برشلونة: الغريم ريـال مدريد يقود "مؤامرة" ضدنا.. هذه تفاصيلها

3-01-2025, 18:00

+A -A

الغد برس/متابعة 

تُثار تساؤلات في الوسط الرياضي الإسباني حول ما إذا كان رئيس نادي ريال مدريد، فلورنتينو بيريز يقود "مؤامرة تاريخية" لتدمير برشلونة، مستغلاً نفوذه في رابطة الدوري الإسباني، والاتحاد الإسباني لكرة القدم، بل وحتى لجنة الحكام.

وتُسيطر على المشهد الكروي الإسباني حالياً موجة من الجدل والاتهامات المُتبادلة، في قلب هذه الموجة يقف نادي برشلونة، محاطاً بشبهات "الظلم" و"الاضطهاد"، بينما يُشار بأصابع الاتهام إلى غريمه التقليدي، ريال مدريد، ورئيسه المُثير للجدل، فلورنتينو بيريز.

لكن هل هذه الاتهامات مُجرّد محاولات لتحميل الآخرين مسؤولية أخطاء الماضي؟ أم أن هناك حقيقةً ما تستدعي كل هذه الضجة؟.

سقف الرواتب

يُعتبر سقف الرواتب من أكثر القضايا إثارةً للجدل في الكرة الإسبانية حالياً، إذ يُنظر إليه على أنه "سيف مسلط" على رقبة برشلونة، يُقيّد حركته ويُعيق تقدمه بالأخص بعدما فشل النادي الكتالوني في إعادة تسجيل داني أولمو في قائمته.

ولكن هل برشلونة "ضحية" لقواعد سقف الرواتب، أم أنه "صانع أزماته" بسبب سوء إدارته المالية؟.

عصر البذخ والإنفاق غير المُرشّد: شهد برشلونة في الماضي عصراً من البذخ والإنفاق غير المُرشّد، إذ وصلت نسبة رواتب لاعبيه إلى 80% من إيرادات النادي، وهو أمر مُخيف بكل المعايير.

عقود "فلكية" تُثقل كاهل النادي: لم يُفرّق برشلونة بين لاعب عادي ونجم، فقد أغدق على جميع لاعبيه عقودًا "فلكية"، دون أي مراعاة للمعايير المالية أو المنطق الاقتصادي.

فعلى سبيل المثال، يتقاضى فرينكي دي يونغ راتباً ضخماً لا يتناسب مع مستواه الحالي، بينما يحصل أنسو فاتي، الذي يعاني من الإصابات المُتكررة، على 14 مليون يورو سنوياً.

قواعد عامة لا تُميّز بين الأندية: لا تُوجد استثناءات في قواعد سقف الرواتب، فهي تُطبق على جميع الأندية بالتساوي، بصرف النظر عن تاريخها أو شُهرتها.

وليس برشلونة هو النادي الوحيد الذي يُعاني من تطبيق هذه القواعد، فقد سبق أن عانت منها أندية أخرى مثل إشبيلية وفالنسيا وخيتافي.

كما أنها أنقذت أندية تاريخية من الإفلاس، حتى وإن كانت قد تسببت في تراجعها رياضيًا في السنوات الماضية، مثل ملقة وديبورتيفو لاكورونيا.

"مؤامرة مدريد"

يُصرّح البعض أن برشلونة يتعرض إلى "مؤامرة تاريخية" يقودها ريال مدريد ورئيسه فلورنتينو بيريز، وأن هذه "المؤامرة" تمتد إلى رابطة الدوري الإسباني، والاتحاد الإسباني لكرة القدم، بل وحتى لجنة الحكام. لكن هل هناك أي أدلة تدعم هذه المزاعم؟.

قضية نيغريرا، ضبابية تُحيط بالتفاصيل: لا تزال قضية نيغريرا أمام القضاء ولم يُثبت تورط برشلونة في أي مخالفات حتى الآن.

ومن المُستبعد أن تُؤدي هذه القضية إلى عقوبات قاسية على برشلونة، وإن ثبتت إدانته، وحتى إن حدث ذلك فلا يوجد دليل واحد على تورط أي طرف خارجي في وضع برشلونة في ذلك الموقف الحرج.

رابطة الدوري الإسباني وتطبيق القواعد بالتساوي: تُطبق رابطة الدوري الإسباني القواعد على جميع الأندية بالتساوي، ولا يوجد أي دليل على أنها تُمارس أي نوع من التمييز ضد برشلونة، وهو ما سبق وتناولناه في الأسطر السابقة بشأن أندية مثل ملقة ولاكورونيا وغيرها.

الاتحاد الإسباني لكرة القدم، استقلالية في صنع القرار: يتمتع الاتحاد الإسباني لكرة القدم باستقلالية تامة، ولا يتأثر بأي ضغوط خارجية، حتى وإن صرح رئيسه الجديد أنه يضع نفسه رهن إشارة فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، فهذا التصريح تم في سياق مشاركة الملكي في كأس الإنتركونتينتال في قطر، ولوزان كرئيس للاتحاد الإسباني تعامل مع ريال مدريد في ذلك الوقت كممثل عن الكرة الإسبانية.

مواجهة التحديات

بدلاً من البحث عن أعذار وإلقاء اللوم على الآخرين، يجب على برشلونة أن يُواجه حقيقة أنه هو المسؤول الأول عن أزماته المالية والإدارية.

فالنادي الذي كان يُضرب به المثل في صناعة الأمجاد الكروية، أصبح اليوم "سجينًا" لِماضيه، يدفع ثمن الأخطاء السابقة.

إعادة الهيكلة المالية: يحتاج برشلونة إلى إعادة هيكلة مالية شاملة، تبدأ بتخفيض فاتورة الأجور وإعادة التفاوض مع اللاعبين على عقودهم.

ترشيد الإنفاق: يجب على برشلونة أن يُعيد النظر في سياسة الإنفاق، وأن يُركز على الاستثمارات الذكية التي تُحقق عوائد مالية مُستدامة وليس الروافع المالية التي تحقق ربحًا سريعًا غير دائم وتهدد أصول النادي.

الاستثمار في قطاع الشباب: يُعتبر قطاع الشباب من أهم مصادر القوة لأي نادٍ كبير، ويجب على برشلونة أن يُولي هذا القطاع اهتمامًا خاصًا، من خلال تطوير مواهب اللاعبين الشباب واستقطاب أفضل المدربين، وقد أثبتت الأعوام القليلة الماضية أهمية لاماسيا بالنسبة للنادي الكتالوني وأنقذته من أكثر من أزمة.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار