اكتشاف عنصر جديد يساهم في انتشار السرطان

أمس, 21:45

+A -A

الغد برس/ متابعة

حقق تعاون بحثي بقيادة جامعة ماكغيل الكندية، تقدماً كبيراً في فهم كيفية انتشار السرطان. فقد وجدت دراستهم السريرية التى أجريت على مرضى سرطان المبيض والقولون والمستقيم أن خلايا السرطان تتحرك في مجرى الدم في مجموعات، وأن هذا الأمر أكثر شيوعاً مما كان يُعتقد سابقاً.

ووفق نتائج الدراسة التي نُشرت في دورية «كومينيكيشيز ميديسين»، يمكن أن يساعد هذا الاكتشاف الأطباء على تحديد مرضى السرطان الأكثر عرضة لخطر انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى بسرعة أكبر، وهي معرفة قد تُرشد قرارات العلاج. كما قد تفتح هذه النتائج آفاقاً جديدة للعلاج.

ويُعد السرطان مسؤولاً عن وفاة واحدة من كل أربع وفيات تقريباً في كندا. وفي معظم الحالات، لا يكون الورم الأصلي هو القاتل، بل انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى، وهي عملية تُسمى النقائل.

وتحدث هذه العملية عندما تنفصل خلايا الورم المنتشرة (CTCs) عن الأورام، وتدخل مجرى الدم، وتزرع أوراماً جديدة في أماكن أخرى من الجسم. وفي حالات نادرة، تنفصل خلايا CTCs كمجموعة من الخلايا يلتصق بعضها ببعض، وتشكل عنقوداً.

قال ديفيد جونكر، الباحث الرئيسي في الدراسة، والأستاذ ورئيس قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة ماكغيل، في بيان نُشر، الاثنين، على موقع الجامعة: «تشير نتائجنا إلى أن هذه العناقيد قد تلعب دوراً غير مُقدّر في النقائل. فبينما وُجد مؤخراً أن العناقيد أكثر فاعلية في تكوين أورام جديدة، فإنها ظلت غير قابلة للكشف لدى معظم المرضى، ومن ثمّ لم يُؤخذ في الاعتبار دورها في انتشار المرض».

إلا أن باحثي الدراسة استطاعوا التوصل إلى اكتشافهم باستخدام طريقة ترشيح دقيق جديدة طوروها لالتقاط عناقيد الخلايا السرطانية التي تنتقل عبر مجرى الدم.

افترضنا أن طرق الترشيح الحالية قد تُفكك العناقيد في أثناء معالجة العينات. لذلك، طورنا طريقةً ألطف لعزلها من الدم دون تفكيكها. باستخدام هذه الطريقة، اكتشفنا عدداً أكبر بكثير من عناقيد الخلايا السرطانية الدائرية مقارنةً بما أُبلغ عنه سابقاً، وفقاً لجونكر.

وتعتمد هذه التقنية على غشاء مُرشِّح دقيق فائق الرقة - نحو خُمس سُمك شعرة الإنسان - مزود بمسامات دقيقة تحجز عناقيد الخلايا السرطانية، مع السماح لخلايا الدم الأصغر بالمرور.

إمكانيات علاجية جديدة

من المقرر أن تُطبّق المرحلة التالية من البحث هذه الطريقة الجديدة كأداة تشخيصية للكشف عن الخلايا السرطانية الدائرية في سرطان القولون والمستقيم الذي انتشر إلى الكبد، وهو أحد أصعب أشكال المرض علاجاً.

ويمكن أن تُساعد مجموعات الخلايا السرطانية الدائرية في تصنيف المرضى مجموعات منخفضة وعالية الخطورة، ومن ثمّ تعديل العلاج وفقاً لذلك.

كما يُمكن أن يفتح اكتشاف الباحثين آفاقاً جديدة لمراقبة العلاج من خلال تتبع مجموعات الخلايا السرطانية الدائرية، ولتطوير استراتيجيات علاجية جديدة.

وأضافت الطبيبة آن ماري ميس ماسون من المركز الاستشفائي لجامعة مونتريال: «إذا كانت التجمعات السرطانية هي المحرك الرئيسي لانتشار السرطان، فإن تفكيكها قد يساعد في وقف النقائل ومن ثمّ وقف انتشار المرض».




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار