"أنت ناضج" عبارة يرددها آباء لأطفالهم قد تترك آثارا سلبية عليهم

23-03-2024, 16:39

+A -A
الغد برس/متابعة  

في المشهد المعقد لعلم نفس الطفولة، يمكن للعبارات التي تبدو بريئة أن تحمل آثارًا أعمق. ومن بين هذه الملاحظات الشائعة، توجيه الكلام للطفل بأنه "ناضج بالنسبة لعمره”. فبالرغم من أن المقصود عادةً أن تكون مجاملة، إلا أن المعالجين يحذرون من أنها قد تحمل وزنًا كبيرًا. ويلقي هذا المنظور الدقيق الضوء على التداعيات لمثل هذه العبارات ويدعو إلى اتباع نهج أكثر تفكيرًا في التفاعل مع الأطفال.

فبحسب تقرير نشره موقع huffpost، أكد المعالجون النفسيون على العديد من الأفكار الأساسية للأفراد الذين اعتبروا ناضجين بالنسبة لعمرهم في مرحلة الطفولة. أولاً، قد تشير هذه التسمية إلى ظاهرة تُعرف باسم الأبوة، والتي قد تؤدي إلى أن ينظر البالغون إلى الطفل في المقام الأول من خلال عدسة نضجهم المتصور، مما يساهم في سيناريو يتولى فيه الطفل المسؤوليات قبل الأوان. وقد يشمل ذلك مهام تتراوح بين الأعمال المنزلية إلى تقديم الرعاية للأشقاء أو الوالدين، وبالتالي طمس الحدود بين الطفولة والبلوغ.

علاوة على ذلك، فإن تصنيف المرء على أنه ناضج بالنسبة لعمره غالبا ما يرتبط بضرورة النمو بسرعة، حيث توضح المستشارة المهنية ماجي لانسيوني أن هؤلاء الأطفال ربما لم يختاروا هذا المسار عن طيب خاطر ولكنهم أجبروا على القيام بأدوار تشبه أدوار البالغين من أجل البقاء. وبالتالي، ربما كانت طفولتهم خالية من التجارب النموذجية للاستكشاف الخالي من الهموم والتعلم من الأخطاء، حيث كانوا يتنقلون بين المسؤوليات التي تتجاوز سنوات أعمارهم.

وتمتد تداعيات هذا النضج المبكر إلى مرحلة البلوغ، وتتجلى في الميل إلى إرضاء الناس، وصعوبة وضع الحدود، والإحجام عن طلب المساعدة عند الحاجة. لذا، يؤكد الخبراء على أهمية الرعاية الذاتية وشفاء الطفل الداخلي للأفراد الذين يشعرون بأنهم مثقلون بثقل النضج المبكر. ولهذا، فإن العلاج، وخاصة مع المتخصصين المطلعين على الصدمات، يمكن أن يوفر مساحة آمنة لاستكشاف ومعالجة هذه الآثار المتبقية من تجارب الطفولة.

ونتيجة لذلك، يدعو المعالجون إلى تغيير اللغة والنهج عند التفاعل مع الأطفال؛ فبدلاً من الثناء العام مثل "أنت ناضج بالنسبة لعمرك"، يقترحون الاعتراف بسلوكيات أو خصائص محددة. ومن خلال إعادة صياغة المحادثة للتركيز على الأفعال بدلاً من السمات المتأصلة، يمكن للبالغين تأكيد استقلالية الأطفال مع رعاية نموهم ضمن الحدود المناسبة لعمرهم.

وفي نهاية المطاف، فإن الخطاب المحيط بنضج الطفولة يؤكد أهمية إتاحة المجال للأطفال لاحتضان تجاربهم المناسبة لأعمارهم، والتحرر من التوقعات المبكرة لمرحلة البلوغ. ومن خلال تعزيز البيئات التي تعطي الأولوية لتجارب الطفولة الأصيلة، يمكن لمقدمي الرعاية تمكين الأطفال من النمو مع احترام رحلتهم في النمو واكتشاف الذات.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار