرية، واعتمدوا على حماية الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الشمال الأطلسي (الناتو).

ووفق "بلومبرغ"، فإن خطاب بيستوريوس "الصاخب" يخلق توتر مع شولتز، ويشير إلى مشكلات محتملة في المستقبل مع اقتراب الحكومة "المحاصرة" من إجراء الانتخابات العام المقبل.

وتعود جذور النزاع إلى القضايا التي لم يتم حلها، والتي نشأت عن "نقطة التحول التاريخية" التي أعلنها شولتز في عام 2022، في الأيام الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتعهّد شولتز بإحياء الجيش الألماني لمواجهة التهديد الذي تمثله روسيا. ولكن بينما أصبحت برلين ثاني أكبر مانح للأسلحة إلى أوكرانيا، فإن خطط إعادة التسلح أصبحت محكومة بـ"نزاعات مألوفة بشأن الإنفاق والمخاوف بشأن نشر القوة العسكرية".

ووافقت ألمانيا على تغيير دستورها للسماح بإنشاء صندوق دفاع خاص بقيمة 100 مليار يورو (109 مليار دولار). وقد فشل بيستوريوس حتى الآن في تأمين مبلغ إضافي قدره 6.7 مليار يورو سنوياً لتأمين طلبيات الطائرات المقاتلة، والفرقاطات البحرية التي يقول إنها ضرورية للدفاع ضد أي هجوم روسي محتمل.

الهوة بين شولتز ووزير دفاعه أصبحت واضحة بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة، خاصة مع رفض المستشار الألماني مناشدة بيستوريوس لتخصيص ميزانية إضافية لزيادة الإنفاق الدفاعي.

لكن آراء بيستوريوس لاقت، رغم ذلك، صدى لدى الرأي العام الألماني. ويُصنف وزير الدفاع بانتظام على أنه السياسي الأكثر شعبية في ألمانيا، بينما شهد شولتز في بعض الأحيان أسوأ معدلات تأييد لأي زعيم منذ تأسيس الجمهورية الفيدرالية قبل 75 عاماً.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه إذا أجريت الانتخابات العامة في العام المقبل الآن، فإن الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة شولتز سيتعرض لهزيمة ثقيلة أمام معارضة يمين الوسط.

ويصر شولتز على أنه عازم على الترشح مرة أخرى لمنصب المستشارية، ويشير نوابه إلى ارتفاع طفيف لشعبيته في عام 2021 كدليل على أنه لا يزال قادراً على تغيير الأمور.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار