"الحمار والفيل".. القصة وراء شعاري انتخابات الرئاسة الامريكية

5-11-2024, 20:19

+A -A

الغد برس/متابعة 

يترقب العالم اليوم الانتخابات الأمريكية، التي تُعتبر أحد أهم الأحداث التاريخية التي ستحدد مستقبل العالم. وبالتزامن مع هذا الحدث، نلاحظ دائمًا وجود الفيل الذي يرمز للحزب الجمهوري، والحمار الذي يرمز للحزب الديمقراطي. فما القصة وراء هذين الرمزين

هذه الرموز ليست مجرد شعارات فقط بل تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً وقصصاً لها أبعاد ومعانٍ. فمنذ أن تبنى الديمقراطيون رمز الحمار في القرن 19 والجمهوريون رمز الفيل في نهاية القرن نفسه، حيث أصبحت هذه الحيوانات مرآة تعكس القيم والسياسات والأهداف التي يسعى كل حزب لتحقيقها، لانهما يعبران عن فلسفة سياسية ومواقف أيديولوجية محددة. ويمثلان أهداف المرشحين الذين ينتمون إلى أحد هذين الحزبين السياسيين منذ عام1853". 

ويتتبع هذا التقرير جذور هذه الرموز، ويسلط الضوء على كيفية نشأتها وتطورها، ويبين كيف يستخدمها الحزبان في حملاتهما الانتخابية المعاصرة للتواصل مع الناخبين والتأثير على الرأي العام". 

الحمار - الحزب الديموقراطي

بدأ استخدام الحمار كرمز للحزب الديمقراطي في أوائل القرن 19 خلال حملة أندرو جاكسون الانتخابية عام 1828. في ذلك الوقت، أطلق خصوم جاكسون عليه لقب "جاكاس" (حمار)، في محاولة للسخرية منه. لكنه بدلاً من أن يتجاهل هذا الهجوم، تبناه كرمز له، معتبراً أنه يعبر عن الثبات والعمل الدؤوب ليصبح رمزاً شائعاً في الرسوم الكاريكاتورية السياسية التي تمثل الحزب ليصبح بعد ذلك معترفا به على نطاق واسع فضلا عن مساهمات الفنان توماس ناست بتعزيزه من خلال رسوماته". 

معناه:

 الصبر والمثابرة والقدرة على التحمل حيث يراه الديمقراطيون رمزاً للتواضع والعمل الجاد ومواجهة التحديات بشجاعة، كما انه حيوان معروف بطبيعته العنيدة، وهذا يعكس أحياناً إصرار الحزب على التمسك بمبادئه والدفاع عن القضايا التي يؤمن بها حتى في وجه المعارضة الشديدة".

تأثيره:

يلعب شعار الحمار دوراً مهماً في تعزيز الهوية الحزبية للحزب الديمقراطي حيث يعتبر رمزاً يعبر عن قيم الحزب مثل العمل الجاد والحقوق الاجتماعية والتزامه بالعدالة الاقتصادية كما يستعمل بشكل متكرر في الحملات الانتخابية والاعلانات الرقمية التابعة لهم". 

الفيل – الحزب الجمهوري

بدأ استخدام الفيل كرمز للحزب الجمهوري في أواخر القرن التاسع عشرحيث يعود الفضل في ذلك أيضاً إلى رسومات توماس ناست الكاريكاتورية بعدما نشر في مجلة "هاربرز ويكلي" عام 1874، صورا للفيل كممثل للحزب، معبراً عن القوة والصلابة والاستقرار وهو ما يتماشى مع قيم الحزب الذي يسعى لتعزيزها".  

معناه:

يمثل الثبات، والعزيمة كما يُنظر اليه أنه على حيوان قوي وكبير، يعبر عن القوة الاقتصادية والعسكرية التي يفتخر بها الجمهورين كرمز يعكس أيضاً فكرة النظام والانضباط، وهي قيم يروجون لها في سياساتهم وبرامجهم. وبفضل ذاكرته القوية يعتبرا ايضا رمزا إلى الاستمرارية والتفاني في الحفاظ على التقاليد والقيم التي تشكل أساسها الحزب". 

تأثيره:

يعكس الفيل صوراً للحزب الجمهوري بأنه قوي ومتين، مما يساعد في جذب الناخبين الذين يفضلون الاستقرار والقدرة على القيادة وهذا يعزز من ارتباطهم بالحزب كخيار موثوق في القضايا الاقتصادية والدفاعية كما انه يعزز هويتهم". 

وبذلك، أصبح الحمار والفيل جزءًا أساسيًا من الهوية السياسية للحزبين الأمريكيين، رمزين يحملان في طياتهما أبعادًا تاريخية عميقة ومعاني سياسية قوية تعكس القيم والمبادئ التي يُؤمن بها كل حزب. هذه الرموز لم تكن مجرد شعارات، بل أصبحت تجسد الصراع المستمر بين رؤية الجمهوريين للمستقبل التي تتمحور حول المبادئ التقليدية والاقتصاد الحر، ورؤية الديمقراطيين التي تركز على العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.

 

 

 




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار