السوداني لبري: العراق وافق على تزويد لبنان بالوقود لمدة 6 أشهر
اليوم, 15:55
الغد برس/ متابعة
تحت أضواء الملاعب الرمضانية وأصوات الطبول والهتافات، تحيي العاصمة بغداد تقليدًا شعبيًا عمره قرون بلعبة "المحيبس"، التي باتت اليوم جزءًا من هوية شهر رمضان في العراق، وتسعى الجهات المختصة إلى نقلها نحو العالم.
وتناول تقرير لوكالة "فرانس برس" مشهدًا فريدًا من ملعب مفتوح في بغداد، حيث تحتشد الجماهير، لا لمباراة كرة قدم، بل لمنافسة حماسية في لعبة المحيبس التي تعود جذورها إلى العهد العثماني، وتُعد من أبرز الطقوس الرمضانية في البلاد.
وتتواجه في هذه اللعبة فرق تمثل مناطق ومدنًا عراقية مختلفة، وسط مشاركة نحو 400 فريق في عموم المحافظات، وصولًا إلى التصفيات النهائية التي تضم 40 فريقًا، عشرة منها من بغداد والبقية من باقي المدن.
رئيس اتحاد المحيبس، جاسم الأسود، قال للوكالة الفرنسية إن اللعبة "تمارس منذ أكثر من 300 سنة، وتوحد العراقيين"، مؤكداً أنها تراث شعبي يعكس التنوع والانتماء، كما أشار إلى أن اسمها يحمل كلمات من اللغة التركية.
وتُجرى المنافسات وسط أجواء شعبية صاخبة، يتجمع خلالها المشجعون لدعم فرقهم، حيث يجلس اللاعبون مغلقي الأيدي، فيما يتفقد قائد الفريق الخصم قبضات اليد في محاولة لتحديد مكان المحبس خلال عشر دقائق فقط.
وفي مشاهد توثق لحظات الفرح والانتماء، استذكر اللاعب باقر الكاظمي مباراة جمعت فريقه من الكاظمية مع فريق الأعظمية فوق الجسر الذي يفصل بين المنطقتين، قائلاً: "اجتمعنا سنة وشيعة ولعبنا فوق الجسر".
بدورها، أكدت وزارة الشباب والرياضة، عبر مدير قسم الأنشطة نجم عبد مطشر، أن هناك طموحًا حقيقيًا لنقل لعبة المحيبس إلى العالم العربي ثم الدولي، على غرار ما فعلته البرازيل مع كرة القدم.
ويقول الباحث في التراث الشعبي، عادل العرداوي، إن اللعبة تعود إلى القرن السادس عشر، وقد شكلت تقليدًا اجتماعيًا مهمًا يسهم في تجاوز الخلافات، خصوصًا حين تُقام المباريات بين مناطق مختلفة.
كما بيّن أحمد المعلا، رئيس فريق البصرة، أن "المحيبس لعبة شعبية لا تنسى، ولها جماهيرها من كل محافظات العراق"، بينما شدد اللاعب أبو الحسن الوجاني من فريق الناصرية على ضرورة الحفاظ عليها كجزء من الهوية الثقافية.
ويُنظر إلى المحيبس اليوم كأكثر من لعبة، بل كوسيلة اجتماعية تجمع العراقيين في شهر رمضان، وتعكس روح التحدي والاحتفال، وسط طموحات رسمية وشعبية بأن تُعرّف هذه اللعبة إلى العالم وتُسجّل كتراث عراقي عابر للحدود.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار