التخطيط: أجرينا تعداداً للبدو الرحل في النجف والمثنى ونينوى والأنبار وذي قار
اليوم, 14:30
حضر البطيخ إلى المشهد السياسي من جديد، مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعدما كان قد تصدّره عام 2021، في خضم ما شهده حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية من أحداث، حتى أصبح رمزاً للنضال الفلسطيني ضدّ الاحتلال.
بعدما صار رفع العلم الفلسطيني جريمةً تعاقب عليها قوانين دولٍ مختلفة من العالم -فيتعرّض للمصادرة ويُعاقَب حامله- وبعد الرقابة التي تمارسها إدارة شبكات التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني، صار البطيخ بديلاً عن العلم.
وقد شهدنا ذلك في المظاهرة التي أقيمت في برلين ومدنٍ ألمانية أخرى، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، والتي حظرت فيها الحكومة رفع العلم الفلسطيني.
عام 1984، نشرت صحيفة "حداشوت" الإسرائيلية الخبر التالي: "أصدرت المحكمة المركزية في نتانيا حكماً على محمد تاية، الملقّب بمحمد بطيخ، من قرية قلنسوة في المثلث، بالسجن 5 سنوات، بتهمة بيعه بطيخاً يحمل ألوان منظمة التحرير الفلسطينية في الكشك الذي أقامه في مفرق بيت ليد".
يقول الخبر: "تم القبض على محمد من قِبل الوحدة الخاصة لمكافحة الإرهاب، بتهمة بيعه البطيخ الذي يحمل ألوان العلم، أي الأخضر والأحمر والأبيض والأسود، وذلك وفق قانون منع الإرهاب. وقد عرض المدعي العام اللافتة التي علّقها محمد على كشكه، والتي حملت صورة سكين وبطيخة، وكتب عليها: عَ السكين يا بطيخ".
وجاء في نهاية الخبر: "وقد طلب المدعي العام بأن تعاقب المحكمة المتهم أشدّ العقاب، لدعمه الإرهاب ولرغبته في القضاء على اليهود، وطعنهم بالظهر. ووافقت المحكمة على طلب المدعي العام، وحكمت بالسجن 5 سنوات على المتهم وغرامة مالية قيمتها 50 ألف شيكل".
عقب أحداث الشيخ جراح في مايو/أيار 2021، أزال حرس جامعة روتردام للفنون -بالتعاون مع شرطة المدينة- لافتة رفعها الطلاب مرسوماً عليها العلم الفلسطيني، مع شعاراتٍ تدعو إلى وقف سياسة التطهير العرقي وتطالب بالحرية لفلسطين.
لم يحطّ ذلك من عزيمة طلاب الجامعة، وللالتفاف على قرار المنع، رفعوا لافتة بديلة مزيّنة ببطيخة ومكتوباً تحتها عبارة: "هذه ليست بطيخة"؛ في إشارةٍ واضحة إلى ألوان البطيخة التي تتشابه مع ألوان العلم الفلسطيني.
وفي يونيو/حزيران 2023، أطلقت "زَزيم" -وهي منظمة للمجتمع العربي الإسرائيلي- حملةً احتجاجاً على الاعتقالات ومصادرة الأعلام التي تلت التصويت على مشروع قانون يحظر إظهار العلم الفلسطيني في المؤسسات التي تمولها الحكومة.
وفي الحملة التي أطلقتها "زَزيم"، تم لصق صور البطيخ على أكثر من 15 سيارة أجرة في تل أبيب، وكُتب عليها: "هذا ليس علم فلسطين".
هذا هو بالتحديد ما يحصل اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب العدوان الإسرائيلي على غزة، والمستمر منذ 16 يوماً. فللتحايل على الخوارزميات وإيصال الصوت الفلسطيني بوجه السردية الإسرائيلية التي يتبناها الإعلام الغربي، يلجأ الناشطون إلى البطيخ للدلالة على فلسطين.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار