السوداني: رفضت أن أكون منافساً سياسياً في الانتخابات المحلية
+A
-A
الغد برس/بغدادأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، تفضيله عدم مشاركة حزبه في الانتخابات المحلية، التي ستجرى خلال الأسبوع الحالي، حتى لا يكون منافساً سياسياً للقوى المشاركة فيها.وقال السوداني في خطاب موجه للشعب العراقي وتابعته "الغد برس": "أحييكم وأنتم على أعتاب مرحلة جديدة تسهمون فيها في عملية البناء السياسي وترسيخ مبادئ الديمقراطية في عراقنا الحبيب. منذ بداية العملية السياسية، بعد سقوط النظام الدكتاتوري حتى يومنا هذا كانت تضحياتكم وأصواتكم وحضوركم الشجاع في كل عملية انتخابية هي العامل الحاسم في استمرارنا كبلد اختار شعبه طريق الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة منهجاً ومساراً لا بديل عنه ولا تبديل له".وأضاف "رغم كل التحديات التي واجهتكم أثبتم للعالم أجمع بأنكم شعب حيّ وشجاع، وجدير بأن يكون له نظام حرّ وديمقراطي وبأنكم شعب قادر على بناء حاضره وصنع مستقبله"، مؤكداً "إننا اليوم يحدونا الأمل بأن تكملوا مسيرتكم المهمة في بناء البلد وتشاركوا بقوة في انتخابات مجالس المحافظات هذا الاستحقاق الدستوريّ المهمّ الذي يمثل حلقةً من حلقات النظام الإداري الديمقراطي في العراق".وتابع رئيس الوزراء "لقد مرت عشر سنوات على آخر انتخابات لمجالس المحافظات التي جرت سنة 2013 ، وجميعنا يعرف الظروف التي تسببت بتعطيل عملية الانتخاب طوال هذه السنوات وهو تعطيل لم يكن في صالح الشعب ولا في صالح الدولة لأنّ مجالس المحافظات ركن أساس في نظامنا الديمقراطي القائم على اللامركزية".وأوضح أن "اللامركزية تمثل مرحلةً مهمةً من مراحل التحول الإداري في العراق وهي مفصل مهم تحتاجه الحكومات المحلية التي نرى ونعتقد بأنها تمثل الذراع التنفيذيّ الثاني في الدولة بعد الوزارات الاتحادية".ودعا السوداني، الناخبين إلى "اختيار وانتخاب مجالس محافظات قوية ومساندة للعمل التنفيذي وقادرة على المضي والإسهام بتنفيذ المشاريع بانسجامها في العمل على الصعيد المحلي وتعبيرها عن تطلعات المواطنين من خلال مساندة الحكومة الاتحادية في عملية البناء والإعمار وتقديم الخدمات للمواطنين".وقال إن "حكومتنا الحالية وفي إطار التزامها ومسؤولياتها تعهدت بإجراء انتخابات مجالس المحافظات وتهيئة الظروف الأمنية اللازمة لها، وها هي اليوم تفي بهذا الوعد ليضاف إلى ما حققته خلال سنة من عمرها من إنجازات واضحة لامست حاجات الناس بعيداً عن التقاطعات السياسية أو الانحيازات الجهوية".وأردف قائلاً: "قطعنا عهداً على أنفسنا بأن تكون حكومتنا حكومة خدمة وطنية لجميع أبناء الشعب العراقي لذلك كان برنامجنا قائماً على أولويات استهدفت تقديم الخدمات والقيام بإصلاحات جذرية للبناء الإداري وهياكله التنفيذية"، مضيفاً "إنني مع الدعوة والتأكيد والمساندة للمشاركة الواسعة والفاعلة في الانتخابات".وأشار إلى أن "الدستور قد كفل للجميع حقّ التصويت والمشاركة في الانتخابات وإنكم بمشاركتكم الفاعلة فيها ستحققون أهدافكم وتطلعاتكم المشروعة فلا أداة لدينا للتغيير والتصحيح سوى الانتخابات"، محذراً من أن "ترك هذا الحق والعزوف عنه هو تفريط غير مبرر مهما كانت الأسباب الداعية والموجبة لهذا التفريط".وأضاف مخاطباً الشعب العراقي: "إنكم مدعوون لأن تتمسكوا بهذا الحق وستكفل حكومتكم حماية هذه الممارسة الديمقراطية ولن تتهاون أبداً أمام كل من يحاول تعكير أجواء الانتخابات لأنه ليس من حق أحد أن يمنع العراقيين من ممارسة حقهم الانتخابي".وشدد قائلاً: "لا بدّ لنا هنا من أن نحيّي الجهد الكبير الذي بذلته المفوضية العليا للانتخابات وعملها الدؤوب بجميع ملاكاتها من أجل تسهيل إجراء العملية الانتخابية أمام المواطنين"، مشيداً بـ"الجهود الكبيرة لقواتنا الأمنية البطلة في حماية الانتخابات والناخبين التي سهرت عليها طوال مدة تطبيق الخطة الأمنية الخاصة بالانتخابات".وقال رئيس الوزراء "إننا إذ نتمنى التوفيق للقوى السياسية المشاركة في الانتخابات، فإننا نأمل منها بعد ظهور النتائج أن تسرع في تشكيل الحكومات المحلية بعيداً عن التقاطعات السياسية أو الخلافات الجانبية من أجل ألّا تتأخر أو تتعطل عجلة التنمية والبناء التي تعمل عليها حكومتنا".وحث محمد شياع السوداني "من سيتمكنون من الفوز بأن يكونوا حريصين وأمناء على أداء الواجبات والمسؤوليات التي سينتخبهم المواطنون من أجله"، مضيفاً "نحن متأكدون بأنكم ستكونون على قدر المسؤولية الوطنية فأنتم شعب مازال العالم يتعلم منه الدروس في التضحية والوطنية والإصرار على النجاح والتقدم".
كلمات مفتاحية :