الأول منذ ربع قرن.. فرنسا تستعد لتشغيل مفاعل نووي

3-09-2024, 11:25

+A -A


الغد برس/ بغداد 

تبدأ فرنسا تشغيل أول مفاعل نووي تم بناؤه حديثاً منذ ربع قرن، بعد 12 عاماً من الموعد المحدد، وبعد انتكاسات متعددة، إذ تتطلع باريس إلى تحقيق انتعاش اقتصادي بخطط لبناء المزيد من المحطات الجديدة، وفق "فاينانشيال تايمز".

وقالت شركة كهرباء فرنسا EDF، المشغلة لأكبر أسطول من محطات الطاقة النووية في أوروبا، الاثنين، إن هيئة السلامة النووية ASN، أعطت الضوء الأخضر للشركة لإنتاج الإلكترونات الأولى لمفاعل "فلامانفيل 3". وبدأت شركة الطاقة عملية تنشيط النيوترونات في قلب المفاعل من أجل الوصول إلى عتبة التفاعل المتسلسل. ومن المتوقع تسليم أول كيلووات ساعة في نهاية الخريف.

وإذا نجحت هذه العمليات، فسيتم توصيل المفاعل بالشبكة في نهاية المطاف قبل نهاية العام الجاري، بمجرد وصوله إلى 25% من إجمالي قدرته البالغة 1.65 جيجاوات، وهو ما يكفي لتشغيل مدينة كبيرة، حسبما نقلته صحيفة "لاكروا".

ولم تشهد فرنسا مثل هذه العملية منذ 25 عاماً، مع بدء تشغيل محطة كهرباء "سيفو".

وتقدر تكلفة "فلامانفيل 3"، الذي قامت شركة EDF بتطويره لإنتاج الكهرباء، بحوالي 19.1 مليار يورو، مع الأخذ في الاعتبار على وجه الخصوص العديد من "تكاليف التمويل الإضافية"، بدلا من 3.3 مليار كما كان مقرراً في الأصل.

وقال أحد الأشخاص المطلعين على الأمر لصحيفة "لوفيجارو": "يبدو الأمر كما لو أن كل الصعوبات التي يمكن مواجهتها عند بدء تشغيل مفاعل قد اجتمعت في فلامانفيل... لكننا تمكنا من التغلب على هذه الصعوبات". وأضاف: "جميع الاختبارات يجب أن تتم وفقاً لما تم التخطيط له، وإذا كان هناك أي انحرافات، فيجب تحليلها نقطة بنقطة. نحن لا نستسلم. وهناك مخاطر أدت إلى عدد معين من العمليات الإضافية".

تحديات هائلة

وعانت صناعة الطاقة النووية على مستوى فرنسا، من انخفاض الطلبات على مدى العقود الأخيرة، مما دفع العمال المهرة إلى مغادرة القطاع، وانتهى الأمر بمفاعل فلامانفيل بتكلفة تزيد عن أربعة أضعاف ميزانيته الأولية البالغة 13.2 مليار يورو، واستغرق الانتهاء منه وقتاً أطول من النماذج المماثلة التي بنتها شركة EDF في الصين وفنلندا، والتي تضررت أيضاً من التأخير.

وقال ريجيس كليمنت، الرئيس المشارك لقسم الإنتاج النووي في شركة EDF، عن القرار: "إنها خطوة تاريخية في هذا المشروع".

وذكرت شركة كهرباء فرنسا، التي لديها عقود لبناء مفاعلات جديدة في بريطانيا وتطرح مناقصة لتصدير تصميمها إلى أماكن أخرى، إنها تعلمت دروساً قيمة من مشروع فلامانفيل 3، والتي ستسمح لها بتقليص أوقات البناء في المستقبل.

لكنها لا تزال تواجه سلسلة من العقبات في الداخل، على الرغم من إطلاق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لخطة لبناء 6 مفاعلات جديدة على الأقل، إذ لم يتم إضفاء الطابع الرسمي على الطلبات بعد، وقد يؤدي الجمود السياسي في باريس إلى تأخير العملية أكثر، بعد أن أسفرت الانتخابات التشريعية هذا الصيف عن برلمان معلق، وفق "فاينانشيال تايمز".

منافسة خارجية

وتحتاج شركة كهرباء فرنسا، التي تنفق الأموال على حملات التوظيف الجديدة للتحضير للطلبات، إلى الاتفاق على خطة تمويل للمشاريع، والتي قد تكلف أكثر من 52 مليار يورو.

وقال العديد من الأشخاص المقربين من الشركة، إن الآمال في التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام تتلاشى. وأضافوا أن الطموح الأولي لتسليم المفاعلات الجديدة بحلول عام 2037 يبدو متفائلاً نتيجة لذلك.

وتشمل التحديات الأخرى، تحسين تحديثات التصميم للمفاعلات المستقبلية، بينما يستغرق تدريب مجموعة من الموظفين من المهندسين إلى اللحامين بعض الوقت.

وتواجه شركة كهرباء فرنسا أيضاً منافسة خارجية من لاعبين آخرين، مثل منافسيها من كوريا الجنوبية، وسط إحياء عالمي للتكنولوجيا النووية. ورغم تقديرها لانبعاثاتها الكربونية المنخفضة، واجهت الطاقة النووية أجواء من عدم الثقة بعد حادثة تشيرنوبل في عام 1986 وانهيار مفاعل فوكوشيما في اليابان في أعقاب تسونامي في عام 2011.

وتسعى فرنسا إلى خفض حصة الوقود الأحفوري في استخدام الطاقة من أكثر من 60% حالياً إلى 40% في العام 2035 وهو ما سيتطلب "بناء مزيد من المنشآت النووية التي تعادل قدرتها 13 جيجاوات" من الطاقة اعتباراً من عام 2026.


كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار