احتدام الجدل حول "الموت الرحيم" في بريطانيا

22-05-2024, 16:30

+A -A
الغد برس/متابعة 

يكتسب الجدل الدائر حول الموت الرحيم زخمًا في بريطانيا، إذ قطعت جزر جيرسي وجزيرة مان التابعة للتاج البريطاني خطوات كبيرة نحو تشريع الحق في الموت، وفقا لما أفادت به صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وصرح كير ستارمر، زعيم حزب العمال والمنافس القوي في الانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة، بأنه لن يصدر تعليمات التصويت لأعضاء حزبه في هذا الشأن.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في جيرسي، بدأت جمعية الولايات مناقشات في 21 أيار/ مايو حول إمكانية تقنين الموت الرحيم، موضحة أنه في حالة سنه، فإن القانون سيسمح للبالغين المصابين بأمراض ميؤوس من شفائها أو الذين يعانون من أمراض غير قابلة للشفاء، والذين كانوا مقيمين في جيرسي لمدة عام على الأقل، باختيار المساعدة على الموت.

وتهدف هذه اللائحة إلى منع "سياحة الموت" ومن المتوقع أن يدخل التشريع، في حالة الموافقة عليه، حيز التنفيذ بحلول عام 2027.

وبالمثل، انخرطت جزيرة آيل أوف مان في المناقشات البرلمانية منذ أواخر عام 2023، مع احتمال أن يصبح الحق في الموت قانونًا في وقت مبكر من عام 2025، وسيقتصر هذا التشريع على البالغين المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء والذين أعربوا عن رغبة واضحة وحازمة في إنهاء حياتهم، حسبما أكد ذلك طبيبان مستقلان.

ويقدر الدكتور أليكس ألينسون، عضو برلمان جزيرة مان، أن أقل من اثني عشر شخصًا سنويًا سيستخدمون هذا الخيار.

وتدرس اسكتلندا أيضًا تشريعًا مماثلاً، حيث تم اعتبار مشروع القانون الذي اقترحه عضو من الحزب الديمقراطي الليبرالي مقبولاً في نيسان/ أبريل وهو الآن قيد المراجعة من قبل لجنة الصحة البرلمانية.

ويتضمن مشروع القانون الاسكتلندي، مثله في ذلك مثل مشروعي جيرسي وجزيرة مان، ضمانات صارمة، ويقيد الحق في الموت على البالغين المصابين بأمراض مزمنة والمطلعين بشكل كامل على بدائل الرعاية التلطيفية والذين يقيمون في اسكتلندا لمدة عام على الأقل.

وأشار الوزير الأول حمزة يوسف، الذي استقال في أوائل مايو/أيار، إلى أنه من المرجح أن يصوت ضد مشروع القانون.

ويواجه التشريع معارضة من كنيسة اسكتلندا، والكنيسة الكاثوليكية الاسكتلندية، وجمعية المساجد الاسكتلندية، حيث يجادلون بأن المساعدة على الموت يمكن أن تؤدي إلى ملاحقات قضائية بتهمة القتل بموجب القوانين الحالية، التي تحظر الانتحار بمساعدة طبية..

وفي إنجلترا، كان النقاش أقل تقدمًا، لكن كير ستارمر تعهد بالسماح لأعضاء البرلمان من حزب العمال بالتصويت الحر على هذه القضية إذا أصبح رئيسًا للوزراء بعد الانتخابات العامة المتوقعة عام 2024.

وتأثر ستارمر، الذي أيد المساعدة على الموت في التصويت البرلماني عام 2015، بتجربته كمدير للنيابة العامة، ولا سيما بقضية دانييل جيمس لاعب الرجبي الشاب، الذي طلب المساعدة على الموت في سويسرا بعد أن أصيب بالشلل الرباعي.

وأكدت "لوموند" إن مبدأ المساعدة على الموت، الذي يحظى بمعارضة قوية من شخصيات مثل بطل الألعاب البارالمبية تاني جراي طومسون، يحظى بدعم أغلبية متزايدة في المملكة المتحدة.

ووجد استطلاع أجرته مؤسسة إبسوس عام 2023 أن ثلثي البريطانيين يفضلون السماح للبالغين المصابين بأمراض مزمنة باختيار الموت بمساعدة طبية..

وتحولت المشاعر العامة بشكل أكبر عندما كشفت إستر رانتزن، وهي شخصية تلفزيونية تبلغ من العمر 83 عامًا، عن تشخيصها بسرطان الرئة المتقدم واتصالها بمنظمة ديغنيتاس السويسرية للمساعدة على الموت.

وزعمت افتتاحية صحيفة فاينانشيال تايمز في الخامس من إبريل/نيسان أنه في المملكة المتحدة العلمانية إلى حد كبير، حان الوقت لكي يصطف الساسة مع الرأي العام ويسمحوا للأفراد المصابين بمرض عضال بالموت الكريم.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار