+A
-A
الغد برس/ متابعة
يعتقد المؤسس المشارك لشركة "Fundstrat" ورئيس مجلس إدارة "BitMine" توم لي، أن العالم يدخل في "دورة صاعدة فائقة" يغذيها الذكاء الاصطناعي، والعملات المشفرة، والتمويل اللامركزي.
ويرى لي أن الارتفاعات الحالية "أكثر الأسواق صعوداً مكروهة". فهو مدفوع بأساسيات قوية، لكنه محاط بالتشاؤم والتحيز السياسي.
وقال الخبير المالي المعروف توم لي: "ما نشهده ليس فقاعة، بل تحول اقتصادي جذري".
استشهد لي بأداء شركة "إنفيديا"، العمود الفقري للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن تقييمها السوقي لا يزال أقل من شركة مثل "وول مارت" من حيث نسبة السعر إلى الأرباح. وأضاف: "الشركات بدأت بالفعل في جني ثمار استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، سواء عبر خفض تكاليف العمالة أو تحسين الكفاءة التشغيلية"، مؤكداً أن الأرباح القياسية ومعدلات الإنتاجية المتزايدة هي دليل على أن "هذا ليس تضخماً وهمياً، بل ثورة اقتصادية".
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الاقتصاد العالمي
وقارن لي موجة الذكاء الاصطناعي الحالية ببدايات عصر الإنترنت، لكنه شدد على أن السلوك الاستثماري اليوم أكثر عقلانية. وتوقع أن يستمر الذكاء الاصطناعي في دفع أرباح الشركات وإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، متجاوزاً حدود الأتمتة التقليدية.
بيتكوين.. نحو مليوني دولار؟!
وفي ملف العملات الرقمية، أطلق لي توقعاً جريئاً حول مستقبل بيتكوين، قائلاً إن العملة الرقمية الأولى عالمياً قد تصل إلى ما بين 1.6 مليون و2 مليون دولار للقطعة الواحدة، خاصة إذا ارتفع سعر الذهب إلى 5,000 دولار للأونصة. وأوضح: "كلما ارتفعت قيمة الذهب، ارتفعت القيمة الشبكية لبيتكوين".
لكن لي يرى أن دورة بيتكوين التقليدية التي تستمر 4 سنوات قد فقدت صلاحيتها، في ظل توسع التبني المؤسسي وتغير الظروف الاقتصادية العالمية. ورغم احتمالية حدوث تراجعات قصيرة المدى، إلا أنه يؤمن بأن بيتكوين تسير في اتجاه صعودي طويل الأمد.
إيثيريوم.. الأصل الاحتياطي لوول ستريت؟
أما عن إيثيريوم، فقد عبر لي عن قناعته بأنها ستصبح "الأصل الاحتياطي السيادي لوول ستريت"، محدداً سعراً مستهدفاً يبلغ 21,000 دولار لكل "إيثر". وكشف أن شركته تمتلك 3.23 مليون وحدة إيثيريوم، ما يجعلها أكبر جهة مؤسسية تحتفظ بها عالمياً.
وأشار إلى أن هيمنة إيثيريوم على العقود الذكية و"التوكنيزاشين" تعطيها ميزة استراتيجية، قائلاً: "بيتكوين هي الذهب الرقمي، لكن إيثيريوم هي العمود الفقري للتمويل المرمز"، خاصة أن أكثر من 70% من المنتجات المالية على السلسلة مبنية على شبكة إيثيريوم.
الأسواق التنبؤية والضريبة الروبوتية.. ملامح المستقبل
في رؤيته للمستقبل، توقع لي أن تحل الأسواق التنبؤية مثل PolyMarket وTrueflation محل استطلاعات الرأي الاقتصادية التقليدية، نظراً لما تتمتع به من شفافية ودقة. كما طرح فكرة مستقبلية تتمثل في فرض ضريبة على الروبوتات، تحسب لكل مهمة يتم تنفيذها عبر مدفوعات دقيقة على الشبكة، كآلية لموازنة تأثير الأتمتة على سوق العمل.
وحذر لي من أن البيانات الاقتصادية الأمريكية، مثل استطلاع ميشيغان للمستهلكين، أصبحت "ملوثة سياسياً"، مما يؤدي إلى تشويه صورة السوق. وأرجع شعور الكراهية تجاه السوق القوي إلى الانقسام السياسي، مؤكداً أن المستثمرين الأفراد، وليس المؤسسات، هم من يقودون الزخم الحالي، بفضل رؤيتهم طويلة الأمد وقدرتهم على تحمل المخاطر.
وتوقع لي أن يكون عام 2026 نقطة تحول في النمو الاقتصادي العالمي، مدفوعاً بسياسات نقدية أكثر مرونة، وانتعاش قطاع التصنيع، وتوسع استخدام الذكاء الاصطناعي. وقال: "ما نعيشه اليوم ليس فقاعة، بل بداية لتحول تاريخي سيعيد تعريف مفاهيم القيمة والإنتاجية والثروة".
كلمات مفتاحية :