العلم العراقي يرفرف فوق قرية فلسطينية يقتحمها الكيان الإسرائيلي مراراً.. قصة "مثلث الشهداء"

5-11-2023, 19:46

+A -A
الغد برس/متابعة
في طريقها لاقتحام مخيم جنين الذي تكرر خلال الأيام الماضية، تمر آليات جيش الكيان الإسرائيلي بمنطقة "مثلث الشهداء" حيث يرتفع العلم العراقي ويرقد جنود عراقيون قضوا في معركة جنين عام 1948.
وتعرف قرية "مثلث الشهداء" التي تأسست حول مقبرة الجنود العراقيين، باعتبارها معقلاً لحركات المقاومة ضد الاستيطان الإسرائيلي وكانت من النقاط التي لجأ إليها العراق المهجرين من أراضيهم قسراً بعد النكبة.
وسلط  تقرير لموقع "عربي بوست" وتابعته "الغد برس" الضوء على هذه المنطقة وكذلك الدور العراقي في مقاومة نشوء الكيان الإسرائيلي، ويقول "خلال فترة الانتداب البريطاني، أي قبل النكبة، وبداية تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، كانت قرية الشهداء "وهو اسمها الحالي"، تعرف باسم مثلث جنزور.
وأضاف أنها لم تكن مأهولة بالسكان، وإنما كانت مجرد طريق رابط بين ثلاث مدن فلسطينية، وهي: جنين، ونابلس، وقباطية، لكن في سنة 1948، ومع بداية المعارك بين اليهود والعرب، وتهجير الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم، من أجل تأسيس دولة إسرائيل، شهد مثلث جنزور، الواقع جنوب مدينة جنين، اشتباكات دامية بين قوات من المنظمات الصهيونية والجيش العراقي، الذي حط الرحال في فلسطين من أجل الدفاع عن الأراضي العربية، ومنع إقامة دولة يهودية بها.
وأشار إلى أن "أحداث المعركة دارت في مدينة جنين، التي سلمت من الاحتلال والاستيطان، فقد شهد المثلث الرابط بين جنين ونابلس، سقوط عدد من الشهداء العراقيين، الأمر الذي كان سبباً في إعادة تسمية تلك المنطقة بقرية مثلث الشهداء"
وعن بداية معركة جنين، ذكر التقرير أنه في الوقت الذي بدأ فيه الصهاينة بالتوسع في الأراضي الفلسطينية، وتهجير المدنيين من أراضيهم سنة 1948، كان الجيش العراقي من بين الجيوش العربية التي شاركت في الحرب ضد الكيان الإسرائيلي.

وقد كانت بداية رحلة القوات العراقية إلى فلسطين في  15 مايو/أيار 1948، وتشكَّلت من 3 آلاف جندي بقيادة العميد "محمد الزبيدي"، ومن بين الأوامر التي جاءت الجيش العراقي، التحرك إلى مدينة نابلس، وطرد قوات الاحتلال من قرية "الجفتلك"، من أجل إعادة السيطرة عليها، بعد أن تم الاستيلاء على عدة مدن أخرى مجاورة.
وتابع التقرير أن "الصهاينة كانت لديهم خطط استباقية على الهجوم العراقي، من خلال دخول مدينة جنين، وهذا ما حصل يوم 31 مايو/أيار 1948 وفق تحرك عسكري مُحكَم"، مبيناً "في ذلك الوقت كانت القوات الصهيونية متقدمة من خلال عدد الجنود والأسلحة التي تملكها مقارنة بالجيش العراقي والمقاتلين الفلسطينيين، الأمر الذي جعلهم يتقدمون بشكل كبير داخل قرى المدينة، ويلحقون خسائر كبرى بالجيش العراقي".
وأردف: "إلا أن القائد العسكري العراقي عمر علي البيرقدار كان قادراً على تغيير أحداث معركة جنين، بعد أن توجه لتحرير المدينة، بعدما كان من المفترض أن يتوجه إلى "نتانيا" بغرض السيطرة على الهجوم هناك"، مبيناً أن "السبب في تغيير مسار البيرقدار الحربي هو مصادفته النساء والعجائز الفارين من جنين، بعد الاعتداءات على المواطنين هناك، بهدف احتلال المدينة كذلك".

وأشار إلى أن "عدة اشتباكات مسلحة بين الجيش العراقي والصهاينة قد دارت، إلا أن الأداء البطولي للعراقيين كان كفيلاً بالنصر وإعادة جنين لأصحابها بتاريخ 4 حزيران من السنة نفسها، وقد شهدت الاشتباكات عدةُ نقاط في المدينة، من بينها مثلث جنزور، الذي سقط فيه 44 جندياً عراقياً شهيداً، إذ تم دفنهم هناك وتحويل المنطقة إلى قرية مثلث الشهداء تكريماً لهم".
حالياً وعند الوصول إلى قرية مثلث الشهداء سيكون العلم العراقي أول ما يستقبلك، إذ إنه يرفرف بالقرب من مقبرة شهداء العراق هناك، الذين كتب على قبورهم "شهيد عروبة فلسطين". كانت القرية في بداية نشأتها سنة 1948، ولصغر مساحتها، تضم أعداداً بسيطة من السكان، الذين قرروا الاستقرار هناك، وبناء حياة خاصة بهم، بعيداً عن الأراضي المحتلة.
وفي سنة 2004، أصبح عدد سكان القرية 1716 نسمة، وهو العدد الذي تزايد مع مرور السنين، ليصبح عدد السكان سنة 2023 يقارب 3000 نسمة.


كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار