طريقة تقي المراهقين من الاكتئاب والقلق ما هي؟

23-12-2022, 16:23

+A -A
الغد برس/متابعة 

كشفت إحصائية أسترالية أن حوالي واحد من كل خمسة شبان أستراليين يعاني من مشاكل في الصحة العقلية مثل الاكتئاب أو القلق سنويًا، علاوة على أن جائحة كورونا أدت إلى تكثيف مخاوف الصحة العقلية لدى الشباب، وفقا لما جاء في تقرير نشره موقع مجلة Conversation.

أضاف التقرير أن أستراليا شهدت عقودا من الاستثمار في التدخل المبكر وخدمات العلاج ولم تخفض معدلات الاكتئاب والقلق.

وأثار هذا المزيد من الاهتمام بما يمكن القيام به للوقاية من مشاكل الصحة العقلية. فتعد المدارس إعدادات مثالية للوقاية لأنه يمكن الوصول إلى أعداد كبيرة من الطلاب، والمساعدة في بناء المهارات والعادات الصحية، والاستفادة من كون المدارس بيئات تعليمية واجتماعية.

ويرجح بحث جديد تم إجراؤه تحت رعاية مجلة Conversation وبتمويل من المؤسسة الخيرية البريطانية Wellcome Trust، أن إحدى الطرق الواعدة للوقاية من الاكتئاب والقلق هي ضمان شعور الطلاب بقوة بالانتماء والتواصل مع مدرستهم الثانوية.

 

"الارتباط المدرسي"

يتعلق "الترابط بالمدرسة" بجودة مشاركة الطلاب مع أقرانهم ومعلميهم والتعلم في البيئة المدرسية. يمكن أن يشمل تدعيم ارتباط الطلاب بالمدرسة عدة أمور مثل معرفة أن المعلمين يدعمونهم، ووجود صديق للتحدث معه حول مشاكلهم، والشعور بأنهم يمكن أن يكونوا على طبيعتهم في المدرسة ومثل أن المدرسة تصبح مكانًا من الممتع أن يتواجدوا فيه ويقضون أوقاتهم في المشاركة بنشاط في الأنشطة المدرسية. تم ربط الارتباط بالمدرسة بتحسين التحصيل الأكاديمي والرفاهية، لكنه بالوقت الحالي يجذب الانتباه كطريقة ممكنة للحماية من الاكتئاب والقلق.

 

خبرات من 3 دول

قام الباحثون في الدراسة الجديدة بالتحقيق فيما إذا كان الترابط المدرسي يمنع ظهور الاكتئاب والقلق في وقت لاحق لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عامًا. وشملت الدراسة إجراء مراجعة منهجية لعشر سنوات من الأدلة التي تفحص العلاقات بين الترابط المدرسي والاكتئاب والقلق.

انضم للمشاركة في الدراسة خمسة مستشارين شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و21 عامًا لديهم خبرة معيشية في مشاكل الصحة العقلية و / أو نظام التعليم في أستراليا وإندونيسيا والفلبين.

 دراسات أميركية وهندية

كشفت نتائج معظم الدراسات أن مستويات أعلى من الترابط المدرسي تنبأت بمستويات أقل من الاكتئاب والقلق لاحقًا. على سبيل المثال، توصلت دراسة أميركية شملت ما يقرب من 10000 طالب أن مستويات أعلى من الترابط المدرسي المبلغ عنه ذاتيًا وتضمنت الأسئلة، التي تم طرحها على الطلاب "هل تشعر أنك جزء من مدرستك" وهل "يعاملك المعلمون في المدرسة بإنصاف". وتبين ان هناك انخفاض في أعراض الاكتئاب المبلغ عنها ذاتيا، وأن التأثير الإيجابي حدث في وقت لاحق في المدرسة الثانوية واستمر حتى مرحلة البلوغ المبكرة، حتى عند حساب أعراض الاكتئاب السابقة.

بحثت دراسة أخرى في تأثير برنامج تعزيز الصحة في المدرسة بأكملها في أكثر من 5000 من طلاب المدارس الثانوية في الهند. شجع البرنامج العلاقات الداعمة بين أعضاء المجتمع المدرسي وعزز الانتماء إلى المدرسة وزاد من المشاركة في الأنشطة المدرسية وعزز المهارات الاجتماعية بين الطلاب. أفادت نتائج الدراسة بحدوث انخفاض في أعراض الاكتئاب بعد 17 شهرًا.

ومن المثير للاهتمام، أن إحدى الدراسات أفادت أن المستويات الأعلى من الترابط بالمدرسة أدت إلى مستويات أعلى من الضيق الداخلي. ولكن نوه المستشارون الشباب، في دراسة مجلة Conversation، إلى أنه في بعض الأحيان يمكن أن يكون الشعور بارتباط أكبر بالمدرسة مع زيادة التوقعات من المعلمين والضغط على الأداء، يمكن أن يزيد من القلق لدى بعض الطلاب.

 

دور محوري للمدرسين

تظهر الأبحاث الحالية أن هناك الكثير من "الأشياء الصغيرة" التي يمكن للمدرسين القيام بها على مدار اليوم في تفاعلاتهم العادية مع الطلاب لتعزيز الترابط المدرسي، من بينها الاستماع بنشاط إلى الطلاب والتواجد بينهم والتواصل معهم ومناصرتهم وتشجيعهم في عملهم المدرسي حتى لو كان أدائهم أقل من التوقعات والتعاطف مع صعوبات الطلاب ومعاملة الطلاب بأساليب إنسانية.

من المرجح أيضًا أن يطلب الطلاب المساعدة في تعلمهم عندما يقول المعلمون مرحبًا ويتحدثون معهم ويهتمون بما يفعلونه ويظهرون أنهم فخورون بهم.

وفي نفس الوقت، فإن الطلاب بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على التعبير عن هويتهم بأمان، وأن يعبروا عن مشاكلهم أو المصاعب التي تواجههم بسهولة.

وقال الباحثون إن جائحة كورونا والقيود التي أدت إلى إغلاق المدارس والتعلم عن بُعد أظهرت تقديرًا مختلفًا لأهمية المدارس بالنسبة للصحة العقلية والرفاهية.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار