لماذا وافقت "بريكس" على ضم مصر والسعودية والإمارات؟

25-08-2023, 18:05

+A -A
الغد برس/متابعة  

كان مفاجئاً أن تغيب الجزائر عن قائمة الدول الست التي انضمت لمجموعة "بريكس"، رغم الدعم الذي حظيت به من الصين وروسيا وبدرجة أقل من جنوب إفريقيا، لكن كان لذلك أسباب ومؤشرات.

تردد في الأشهر الأخيرة أسماء أربع دول عربية لها حظوظ كبيرة للانضمام لبريكس، وهي: السعودية والإمارات ومصر والجزائر، فصعدت الثلاث الأولى إلى قائمة الدول الأعضاء في المجموعة بداية من مطلع العام المقبل، وغابت الجزائر.

والخميس، أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، أن المجموعة قررت دعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات، لتصبح دولاً كاملة العضوية بالمجموعة.

وتضم بريكس الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، وتعد الدول الأربع الأولى الاقتصادات الأسرع نمواً، وتسعى للتخلص من الهيمنة الغربية وسيطرة الدولار، وتشجع التعامل بالعملات المحلية في المبادلات التجارية.

غير أن قمة جوهانسبورغ (22 و24 أغسطس/آب) شهدت تباينات بين الدول الأعضاء حول توسيع بريكس، بعد أن أبدت كل من الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا تحفظاتها بهذا الشأن، غير أن قادة المجموعة اتفقوا بالنهاية على توسيع المجموعة.

مؤشرات

كان هناك عدة مؤشرات على عدم انضمام الجزائر إلى المجموعة، فالرئيس عبد المجيد تبون، توقع في حوار مع "الجزيرة بودكاست" في أبريل/نيسان أن بلاده "ستدخل قريباً كعضو ملاحظ، حتى تنتهي من إصلاحاتها الاقتصادية وتصبح عضواً كامل الحقوق والواجبات".

أي أن الجزائر كانت مدركة مسبقاً أن انضمامها بعضوية كاملة لن يكون خلال هذا العام، وأقصى ما كانت تطمح له "عضو ملاحظ"، خاصة أنها لم تخرج من أزمتها الاقتصادية إلا في عام 2022، بعد انهيار أسعار النفط ما بين 2014 و2020.

المؤشر الثاني عدم حضور تبون أو رئيس وزرائه أيمن بن عبد الرحمن، ولا حتى وزير خارجيته أحمد عطاف، إلى قمة جوهانسبورغ، وإيفاده وزير المالية لعزيز فايد، رغم أنه سبق أن شارك كضيف شرف في القمة السابقة التي عقدت بالصين، وألقى كلمة بالمناسبة وأعلن بعدها رغبة بلاده في الانضمام إلى التكتل.

 

المؤشر الثالث عدم مشاركة الجزائر في لقاء "أصدقاء بريكس" بمدينة كيب تاون، الجنوب إفريقية في يونيو/حزيران، والذي شاركت فيه السعودية والإمارات، بينما شاركت مصر في اللقاء عن بُعد.

 

وعدم دعوة الجزائر للمشاركة في اجتماع كيب تاون، كان مؤشراً ذا دلالة على عدم حصولها فيما بعد على العضوية الكاملة خلال قمة جوهانسبورغ.

معايير الاختيار

رغم أن الجزائر أكبر مصدر للغاز في إفريقيا، واقتصادها متحرر من الديون، وسجلت نسبة نمو إيجابية العام الماضي بلغت 4%، وبها ثالث أكبر احتياطي عالمي للفوسفات، وثاني أكبر منجم للحديد، واحتياطيات مهمة من المعادن النادرة والثمينة، إلا أن ذلك لم يشفع لها للانضمام إلى بريكس.

 

يرجع ذلك لعدة أسباب مرتبطة بحجم ناتجها الداخلي الخام وتنوع صادراتها ونسبة النمو، والاعتبارات الجيوسياسية والاستراتيجية والديمغرافية وعدد السكان.

ورغم أن بريكس لم تكشف عن المعايير التي اعتمدتها لضم 6 دول من 23 دولة تقدمت بطلبات رسمية، فإنه يمكن استنتاج ذلك، من خلال الأهمية التي تمثلها كل دولة.

فالسعودية أكبر مصدر للنفط، وتعتبر مركزاً للعالم الإسلامي بفضل احتضانها للبقاع المقدسة، وصادراتها غير النفطية تتجاوز 70 مليار دولار.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار