مستشار ماكرون يتسبب بفوضى عارمة في قصر الإليزيه

أمس, 21:40

+A -A

الغد برس/متابعة

حالة من الفوضى تلف قصر الإليزيه بعدما أعلن المستشار الدبلوماسي الأعلى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقالته.

وأغرق إيمانويل بون الدائرة الداخلية لماكرون في حالة من عدم اليقين الأسبوع الماضي عندما أعلن استقالته بعد سنوات قضاها «وزير خارجية في الظل»، كما تصطلح على تلقيبه وسائل إعلام محلية.

وجاءت استقالة بون، وهو محور رئيسي في السلك الدبلوماسي الفرنسي، بعدما وصلت المنافسة المحتدمة مع أحد كبار المساعدين إلى نقطة الغليان.

كما تأتي في خضم نزاع سياسي كبير داخل إدارة ماكرون، وذلك وفقًا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

وحتى مساء الإثنين، لم يتم قبول استقالة بون، لكن إذا رحل الرجل فسيعني ذلك أن يبقى ماكرون بدون أحد مستشاريه الأكثر ثقة في السياسة الخارجية.

بينما يستعد الرئيس الفرنسي للتنقل في نظام عالمي مليء بعدم الاستقرار في ظل عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للبيت الأبيض الأسبوع المقبل.

ووصف دبلوماسي فرنسي سابق الأوضاع قائلا "إنها فوضى"، مشيرًا إلى "الوضع السياسي المحلي، ومحادثات الميزانية المستحيلة، والعلاقات المستقبلية مع ترامب والجزائر، ونفوذ فرنسا المتضائل في أوروبا وأفريقيا، سنضطر إلى العمل بجدية للعودة إلى المسار الصحيح".

ولم يكن سرًا في باريس أن بون يبحث عن منصب جديد بعد 5 سنوات قضاها إلى جانب ماكرون.

لكن يبدو أن قرار الاستقالة جاء في ضوء علاقته الصعبة بشكل متزايد مع الجنرال فابيان ماندون، رئيس الأركان العسكري للرئيس، وذلك وفقًا لما ذكره مصدران مقربان من ماكرون.

ونقلت "بوليتيكو" عن أحد المصدرين قوله إن ماندون تم تعيينه قبل أقل من عامين، لكنه "يتعدى على منطقة بون"، في حين قال المصدر الآخر "كانت هناك منافسة شرسة بين الاثنين لفترة طويلة". مشيرًا إلى الاختلافات في المواقف و"ربما في قضايا جوهرية".

ووصلت التوترات بين الرجلين إلى ذروتها الأسبوع الماضي قبل اجتماع الرئيس الفرنسي مع كير ستارمر في تشيكرز، المقر الريفي لرئيس الوزراء البريطاني.

ووفقًا للمصادر، فإن بون وماندون خاضا "شجارًا" في الساعات التي سبقت إقلاعهما إلى المملكة المتحدة بعد ظهر يوم الخميس، مما دفع بون إلى تفويت الرحلة في اللحظة الأخيرة.

وردا على سؤال حول استقالة بون، قال مسؤول في الإليزيه في تصريحات سابقة: "يتمتع إيمانويل بون بثقة رئيس الجمهورية وسيترك منصبه عندما يرغب في ذلك".

ولم يكن بون منسجمًا تمامًا مع مواقف الرئيس الفرنسي بشأن السياسة الخارجية، ففي العام الماضي انحاز ماكرون إلى المغرب في نزاعها الإقليمي مع الجزائر حيث قرر الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

لكن بون فضل نهجًا أكثر حيادًا، بما يتماشى مع السياسة الدبلوماسية الفرنسية الراسخة، وذلك بحسب ما ذكره مصدران مقربان منه اعتبرا أن الحروب المتكررة على السياسة الجزائرية استنفدت مستشار الرئيس.

والأسبوع الماضي، اتهم وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو الجزائر بمحاولة "إذلال" فرنسا.

وأمس الإثنين، دخل وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانين أيضًا في النقاش، داعيًا إلى إنهاء الدخول بدون تأشيرة إلى فرنسا للمسؤولين الجزائريين.

 




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار