الحكومة تصوت على مشروع قانون انضمام العراق إلى اتفاقية التعاون الجمركي العربي
اليوم, 19:50

الغد برس/متابعة
على الرغم من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة وانهيار القدرة الشرائية وارتفاع أسعار السلع الأساسية والذهب إلى مستويات غير مسبوقة، اطلقت مجموعة من نساء لبنان حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "تزوّجني بدون مهر".
ولاقت الحملة انتشارا واسعا خلال الأيام الماضية، حيث تسعى لتسليط الضوء على الصعوبات التي تواجه الشباب في الإقدام على الزواج وسط الظروف المعيشية الخانقة، ولتحدّي الصورة النمطية التي تربط الفتاة اللبنانية بالمطالب المبالغ فيها وبالرفاهية والمظاهر الاجتماعية.
ورغم أن الدعوة ليست الأولى من نوعها، إلا أن توقيتها الحالي زاد من تفاعل الجمهور معها، إذ تزامنت مع الارتفاع الكبير في أسعار الذهب وتراجع القدرة على تحمّل تكاليف الزواج.
وترى المشاركات في الحملة أن الحب والتفاهم والشراكة الحقيقية أهم من المظاهر المادية، وأن الفتاة الراغبة في بناء أسرة عليها أن تكون شريكة وسندًا لزوجها لا عبئًا عليه.
لكن كغيرها من القضايا الجدلية، انقسمت الآراء حول المبادرة بين مؤيدٍ ومعارض.
فبينما اعتبر البعض الزواج من دون مهر تفريطًا بحق المرأة ومخالفًا للشريعة، رأى آخرون أن المهر بات مجرد إجراء رمزي شكلي، وأن الأساس هو بناء علاقة تقوم على الاحترام المتبادل لا على الأرقام والمهور العالية.
وفي هذا السياق، أوضح أحد رجال الدين في تصريح لموقع "ليبانون ديبايت" أن "المهر حق شرعي للمرأة وركن أساسي في عقد الزواج"، مشيرا الى ان "الزواج لا يصح شرعًا من دون ذكر المهر، سواء كان معجّلًا أو مؤجّلًا، لكن يمكن للمرأة التنازل عنه لاحقًا برضاها الكامل ومن دون أي ضغط".
وحول الحملة، اعتبر رجل الدين أنها تعبّر عن وعي لدى بعض الفتيات، مشيرًا إلى أنه "ربما من الأفضل استبدال شعار تزوّجني بدون مهر بشعار إيدي بإيدك، أي أن تكون العلاقة مبنية على التفاهم والمشاركة في مواجهة الظروف الصعبة".
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تباينت ردود الأفعال، وجاء في بعض التعليقات "اللي بدها الستر والاستقرار ما بتدور عالمهر"، و"أنا مع الزواج بدون مهر تماشيًا مع الظروف… العادات والتقاليد مش قرآن"، و"هيدي الحملة بتشجّع على تعدّد الزوجات".
وبين مؤيدٍ يرى في الخطوة محاولة لتبسيط الزواج ومعارضٍ يصفها بتفريطٍ بالحقوق، تبقى الحقيقة أن الأزمة المعيشية تضغط على الشباب من الجنسين، وأن الزواج بات عبئًا ماليًا يصعب تحمّله، ما يفتح الباب أمام نقاشٍ أوسع حول طبيعة العلاقات الاجتماعية ودور كلٍّ من الرجل والمرأة في ظل الانهيار الاقتصادي.
وفي النهاية، يبقى المهر حقًا شرعيًا وقيمة رمزية يمكن أن تتقلص أمام صدق النية والرغبة في بناء أسرة مستقرة، فيما تعكس الحملة حجم المعاناة التي يعيشها الشباب اللبناني اليوم، وسعيهم لإعادة تعريف مفهوم الزواج بعيدًا عن البذخ والتكاليف الباهظة.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار