خبير يحدد لـ"الغد برس" قانونية تبرع العراق الى غزة ولبنان
أمس, 20:55
الغد برس/ متابعة
نجح فريق بحثي متعدد التخصصات من كلية الحاسبات المتقدمة بجامعة جنوب كاليفورنيا (USC School of Advanced Computing) وكلية كيك للطب (Keck School of Medicine)، بالتعاون مع خبراء من مختبر «مايكروسوفت» في الولايات المتحدة، في تطوير نموذج للذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بسوء التغذية الحاد لدى الأطفال في كينيا قبل 6 أشهر من حدوثه. ونُشرت هذه النتائج في مجلة «بلوس ون» (PLOS One) في منتصف شهر مايو (أيار) من العام الحالي.
رصد مبكر لسوء التغذية
وقال الباحثون إن النموذج الجديد يوفر للحكومات والمنظمات الإنسانية مهلة زمنية كافية لتوصيل الغذاء والرعاية الصحية اللازمة لإنقاذ الأطفال في المناطق الأكثر عرضة لخطر نقص الغذاء؛ حيث يتفوق هذا النموذج الذي يعتمد على التعلم الآلي على الأساليب التقليدية، من خلال تحليل البيانات السريرية التي تم أخذها من 17000 مركز صحي في كينيا، والخاصة بالأطفال، ودمجها مع بيانات الأقمار الاصطناعية التي تتعلق بكمية المحاصيل الزراعية وجودة إنتاجها.
بيانات الأطفال الرضع
وشملت المعلومات السريرية تفصيلات عن نوع تغذية الرضع، ومدى انتشار الرضاعة الطبيعية بشكل حصري ومعلومات خاصة بوزن حديثي الولادة، وتقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى؛ الذين يعانون من نقص الوزن عند الولادة. والثانية؛ الذين يعانون من نقص الوزن الشديد. إضافة إلى تفصيلات عن تغذية الأطفال، ومدى توفر المواد الغذائية ومعلومات عن النساء الحوامل اللائي يعانين من انخفاض مستويات الهيموغلوبين في الدم.
وتضمنت البيانات أيضاً معلومات مفصلة عن الأمراض الشائعة المنتشرة، وأسباب حدوث الإسهال وطرق علاجه، ونسبة الوفيات من الأطفال نتيجة حدوثه، كما شملت معلومات عن الأمراض التي تسببت في دخول الأطفال للمستشفيات ومتوسط عمرهم ومدة إقامتهم، والعلاج المقدم لهم، وفترة التعافي من المرض بعد الخروج.
دقة تنبؤ عالية
وحقق هذا النموذج الصناعي المعتمد على خوارزميات متقدمة دقة في القدرة على التنبؤ بحدوث حالات سوء التغذية في الأطفال تحت عمر 5 سنوات بلغت 89 في المائة قبل حدوثها بشهر كامل، وتمكَّن من الحفاظ على دقة بلغت 86 في المائة قبل حدوثها بستة أشهر كاملة، ما يُعد إنجازاً كبيراً مقارنة بالطرق التقليدية في التنبؤ التي تعتمد بشكل أساسي على العامل البشري من أطباء الأطفال ومقدمي الخدمة الطبية، من خلال تدوينهم للتاريخ المرضي للطفل، والمتابعة الصحية له.
سوء التغذية لدى الأطفال
وأوضحت الدراسة أن سوء التغذية من أهم عوامل الخطورة التي تؤثر بالسلب على صحة الأطفال في أفريقيا على وجه التحديد؛ لأن القارة تواجه نقصاً حاداً في المواد الغذائية يتفاقم كل عام بسبب تغيُّر المناخ، بجانب تردي الخدمات الصحية في المناطق النائية. وفي دولة مثل كينيا تُعاني نسبة من الأطفال تبلغ 5 في المائة (ما يقرب من 350 ألف طفل) من سوء التغذية الحاد، وفي بعض المناطق ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 25 في المائة من الأطفال (ما يزيد على مليون ونصف المليون طفل).
ومن المعروف أن سوء التغذية يؤدي إلى عدد من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل تراجع النمو الجسدي والعقلي والأنيميا المزمنة ونقص الكتلة العضلية، وأيضاً يؤثر بالسلب على القدرات الإدراكية للطفل، كما يؤدي إلى ضعف التحصيل الأكاديمي، ويتسبب في ضعف جهاز المناعة، وزيادة احتمالية الإصابة بأنواع العدوى المختلفة، ويزيد بشكل كبير من خطر الوفاة نتيجة أمراض شائعة مثل الإسهال والملاريا. وفي المجمل يرتبط نقص التغذية بما يقرب من نصف حالات وفيات الأطفال دون سن الخامسة.
في النهاية، أكد الباحثون أن هذه الدراسة بمثابة دليل عملي على كفاءة استخدام تقنيات التعلم الآلي والتقنيات القائمة على البيانات، للتنبؤ بسوء التغذية الحاد بين الأطفال. ويمكن من خلال تعميمها إنقاذ ملايين الأطفال.
كلمات مفتاحية :