خفض الفائدة الوشيك يسبب تغيرات بالأسواق

الغد برس/ متابعة

يواجه المستثمرون قرارًا محوريًا حيث تلوح في الأفق احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية. وقد حققت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى المفضلة تقليديًا مثل Nvidia (NASDAQ:NVDA) ومايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) وأمازون (NASDAQ:AMZN) عوائد كبيرة منذ أوائل عام 2023، مما يعكس هيمنة السوق التي تذكرنا بفقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات.

ومع ذلك، فقد عزز تقرير التضخم الأخير الذي صدر يوم الخميس الماضي من احتمالية خفض أسعار الفائدة على المدى القريب من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما دفع إلى إعادة النظر في استراتيجيات الاستثمار.

ومن المتوقع أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة المتوقع إلى تفضيل العديد من قطاعات السوق التي كان أداؤها ضعيفًا هذا العام، مثل الشركات الصغيرة والعقارات والقطاعات الحساسة للدورات الاقتصادية مثل القطاعات الصناعية. أشارت استجابة السوق في نهاية هذا الأسبوع إلى تحول محتمل في تركيز المستثمرين.

فقد شهد مؤشر ناسداك 100، الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا، أكبر انخفاض له هذا العام يوم الخميس، في حين احتفل مؤشر راسل 2000، الذي يتتبع الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة، بأفضل يوم له في عام 2024. منذ بداية العام وحتى تاريخه، ارتفع مؤشر ناسداك 100 بنحو 21%، في حين شهد مؤشر راسل 2000 زيادة متواضعة بنسبة 6%.

علاوة على ذلك، تفوق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 المتساوي الوزن، والذي يعمل كمقياس لمتوسط الأسهم في المؤشر القياسي، على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يوم الخميس، مسجلاً أكبر مكاسب نسبية له منذ عام 2020. وقد أدت هذه الحركة إلى تضييق الفجوة في الأداء، حيث لا يزال مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يحافظ على مكاسب تقارب 18% لهذا العام، مقارنة بارتفاع بنسبة 6.7% للمؤشر متساوي الوزن.

أشار الرئيس التنفيذي للاستثمار في Greenwood Capital إلى أن السوق تشهد بعض الانعكاس في التداول من جانب واحد. واصلت الأسهم الصغيرة ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 متساوي الوزن النسبي مسارها الصعودي يوم الجمعة، حتى مع انتعاش أسهم التكنولوجيا.

ولا يزال حذر المستثمرين قائماً، حيث وصل التباين في الأداء بين قطاع التكنولوجيا والقطاعات الأخرى إلى مستويات كبيرة، وكانت اتجاهات اتساع السوق السابقة عابرة. والجدير بالذكر أن الأسهم الصغيرة قد ارتفعت في نهاية عام 2023 مع توقع خفض أسعار الفائدة، ولكنها تراجعت في الأشهر اللاحقة.

على الرغم من هذا الحذر، إلا أن التفاؤل لا يزال قائماً، حيث قامت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة بتسعير ما يقرب من 90٪ من فرصة خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع البنك المركزي في سبتمبر. وبحسب رئيس ومدير الثروات الخاصة في شركة كمبرلاند أدفايزورز Cumberland Advisors، فإن الشركات الصغيرة، لا سيما تلك العاملة في مجال التكنولوجيا الحيوية التي تعتمد بشكل كبير على الائتمان، قد تستفيد من انخفاض أسعار الفائدة. كما يمكن أن تستفيد الشركات الصناعية أيضًا، حيث إنها غالبًا ما تعتمد على الديون في المشروعات كثيفة رأس المال.

قد تصبح تقييمات الأسهم في جميع أنحاء السوق أكثر جاذبية مع استمرار انخفاض عائدات السندات حيث يتوقع المتداولون انخفاض أسعار الفائدة. بلغ عائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات في آخر مرة حوالي 4.2%، بانخفاض حوالي 50 نقطة أساس عن أعلى مستوياته في أبريل. كما أن التداول الأخير لمؤشر S&P 500 عند 21.4 مرة من الأرباح الآجلة أعلى من المتوسط التاريخي البالغ 15.7، وفقًا ل LSEG Datastream.

كلمات مفتاحية :