التخطيط: أجرينا تعداداً للبدو الرحل في النجف والمثنى ونينوى والأنبار وذي قار
أمس, 14:30
مع استمرار تطور التكنولوجيا الرقمية، تبرز أسئلة جديدة حول كيفية إدراكنا لأنفسنا وتفاعلنا مع الآخرين، ما يعكس التحديات والفرص التي تواجهها الهوية الشخصية في العصر الرقمي.
وفي طليعة الاستكشافات الحديثة، يدرس الدكتور شونيشي كاساهارا، الباحث في ستوديو الإنسانية السيبرانية بمعهد "أوكيناوا" للعلوم والتكنولوجيا في اليابان، كيف يؤثر تغيير هويتنا الوجهية في إحساسنا بالذات وتفاعلاتنا الاجتماعية.
بالتعاون مع مختبرات "سوني" لعلوم الكمبيوتر، حقق الدكتور كاساهارا وفريقه في آليات التعرف على الوجه باستخدام تكنولوجيا تغيير الوجوه في الوقت الفعلي، تتضمن هذه العملية تحويل وجه الشخص إلى وجه آخر والعكس بالعكس لاستكشاف كيفية تأثير هذه التعديلات في إدراك الذات والتفاعل الاجتماعي.
وكشفت نتائجهم، التي نشرها موقع Science Daily، عن رؤى مثيرة حول العلاقة بين الهوية الذاتية والشعور بالتحكم.
تركزت الأبحاث على التزامن بين الحركة البصرية والحركية، وهي التنسيق بين الحركات الجسدية والتغذية الراجعة البصرية الناتجة عنها.
وقد لاحظ فريق الدكتور كاساهارا أنه بالرغم من التباينات في كيفية تعديل صور الذات، يبقى مستوى تحديدنا لصورة وجهنا مستقرًا، وهذا يشير إلى أن إحساسنا بالتحكم الشخصي لا يؤثر تأثيرًا كبيرًا في تحديدنا لصورة الذات.
خلال التجارب، طلب من المشاركين مشاهدة شاشات تعرض وجوههم وهي تتغير تدريجيًّا إلى وجه آخر والعكس، وقد طُلب منهم الضغط على زر عندما يشعرون أن الصورة لم تعد تشبههم.
وغيرت الدراسة ظروف التحولات التي تحدث على الصور وفقًا لثلاث حالات: الأولى هي تزامن الحركة، إذ تتطابق الحركات الجسدية مع التغذية الراجعة البصرية، الثانية هي عدم التزامن، إذ يوجد تباين بين الحركات الجسدية والتغذية البصرية، والثالثة هي الحالة الثابتة، إذ لا توجد حركة في الصورة.
وقد أظهرت النتائج أن حدود هوية الوجه لدى المشاركين كانت متشابهة بغض النظر عن ما إذا كانت الحركات متزامنة أم لا، بالإضافة إلى ذلك، كان المشاركون يشعرون باتصال أقوى مع الصور الثابتة لأنفسهم مقارنة بالصور المتحركة، ولعبت اتجاهات التحول دورًا، إذ شعر المشاركون باتصال أقوى بصورهم عندما كانت تتحول من الذات إلى الآخر بدلًا من العكس.
وأشارت النتائج إلى أن تكنولوجيا الـ"ديب فيك" قد تؤثر في إدراك الذات، وقال الدكتور كاساهارا: "حتى في سيناريوهات الـ"ديب فيك"، إذ تتحرك الصورة بصريًّا تحركًا غير متزامن، يمكن للناس أن يشعروا بالاتصال بالوجه المعدل". وهذا يقترح أن إدراكنا للهوية يمكن أن يستمر حتى في الصور المعدلة رقميًّا.
وفي دراسة ذات صلة، استكشف الدكتور كاساهارا كيف يؤثر التعرف في الوجه في شعورنا بالتحكم، إذ طُلب من المشاركين التفاعل مع شاشات تعرض إما وجههم أو وجه شخص آخر، مع القدرة على التحكم في حركات الوجه والرأس.
وكانت النتائج غير متوقعة، فقد أفاد المشاركون بأنهم شعروا بإحساس أكبر بالتحكم تجاه وجه آخر أكثر من وجههم، وأظهروا نطاقًا أوسع من حركات الوجه عند التحكم في وجه آخر، وشرح الدكتور كاساهارا: "تسلط هذه الأبحاث الضوء على أن الرؤية والتحكم في وجه غير وجهك يمكن أن يؤدي إلى شعور أكبر بالتحكم مقارنة بالتفاعل مع وجهك الخاص".
وتتحدى هذه النتائج الافتراضات التقليدية حول إدراك الذات والتحكم الشخصي، إذ يؤكد الدكتور كاساهارا على أهمية قبول المجتمع للتكنولوجيا: "تشكل علاقتنا المتطورة مع التكنولوجيا تطور البشر، ويساعد على فهم هذه الديناميكية في دمج التكنولوجيا مع إدراكنا للذات".
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار