وزير العمل يحصي عدد العمال العرب والأجنب في العراق
أمس, 10:45
الغد برس/ متابعة
لطالما شهدت مباريات كرة القدم تبادلًا ساخنًا في الكلام بين اللاعبين، وهي جزء من طبيعة اللعبة حيث تختلط العواطف مع المنافسة الشديدة؛ وكان فينيسيوس جونيور، اللاعب البرازيلي الذي يتألق بسرعته ومهاراته الهجومية، أحد أبرز النجوم الذين أثاروا الجدل بسبب المُشادّات المتكررة التي حدثت معه في لقاءات ريال مدريد.
الجدير بالذكر أن فينيسيوس جونيور يتمتع بسرعات خارقة وقدرة على التحرك في مساحات ضيقة، إلا أن مشكلات الالتزام الدفاعي أصبحت مؤخرًا موضوع جدل بين المشجعين والنقاد، خاصةً في ظل مطالبات الفريق بالحفاظ على نظام دفاعي متماسك.
في أجواء مشحونة بالتوتر داخل ملعب “بوتاركي”، لم تكن ليلة ريال مدريد مجرد مواجهة ضد سي دي ليجانيس في ربع نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا، بل شهدت واحدة من اللحظات الجدلية داخل الفريق، الصدام بين فينيسيوس جونيور والكرواتي لوكا مودريتش لم يكن مجرد خلاف عابر، بل كشف عن أزمة داخلية قد تكون لها انعكاسات مستقبلية على تشكيلة الميرنجي، وربما على مستقبل فينيسيوس نفسه داخل النادي.
افتتح لوكا مودريتش التسجيل لريال مدريد في الدقيقة 18، حيث جاء هدفه ليشكل الفارق الأول في النتيجة، مُبرزًا خبرته وإحساسه التهديفي حتى في عمر متقدم، بعد ست دقائق، أضاف الموهبة البرازيلية الصاعدة إندريك الهدف الثاني، مما رفع مستوى الثقة لدى الفريق الملكي.
ثم تمكن ليجانيس من تقليص الفارق في الدقيقة 39 من خلال ركلة جزاء سجّلها خوان كروز، مما أعاد آمال فريقهم في قلب المباراة، وفي الدقيقة 59، جاء هدف التعادل الرائع الذي أثار حماس الجماهير وأعاد التحدي إلى أصحاب الأرض، ومع اقتراب نهاية الوقت الأصلي، شهدنا لحظة إضافية حاسمة عندما أحرز البديل الشاب جونزالو جارسيا هدف الفوز بدقائق الإضافية (الدقيقة 90+3) برأسية رائعة، مانعًا بذلك مفاجأة محتملة لفريق ليجانيس.
لطالما كانت المشاحنات بين اللاعبين جزءًا طبيعيًا من المنافسة في كرة القدم، لكن حين يكون طرفا النزاع هما أحد أكثر المواهب الهجومية في الفريق وأحد أساطيره المخضرمين، فإن الأمر يأخذ بعدًا آخر؛ فينيسيوس جونيور، الذي يتمتع بمهارات هجومية وسرعة مذهلة، واجه انتقادات بسبب تراجع التزامه الدفاعي، وهو ما لم يرق لمودريتش، قائد خط الوسط، الذي طالبه بمساندة الفريق بشكل أفضل في أوقات الضغط، ما بدأ بنقاش حاد داخل الملعب، تطور إلى لحظة توتر رصدتها عدسات الكاميرات، مما أثار جدلًا واسعًا بين الجماهير والصحافة الإسبانية.
على الرغم من الانتصار، لم يكن الأداء مقنعًا لجماهير ريال مدريد، خاصة في ظل غياب العديد من الركائز الدفاعية مثل ألابا، ميليتاو، وروديجير، هذه الغيابات جعلت الفريق في وضع صعب دفاعيًا، وهو ما دفع مودريتش إلى مطالبة فينيسيوس بالعودة لمساندة الدفاع، الأمر الذي لم يتقبله اللاعب البرازيلي بسهولة، لتبدأ المواجهة الساخنة بينهما.
التقارير الإسبانية، وعلى رأسها “ماركا”، أكدت أن الخلاف لم يكن مجرد نقاش عابر، بل كان حادًا إلى درجة استدعت تدخل بعض اللاعبين لتهدئة الأمور، هذه الحادثة أعادت طرح تساؤلات حول مدى نضج فينيسيوس واستعداده لتحمل مسؤولية أكبر داخل الفريق، خاصةً أن تلك “المشكلة” ليست الأولى لنجم السامبا، فقد تكرر الأمر ذاته عندما انفعل على سيبايوس وجارسيا في مباراة إسبانيول بالدوري الإسباني، بسبب عدم تمريرهما الكرة له، فهل لا يزال يُنظر إليه كنجم صاعد يحتاج إلى التوجيه، أم أن عليه الآن إظهار التزام أكبر ليثبت جدارته بمكانه الأساسي؟
المسألة لا تتعلق فقط بالمباراة أو بالمواجهة بين اللاعبين، بل تمتد إلى مستقبل ريال مدريد ككل، في ظل إصابات اللاعبين المؤثرين، يحتاج الفريق إلى وحدة وانضباط تكتيكي أكبر، وهو ما دفع مودريتش، بحكم خبرته الطويلة، إلى محاولة فرض الانضباط داخل أرض الملعب، لكن إذا استمر فينيسيوس جونيور في التعامل بأنانية أو رفض الالتزام بالأدوار الدفاعية، فقد يجد نفسه في موقف صعب أمام إدارة النادي والجهاز الفني بقيادة كارلو أنشيلوتي.
في تعليقه على دور لوكا مودريتش في ريال مدريد، أكد كارلو أنشيلوتي أن هناك احترامًا كبيرًا لكلام النجم الكرواتي داخل الفريق، وقال المدرب عقب اللقاء عما حدث بين الثنائي: “عندما يتحدث لوكا، يجب أن نستمع له. فهو ليس فقط لاعبًا ذو إمكانيات استثنائية، بل قائد حقيقي يتمتع بخبرة واسعة في الملاعب الكبرى”، وأضاف الإيطالي أن كلمة مودريتش تحظى بتقدير كبير من الجميع داخل غرفة الملابس، خصوصًا في ظل ما قدمه طوال مسيرته.
تعتبر تصريحات أنشيلوتي تأكيدًا على الأثر الذي يتركه مودريتش على زملائه، خاصة في سياق تواجده بجانب لاعبين شباب مثل فينيسيوس جونيور. ومن المعروف أن لوكا مودريتش يلعب دورًا محوريًا في توجيه اللاعبين الناشئين، حيث يبذل جهده في تعليمهم الأسلوب الصحيح داخل الملعب وكيفية التعامل مع الضغوطات الكبيرة، وكما ذكر أنشيلوتي، فإن مودريتش قادر على التأثير على زملائه بطريقة إيجابية واحترافية بفضل خبرته الواسعة على مدار السنوات.
الآن، السؤال الذي يشغل جماهير ريال مدريد هو: هل سيؤثر هذا الصدام على وضع فينيسيوس جونيور داخل الفريق؟ هل يمكن أن يكون هذا مؤشرًا على خلافات أعمق داخل غرفة الملابس؟ أم أنها مجرد لحظة غضب سيتم تجاوزها سريعًا؟ الأكيد أن ريال مدريد يعيش مرحلة حساسة، حيث تحتاج المنظومة إلى تماسك كامل من جميع اللاعبين، وإذا لم يستجب فينيسيوس، فقد يكون مستقبله داخل النادي على المحك.
مع اقتراب مراحل الحسم في الموسم، سيكون من المثير متابعة كيف سيتعامل فينيسيوس جونيور مع هذه الانتقادات، وما إذا كان سيغير من أسلوبه ليصبح لاعبًا أكثر نضجًا، أم أن هذه الحادثة ستفتح باب التكهنات حول مستقبله مع الميرينغي. الأيام القادمة وحدها ستكشف كيف سينعكس هذا التوتر داخل أروقة النادي الملكي، لكن المؤكد أن ريال مدريد بحاجة إلى أكثر من مجرد مهارات هجومية من لاعبيه، بل إلى التزام وانضباط كامل لتحقيق الألقاب.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار