التخطيط: أجرينا تعداداً للبدو الرحل في النجف والمثنى ونينوى والأنبار وذي قار
اليوم, 14:30
الغد برس/ متابعة
فيما يعد نقلة نوعية في تشخيص مرض لطالما يشكل مجرد سماع اسمه هاجساً لدى كثير من الناس في مختلف أنحاء العالم، ألا وهو السرطان بأنواعه.
وفي مفاجأة سارة تحمل في طياتها البشرى، نجح فريق من الباحثين في جامعة تكساس، إل باسو، في تطوير جهاز محمول يمكنه الكشف عن سرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستات بتكلفة أقل وسرعة أكبر من الطرق التقليدية المتعارف عليها، وفق ما جاء في صحيفة "ميديكال إكسبرس".
ويعتقد الفريق أن الجهاز قد يكون مفيدًا بشكل خاص في البلدان النامية، التي تشهد معدلات وفيات أعلى بسبب السرطان جزئيًا بسبب الحواجز التي تحول دون التشخيص الطبي.
ويعتمد الجهاز على تقنية" الميكروفلويديات" والتي تركز على دراسة وتحليل السوائل عند مقاييس دقيقة جدا، عادة في نطاق الميكرومتر، ما يعني أنه قادر على أداء وظائف متعددة باستخدام كميات صغيرة جدا من السوائل.
"ورقة في بركة بوليمر"
وبشكل أشبه باختبار الحمل، يستخدم الجهاز هيكلا مبتكرا يُعرف باسم "ورقة في بركة بوليمر"، حيث يتم إدخال عينات دم المريض في آبار صغيرة على نوع خاص من الورق يلتقط المؤشرات الحيوية لبروتين السرطان في غضون دقائق، ويتغير لون الورق وفقا لشدة اللون، ما يدل على نوع السرطان ومدى تقدمه.
وحتى الآن، تم التركيز على سرطان البروستات وسرطان القولون والمستقيم، لكن فريق البحث أوضح أن هذه الطريقة يمكن تطبيقها على مجموعة واسعة من أنواع السرطان. وقال إن الجهاز يمكنه تحليل عينة في غضون ساعة واحدة، مقارنة بـ16 ساعة باستخدام بعض الطرق التقليدية.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الجهاز يتمتع بحساسية أعلى بنحو 10 مرات من الطرق التقليدية، حتى دون الحاجة إلى أدوات متخصصة، وهذا يعني أنه قادر على اكتشاف المؤشرات الحيوية للسرطان بكميات أصغر، والتي تتواجد عادة في مراحل السرطان المبكرة.
وعن الجهاز ومدى فعاليته، قال الأستاذ شيو جون جيمس لي، الذي يعمل في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية بالجامعة: "جهازنا الجديد يتميز بتكلفته المنخفضة، التي لا تتجاوز بضعة دولارات، وحساسيته العالية، ما يجعل التشخيص الدقيق متاحا للجميع، بغض النظر عن وضعهم المالي.. إنه جهاز محمول وسريع، ويعفي من الحاجة إلى أدوات متخصصة".
"الكشف المبكر في مصلحة المريض"
وأشار لي إلى أن الطريقة التقليدية الأكثر استخداما للكشف عن العلامات الحيوية للسرطان، المعروفة باسم ELISA، تتطلب أجهزة مكلفة، وقد تستغرق ما يصل إلى 12 ساعة أو أكثر لمعالجة العينة، وتزداد هذه الفترات الزمنية في المناطق الريفية أو البلدان النامية، حيث يتعين نقل العينات إلى المدن الكبرى، ما يزيد من معدلات الوفيات بالسرطان.
وأضاف: "إذا تمكنا من اكتشاف المؤشرات الحيوية مبكرا، قبل انتشار السرطان، فإننا نزيد من فرص بقاء المرضى على قيد الحياة. وأي تأخير في الاختبار، لا سيما في المناطق التي تفتقر إلى الأدوات المتقدمة، يمكن أن يؤثر سلبا على توقعات المرضى".
وقبل أن يتاح الجهاز الاستخدام العام، أشار لي إلى أنه ينبغي الانتهاء من النموذج الأولي وإجراء اختبارات على المرضى في تجارب سريرية، وهو ما قد يستغرق عدة سنوات، وسيتطلب الأمر أيضا موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية قبل أن يتمكن الأطباء من استخدامه.
أما عميد كلية العلوم الدكتور روبرت كيركين فأشاد بالابتكار قائلاً "إن ابتكار الدكتور شيو جون لي يحسن بشكل كبير من التشخيص من خلال تقليل أوقات الكشف والحاجة إلى أدوات باهظة الثمن، وهذا يجعله مثاليًا للبيئات ذات الموارد المحدودة، مما سيحسن التشخيص المبكر ويؤدي إلى نتائج أفضل للسرطان، لافتاً إلى أنه يتطلع إلى رؤية ما سيؤدي إليه هذا الابتكار".
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار