+A
-A
الغد برس/ متابعة
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" أن جائحة كوفيد-19 أدت إلى تسارع شيخوخة الدماغ بمعدل 5.5 أشهر إضافية، حتى بين الأشخاص الذين لم يصابوا بالعدوى.
وقال موقع "ساينتفيك أمريكان" إن الدراسة المذكورة والتي أجراها باحثون من جامعة نوتنغهام البريطانية اعتمدت على تحليل فحوصات دماغية لـ996 شخصاً.
وأظهرت النتائج تغيرات هيكلية واضحة في أدمغة المشاركين الذين عاشوا خلال فترة الجائحة مقارنة بمن خضعوا للفحوصات قبل عام 2020، وكانت هذه التغيرات أكثر وضوحاً لدى ثلاث فئات رئيسية: كبار السن فوق 60 عاماً، والذكور، وأصحاب الدخل المحدود.
وأوضح البروفيسور علي رضا محمدي نجاد، قائد فريق البحث: "لقد أثبتت الدراسة أن صحة الدماغ لا تتأثر فقط بالأمراض المعدية، ولكن أيضا بالعوامل البيئية المحيطة مثل الضغوط النفسية والاجتماعية"، مضيفاً: "المثير للاهتمام أن هذه التغيرات الهيكلية لم تترافق بالضرورة مع تراجع فوري في الوظائف الإدراكية، حيث اقتصر التراجع الملحوظ على المصابين فعلياً بفيروس كوفيد-19".
وركز الباحثون على تحليل تأثير العوامل المصاحبة للجائحة والتي قد تكون مسؤولة عن هذه التغيرات، وأبرزها: العزلة الاجتماعية، والقلق المستمر، والاضطرابات في الروتين اليومي، والتغيرات في نمط الحياة، كما لاحظوا أن هذه الآثار كانت أكثر حدة لدى الأشخاص الذين يعانون أساسا من ظروف معيشية صعبة.
وفي المرحلة التالية، يعتزم الفريق البحثي دراسة ثلاثة محاور رئيسية: إمكانية عكس هذه التغيرات الدماغية، ومدى استمراريتها على المدى الطويل، وتأثيرها المختلف على الفئات الأكثر عرضة للمخاطر.
وتكمن أهمية هذه النتائج في أنها تسلط الضوء على الآثار غير المباشرة للجوائح الصحية، والتي قد تتجاوز في بعض الحالات تأثير العدوى الفيروسية المباشرة.
كلمات مفتاحية :