إعلان نجاح الخطة الأمنية الخاصة بالتعداد السكاني ورفع حظر التجوال نهائياً
اليوم, 00:10
البريد هو وسيلة قديمة ومهمة للتواصل والتبادل بين الناس في مختلف الأماكن والأزمنة، إذ إن بدايته كانت منذ القدم، عندما كان الإنسان يتواصل عبر الرسائل التي يتم إيصالها عبر الحمام الزاجل أو الخيل أو السفن.
لذلك فقد كان البريد جزءاً لا يتجزأ من التاريخ، إلا أنه على الرغم من الأشياء العادية التي كانت ترسل من خلاله مع مرور الزمان، فقد كان بعض الأشخاص يبعثون بأشياء لا يمكن أن تخطر على بال أي شخص في الوقت الحالي، خصوصاً أن قانون بعث الطرود البريدية قديماً لم يكن يمنع إرسال أي شيء على الإطلاق.
إرسال الأطفال عبر البريد لتقليل مصاريف السفر!
في الفترة ما بين 1913 و1914، وجد سكان الولايات المتحدة الأمريكية طريقة آمنة وغير مكلفة لإرسال أطفالهم إلى مدن أو ولايات أخرى، من أجل زيارة الأهل والأقارب، بعد أن تم السماح بإرسال طرود مباشرة تشمل المخلوقات الحية.
إذ تم اعتماد البريد لإرسال الأطفال، الذي كانت تكلفته بسيطة جداً، يكفي فقط دفع رسوم الطرد البريدي، والتأمين عليه، واللذين كان سعرهما بسيطاً جداً مقارنة بسعر تذكرة القطار، التي كانت تكلف كثيراً، عند تنقّل عائلة مكونة من 3 أو 4 أفراد لزيارة الأقارب.
وتعتبر أطول رحلة لطفل عبر البريد للطفلة ماي بيرستورف، التي كانت تبلغ من العمر 5 سنوات، والتي أرسلتها عائلتها سنة 1914 من ولاية فلوريدا إلى ولاية أيداهو، لزيارة جدتها هناك.
وقد قام ساعي البريد بنقل الطفلة عبر القطار، إذ كان مكتب البريد مضطراً إلى أخذ تذكرة لها، في الوقت الذي لم يدفع فيه أبواها إلا 53 سنتاً فقط مقابل الوصول إلى وجهتها.
تم إرسال آخر طرد به طفل عبر البريد سنة 1915، بعد إصدار قانون يمنع إرسال البشر، وذلك بسبب اكتشاف بعض الخروقات التي كان يقوم بها موظفو البريد، الذين كانوا يقومون بإيصال بعض الأطفال إلى مناطق ريفية، أو وجهات غير مسموح بالوصول إليها من طرف شركة البريد؛ وذلك من أجل مصالح شخصية، أو مبالغ مالية.
أرسل نفسه عبر البريد للتحرر من العبودية
كان هنري براون، وهو عبد أمريكي من أصول أفريقية، يحلم دائماً باستعادة حريته، والتحرر من حياة العبودية التي كان يعيشها، خصوصاً أنه تم حرمانه من زوجته وأطفاله، بعد أن تم بيعهم من طرف سيده إلى أشخاص آخرين.
علم هنري براون بإلغاء نظام العبودية في ولاية فيلادلفيا، فخطرت على باله فكرة غريبة، وهي شحن نفسه من المدينة التي يعيش بها إلى مدينة يمكن أن يعيش فيها حراً.
إذ لاحظ هذا العبد أن سيده يتوصل بصناديق كبيرة تحتوي على الأقمشة والأحذية الجديدة، فطلب من صديق له أن يشحنه إلى ولاية فيلادلفيا بالطريقة نفسها.
تمت تعبئة براون في صندوق خشبي معزول بالقطن، وكتب عليه "البضائع الجافة"، وجعل به ثقوباً للتهوية، كما أرفق به قليلاً من الأكل والماء ليتناوله في رحلته.
تم نقل الصندوق عبر القطار لمدة 27 ساعة، خلالها تحمل براون الحرارة والبرودة وجميع التقلبات الجوية الصعبة، إلى أن وصل إلى المدينة التي جعلت منه واحداً من بين أهم الأصوات التي حاربت العبودية، بعد أن شارك في العديد من المحافل التي تطالب بالحرية، وقد أصبح يعرف بعد ذلك باسم هنري بوكس براون، نسبة إلى الصندوق "البوكس" الذي سافر من خلاله.
الدفاع عن حق تصويت المرأة.. والبريد كان الوسيلة الوحيدة!
خلال سنة 1909، حاولت سيدتان بريطانيتان من مناصِرات حقوق المرأة، وهما دورثي سولومون وإيلزابث دوغلاس، إثارة انتباه رئيس الوزراء حول موضوع حق النساء في التصويت.
كانت البداية من خلال مشاركتهما في مجموعة من الاحتجاجات والإضرابات، إلا أن هذه التحركات لم تجدِ نفعاً، فقررتا التحرك بطريقة مختلفة، وهي إرسال نفسيهما عبر البريد إلى مكتب رئيس الوزراء.
استغلت سولومون ودوغلاس قانوناً يسمح بإرسال "الطرود البشرية" عبر البريد، بشرط ألا يزيد وزنها على 160 رطلاً.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار