تقرير: محاولة اغتيال فيكو "درس للأنظمة الديمقراطية"

17-05-2024, 22:26

+A -A
الغد برس/متابعة   

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إنه يتعين على الجميع أن ينظر إلى محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، باعتبارها "درسا لكل الأنظمة الديمقراطية التي تواجه آفة الاستقطاب السياسي المتنامي".

وأوضحت الصحيفة، أنه "بعد ست سنوات من الاغتيال المزدوج الذي تعرض له الصحفي الاستقصائي جان كوتشياك، وشريكته، تهتز سلوفاكيا مرة أخرى بسبب أعمال العنف السياسي الشديدة"، حيث تعرض فيكو لهجوم بالرصاص بينما كان يحيي المارة أثناء مغادرتهم مبنى رسميًا.

ويتعافى فيكو، البالغ من العمر 59 عامًا، والذي أصيب بجروح خطيرة، من عملية جراحية طويلة في المستشفى، إلا أن حالته مستقرة ولكنها لا تزال "حرجة"، بحسب السلطات.

وأكدت الصحيفة، أن المهاجم وهو رجل يبلغ من العمر 71 عامًا، وحارس أمن سابق في سوبر ماركت وشاعر هاوٍ، أعرب عن غضبه على شبكات التواصل الاجتماعي بشأن مختلف التطورات الاجتماعية والسياسية في بلاده، كما تشير المعلومات الأولية إلى أنه تصرف بمفرده، رغم أن دوافعه السياسية وعداءه للحكومة ليسا محل شك، بحسب وزير الداخلية.

ويأتي هذا الهجوم في مناخ سياسي سام، قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات البرلمان الأوروبي.

وتشهد سلوفاكيا، وهي دولة تقع في وسط أوروبا ويبلغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة، استقطابًا سياسيًا شديدًا، حيث استغل فيكو، القومي اليساري والمحافظ المتشدد، والمعارض للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، هذا الاستقطاب للعودة إلى السلطة في خريف عام 2023، بعد ثلاث ولايات مضطربة، واستقال عام 2018 تحت ضغط شعبي، عقب اغتيال جان كوتشياك.

وأوضحت الصحيفة أن ردود الفعل الأولى لشركاء سلوفاكيا الأكثر تطرفًا على الهجوم لا تبشر بالخير، حيث اتهم العديد منهم "وسائل الإعلام الليبرالية والتقدمية" بالمسؤولية عن هذا العنف. كما تعرب المعارضة الديمقراطية عن دعمها للحكومة المنتخبة دون تشجيع موقف أكثر صرامة تجاه المعارضين السياسيين ووسائل الإعلام.

وأكدت "لوموند" أن مناخ التوتر والكراهية الدائمين على شبكات التواصل الاجتماعي، والذي يتخلل السياسة السلوفاكية، أفرز أعمال العنف هذه، لافتة إلى أن هذا المناخ نفسه أسهم في إثناء الرئيسة المؤيدة لأوروبا زوزانا كابوتوفا عن الترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في السادس من أبريل/نيسان.

كما دعت كابوتوفا، التي لا تزال في منصبها حتى 15 يونيو/حزيران، خليفتها بيتر بيليجريني، حليف فيكو، لإصدار إعلان مشترك للتهدئة.

وختمت الصحيفة بالقول، إنه بعيدًا عن الحالة السلوفاكية، فإن محاولة الاغتيال هذه لا بد أن تكون بمثابة درس لكل الأنظمة الديمقراطية التي تواجه استقطابًا سياسيًا متزايدًا: فالعنف اللفظي أو الكتابي ليس ضارًا على الإطلاق، بل ويؤدي حتمًا إلى العنف الجسدي.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار