نيويورك تايمز: القلق والطموح يدفعان الصين لتعزيز ترسانتها النووية

5-02-2024, 20:02

+A -A

الغد برس/متابعة 

يرى مسؤولون وخبراء أمريكيون أن "القلق والطموح" كانا الدافع الرئيس للزعيم الصيني شي جينبينغ لتعزيز ترسانته النووية خلال العقد الماضي، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وتقول الصحيفة إن الرئيس الصيني بعد 19 يوما من توليه السلطة، دعا المشرفين على الصواريخ النووية في البلاد إلى الاجتماع وأصدر طلبًا صريحًا مفاده ضرورة استعداد الصين لمواجهة محتملة مع "خصم صلب"، وطلب منهم أن يقدموا "خططًا إستراتيجية للرد في ظل الظروف الأكثر تعقيدًا وصعوبة على التدخل العسكري من قبل عدو قوي"، وفقًا لملخص داخلي رسمي لخطابه الذي ألقاه في ديسمبر/ كانون الأول 2012.

ولفتت إلى أن تصريحات جينبينغ في العلن بشأن المسائل النووية كانت "معقولة"، لكن حديثه خلف الأبواب المغلقة، الذي كشف عنه في خطابه، يظهر أن "القلق والطموح" كانا الدافع وراء تعزيزه لترسانة الأسلحة النووية الصينية خلال العقد الماضي.

ويعكس حديث الرئيس الصيني، حسب التقرير، المخاوف من أن الأسلحة النووية الصينية المتواضعة نسبيًا قد تكون عرضة للخطر في مواجهة الولايات المتحدة - "العدو القوي" - والحلفاء في آسيا".

وأضافت الصحيفة أنه ومع تزايد الخيارات النووية لدى الصين، فإن الخبراء العسكريين لا يرون الأسلحة النووية التي تمتلكها بلادهم درعًا دفاعيًا فحسب، بل كسيف محتمل لترهيب وإخضاع الخصوم.

ونقلت الصحيفة ما كتبه تشين جياكي، الباحث في جامعة الدفاع الوطني الصينية، في ورقة بحثية العام 2021 والتي جاء فيها “إن قدرة الردع الإستراتيجية القوية يمكنها أن تجبر العدو على التراجع عن أي عمل متهور، وإخضاعه دون الدخول معه في حرب"، مضيفًا أن "تطوير أسلحة الردع الإستراتيجية التي يمكن أن تترك الآخرين خلفنا سيمنحنا صوتا قويا في زمن السلم، ويمكننا من أخذ زمام المبادرة في زمن الحرب".

وشددت على أن الرئيس شي عمل على توسيع الترسانة النووية لبلاده بشكل أسرع من أي زعيم صيني آخر، الأمر الذي جعل بلاده أقرب إلى "دوري الكبار" النووي الذي يضم كلا من الولايات المتحدة وروسيا.

وتبلغ ترسانة الصين ما يقرب من 500 رأس حربي، في حين تقول الصحيفة إن العملاق الآسيوي يمكنه امتلاك حوالي 1500 رأس حربي بحلول 2035، أي ما يقرب مما تنشره كل من واشنطن وموسكو، بحسب مسؤولين أمريكين.

وعملت الصين على تحديث موقع تجاربها النووية في منطقة شينجيانغ الواقعة في أقصى غرب البلاد، ما مهد الطريق لإجراء تجارب جديدة محتملة تحت الأرض، في حالة اندلاع سباق تسلح بين القوى العظمى.

ويرى التقرير أن أي تحول كبير في القوة النووية للصين وفي عقيدتها النووية يمكن أن يؤدي إلى تعقيد منافستها مع الولايات المتحدة بشكل كبير.

ومنذ العام الماضي، قام كل من الرئيس شي ونظيره الأمريكي جو بايدن بتهدئة هذه الأجواء التنافسية، لكن الوصول إلى حالة الاستقرار النووي قد يكون بعيد المنال في حال ظلت بكين خارج معاهدات الحد من الأسلحة الرئيسة بينما تواجه واشنطن كلًا من بكين وموسكو.

وفي هذا الصدد، تشدد الصحيفة على أن الخيارات النووية المتنامية بالنسبة للصين يمكن أن تشكل مستقبل تايوان وهي الجزيرة الديمقراطية التي تدعي بكين أنها تابعة لها والتي تعتمد على الولايات المتحدة للحصول على الدعم الأمني.

وتقول الصحيفة إن طموحات الصين النووية قد تكسب بكين الثقة خلال السنوات القادمة في قدرتها للحد من تدخل واشنطن وحلفائها في أي صراع محتمل معها.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار