مكافحة التلوث البلاستيكي: مفاوضات "حساسة" في باريس

29-05-2023, 22:00

+A -A
الغد برس/متابعة  

اجتمع، اليوم الاثنين، مفاوضون من 175 دولة في مقر اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس لإيجاد اتفاق ملزم لمكافحة التلوث البلاستيكي الدي أصبح أكبر خطر يهدد البيئة.

وتستضيف باريس هذه المفاوضات في الفترة ما بين 29/5 و2/6، بهدف وضع اتفاق دولي قانوني في مجال البيئة. وستكون مكافحة تلوث البلاستيك هي المحور الرئيسي لهذا الأسبوع الحاسم، الذي يهدف إلى محاربة هذه الكارثة التي تُخرِب النظم البيئية في المحيطات واليابسة وتؤثر على صحة البشر.

يذكر أنه، وتحت رعاية الأمم المتحدة، بدأت المناقشات في مارس/آذار 2022 في نيروبي، كينيا، عندما اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا تاريخيًا لصالح التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بحلول نهاية عام 2024.

ومن جهة أخرى، من المتوقع أن تستضيف وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، ووزير الانتقال البيئي حوالي 40 ممثلًا من دول مختلفة حول العالم لتعزيز الدعم السياسي للمناقشات.

الحد من خطورة البلاستيك

ويعتبر البلاستيك مادة خطيرة بسبب صعوبة تحلل معظم منتجاته بشكل بيولوجي، حيث يستغرق الأمر من عشرات إلى مئات السنين ليتحلل في الماء، أضف إلى ذلك، أن البلاستيك خفيف الوزن ويمكن انتقاله بسهولة عبر المياه والرياح. وتحتوي المنتجات البلاستيكية على مواد سامة، مما يشكل خطرًا على صحة الكائنات الحية.

يؤثر البلاستيك سلبًا على صحة 88 نوعًا من الكائنات البحرية، وفقًا لدراسة أجراها الصندوق العالمي للطبيعة، وقد توصل الباحثون إلى أن نحو 90% من الطيور البحرية و52% من السلاحف البحرية معرضة لابتلاع فضلات البلاستيك.

من المهم أن تتخذ إجراءات فورية وفعالة للتصدي لهذه المشكلة العالمية، وأن تتعاون جميع الدول لتقديم حلول جذرية للتلوث البلاستيكي، وللحفاظ على البيئة الطبيعية وصحة الكائنات الحية في الأرض.

وقد حذر وزير الانتقال البيئي في فرنسا، كريستوف بيشو، من تداعيات التلوث الناجم عن البلاستيك، مع التأكيد على أهمية اتخاذ إجراءات للحد من زيادة إنتاج المواد البلاستيكية.

وأشار بيشو في تصريحات صحفية إلى ضرورة التركيز أولاً على وقف زيادة إنتاج البلاستيك، ومن ثم تقليله، وفي حال عدم القدرة على التقليل، يجب علينا إعادة تدويره. وأكد أنه تم التخلص من حوالي 7 مليارات طن من البلاستيك خلال الـ50 عامًا الماضية، وأن 85% من تلوث المحيطات يعود للمواد البلاستيكية.

وأضاف قائلاً: "إذا لم نتحرك، فسيكون هناك المزيد من البلاستيك في الأسماك في المحيطات بحلول عام 2060. وإذا لم نتخذ إجراءات، ستكون 10% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري نتيجة للبلاستيك، مما يهدد التنوع البيولوجي ويسهم في التغير المناخي وتدمير البيئة وتهديد الصحة".

وأوضح أن البلاستيك موجود في مختلف المجالات مثل التعبئة والتغليف وألياف الملابس ومواد البناء والأدوات الطبية. وارتفعت الإنتاجية السنوية للبلاستيك بشكل مضاعف خلال 20 عامًا لتصل إلى 460 مليون طن، وقد يتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2060 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات. وهذا الوضع يثير قلقًا كبيرًا، حيث يتم التخلص من ثلث الكمية الإجمالية من البلاستيك في النفايات بعد استخدامها مرة واحدة فقط، وأقل من 10% فقط يتم إعادة تدويرها.

أبرز التحديات للتخلص من البلاستيك

وتواجه الدول تحديات كبيرة في التخلص من البلاستيك والحفاظ على البيئة. أحد هذه التحديات هو توفير بنية تحتية قوية وفعالة لإدارة النفايات البلاستيكية. يجب أن يتم تحسين نظام جمع وفرز النفايات البلاستيكية وتطوير مرافق لمعالجتها بطرق مستدامة، مثل المصانع لإعادة التدوير أو وحدات التحلل البيولوجي. هذا يتطلب استثمارات مالية وتقنية لتحديث البنية التحتية القائمة وبناء مرافق جديدة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ملحة لتحسين التصاميم البلاستيكية وتعزيز استخدام المنتجات البديلة والمستدامة. ينبغي أن تكون التصاميم قابلة للتحلل البيولوجي أو سهلة التدوير، مما يساعد في تقليل النفايات البلاستيكية والحد من تأثيرها البيئي. يتطلب ذلك تعاونًا مشتركًا بين الشركات المصنعة والمصممين لتطوير حلول إبداعية ومستدامة.

علاوة على ذلك، تعتبر التوعية والتثقيف حول مشكلة التلوث البلاستيكي أمرًا ضروريًا. يجب توجيه الجهود نحو توعية الناس بأضرار البلاستيك على البيئة والحياة البرية، وتشجيعهم على اتخاذ إجراءات فردية للحد من استخدام البلاستيك والتفضيل للبدائل الصديقة للبيئة. يمكن تحقيق ذلك من خلال حملات توعوية في وسائل الإعلام والتعليم في المدارس والتشجيع على المبادرات المجتمعية لتنظيم حملات التنظيف والتوعية.

لحماية البيئة والحد من التأثيرات السلبية للبلاستيك، يجب أن تعمل جميعًا على تغيير السلوك واتخاذ إجراءات عملية للحد من الاعتماد على البلاستيك وزيادة استدامة استخدامه والتحول إلى بدائل صديقة للبيئة. هذه التحديات تتطلب تعاون وجهود مشتركة من الحكومات، الشركات، والمجتمع المدني لتحقيق تغيير إيجابي وحماية الكوكب للأجيال القادمة.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار