نتنياهو يعزل وزراءه عن مباحثات صفقة غزة

أمس, 20:50

+A -A

الغد برس/ متابعة

عزل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، وزراءه، عن مفاوضات صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي دخلت مرحلتها الحاسمة الأخيرة، في مؤشر على تقدُّم مهم يحرص المسؤولون الصهاينة على القول إنه غير نهائي، بينما يعارضه اليمين الصهيوني بشدة. وتتردد في الإعلام العبري أحاديث عن انخراط في «مفاوضات اليوم التالي» في حال الاتفاق، و«احتلال القطاع» إذا فشل.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، الأحد، إن أعضاء مجلس الوزراء معزولون بشكل شبه كامل عن مفاوضات الصفقة التي تجري في ظل تعتيم كامل

وأكدت وسائل إعلام عبرية أخرى أن الوزراء معزولون، وهو ما أغضبهم بشدة

وبحسب صحيفة «معاريف» فإنه قبل انتهاء يوم السبت، اتصل وزير المالية الغاضب بتسلئيل سموتريتش بنتنياهو، وطلب توضيحاً بشأن الصفقة، وتم الاتفاق على تحديد «لقاء عاجل» بينهما.

وقالت مصادر مختلفة لـ«معاريف» العبرية إن الانطباع هو أن نتنياهو قال لسموتريتش أشياء مثل: «إسرائيل بحاجة إلى هذه الصفقة، رغم أنها ليست مثالية، ولكن بسبب المهام الكبيرة التي تنتظرنا يجب أن يكون (الرئيس الأميركي المنتخب دونالد) ترمب إلى جانبنا. يجب أن نفعل ذلك بأي شكل من الأشكال. يجب عدم إفساد العلاقات معه، حتى قبل أن يدخل البيت الأبيض، ويجب القيام بكل شيء حتى لا يعتقد أننا ألحقنا ضرراً به، أو أحبطنا الاتفاق في غزة». والتقى نتنياهو بسموتريتش، الأحد، دون أن تتضح فوراً نتيجة اللقاء.

كما أكدت صحيفة «يسرائيل هيوم»العبرية أن نتنياهو سيحاول إقناع سموتريتش بدعم الصفقة، أو على أقصى تقدير يتجنب حل الحكومة

وكان سموتريتش ووزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، قد هددا بحل الحكومة إذا وافق نتنياهو على إجراء صفقة مع حركة «حماس».

وتعهد سموتريتش، نهاية الأسبوع الماضي، في بث حي مع قناة يمينية صهيونية بتصعيد الحرب في قطاع غزة. وأضاف: «نجهز الجحيم لـ(حماس)». ورفض سموتريتش إجراء أي مفاوضات مع «حماس»، وقال إنه لا يستطيع فهم لماذا يمكن التفكير في مفاوضات مع «حماس» قبل أن تُفْتَح أبواب الجحيم عليها، بوصول ترمب إلى البيت الأبيض، وتساءل: «لماذا يجب أن نمنحها طوق نجاة، لخلق صفقة رهيبة ومروعة تؤدي إلى انهيارنا التام؟».

«استسلام وانهيار»

ووصف سموتريتش إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وسحب قوات الجيش الصهيوني من ممر نتساريم (وسط قطاع غزة)، والسماح لمليون من سكان القطاع بالعودة إلى شماله، والتخلي عن جزء كبير من المختطفين في صفقة جزئية، بأنه «استسلام وانهيار». ويمثِّل سموتريتش موقف اليمين الصهيوني، وقد يكون أقل تطرفاً من بن غفير وآخرين.

وقالت وزيرة المستوطنات أوريت ستروك في مقابلة إذاعية، الأحد، إن الصفقة المطروحة على الطاولة هي «مكافأة للإرهاب وانتصار لـ(حماس)»، وأضافت أن «الإفراج عن مئات الإرهابيين القتلة الملطخة أيديهم بالدماء... الصفقة المطروحة على الطاولة هي مكافأة للإرهاب وانتصار لـ(حماس)». وتابعت: «ترمب لا يريد مثل هذه الصفقة. إنها رهيبة. كثير من الجنود سيدفعون حياتهم ثمناً، وكل الجهود المبذولة لتطهير القطاع ستذهب سدًى. مثل هذه الصفقة هي نصر واضح ومكافأة لحماس».

وجاءت ردود الفعل اليمينية الغاضبة بعد ضغط كبير مارسه ستيف ويتكوف مبعوث ترمب إلى المنطقة من أجل الوصول إلى اتفاق قبل تنصيبه في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الحالي

وأكدت وسائل إعلام عبرية أن ويتكوف نقل رسالة من ترمب للكيان الصهيوني و«حماس» والوسطاء أنه يريد أن يرى اتفاقاً يتشكل بحلول موعد تنصيبه، وكتب بن كاسبيت المعلق السياسي والأمني لصحيفة معاريف: «السؤال هو هل نتنياهو عازم فعلاً وملتزم (بكسب وإرضاء ترمب) أم أن سموتريتش وبن غفير يستطيعان قلب الطاولة عليه بحيث يخاف منهما أكثر من ترمب». وأضاف أن «هذه مواجهة بين الاعتبار الوطني والأخلاقي واليهودي والاستراتيجي، وبين الاعتبار السياسي الضيق والبقاء الشخصي. نتنياهو يختار عادة الخيار الثاني؛ فهو أهم بالنسبة له من الدولة بسبب فرضية أنه من دونه لا توجد دولة. دعونا نأمل أن يتغير ذلك، على الأقل هذه المرة».

«قريبون من الصفقة»

التخوف من تأثير اليمين على نتنياهو جاء على الرغم من أنه أرسل وفداً كاملاً، هذه المرة، إلى قطر من أجل حسم الصفقة. ووصل، الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة، رئيسا جهازي «الموساد» يوسي كوهين، و«الشاباك» رونين بار، ومسؤول ملف المفقودين في الجيش الإسرائيلي اللواء المتقاعد نيتسان آلون، إضافة إلى المستشار السياسي لنتنياهو، أوفير فاليك.

وكان نتنياهو قد قرر إرسالهم، السبت الماضي، عقب زيارة ويتكوف إلى الكيان قادماً من الدوحة، والذي انضم إلى مناقشات واسعة

وساعد في قرار نتنياهو أنه تلقى رسالة إيجابية حول قائمة أسرى صهاينة على قيد الحياة. وحرصوا في الكيان على القول إن ثمة تقدماً إيجابياً، ولكن ليس اتفاقاً حتى الآن. وقال وزير التراث زئيف ألكين المقرَّب من نتنياهو: «نحن قريبون من صفقة نتيجة الضغط على (حماس)».

وأكدت صحيفة «هآرتس» العبرية أنه، لأول مرة، هناك تفاؤل؛ لأن إدارة ترمب تضغط على الجميع، وفعلت ما لم يفعله أحد حتى الآن، لكن بحسب مسؤولين صهاينة ثمة حاجة للانتظار لمعرفة ما إذا كان التقدم سيقود إلى اتفاق أولاً خلال الأيام الـ8 المتبقية قبل تولي ترمب منصبه.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار