النفط النيابية لـ"الغد برس": اسعار النفط مستقرة ولا توجد أزمة مالية في البلاد
أمس, 20:50
الغد برس/ متابعة
أثار «العرض» الذي قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بمبادلة المساعدات العسكرية الأميركية بـ«المعادن النادرة» الغنية بها أوكرانيا، ردود فعل وتساؤلات عدة عن الأسباب التي تقف وراءه في هذه اللحظة بالذات. وفيما عده البعض جزءا من الضغوط على روسيا، قبيل الاجتماع المتوقع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، رأى آخرون انه قد يكون جزءا من سياساته المعروفة بعقد «الصفقات» حتى ولو كانت على حساب التضحية بشعاره عن «إنهاء الحروب»، عندما يتعلق الأمر بمصالح أميركا.
يأتي ذلك بعدما كشفت مصادر أميركية يوم الاثنين أن شحنات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا التي توقفت لفترة وجيزة في الأيام القليلة الماضية، واستؤنفت مطلع الأسبوع، بعدما ناقشت إدارة ترمب سياستها تجاه كييف.
* المعادن النادرة مقابل المساعدات
وأعلن ترمب مساء الاثنين أنه «يتطلع إلى إبرام صفقة مع أوكرانيا» تقدم فيها الولايات المتحدة مساعدات عسكرية للحرب ضد روسيا في مقابل «المعادن النادرة» في أوكرانيا. وقال ترمب خلال توقيعه عددا من الأوامر التنفيذية في البيت الأبيض: «نحن نستثمر مئات المليارات من الدولارات. لديهم معادن نادرة عظيمة، وأريد أمن المعادن النادرة»، مضيفا أن أوكرانيا «مستعدة للقيام بذلك».
ورد مسؤول روسي كبير الثلاثاء على اقتراح ترمب، موجها له تحذيرا بالابتعاد عن «المعادن النادرة لأوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: «إذا أطلقنا على الأشياء اسما، فهذا اقتراح لشراء المساعدة، بمعنى آخر، ليس تقديمها دون شروط، أو لأسباب أخرى، ولكن على وجه التحديد لتقديمها على أساس تجاري». وأضاف: «من الأفضل بالطبع عدم تقديم المساعدة على الإطلاق، لأن ذلك من شأنه أن يساهم في إنهاء هذا الصراع»، في إشارة إلى الحرب التي بدأتها روسيا.
* احتياطات وخبرات أوكرانية هائلة
وتمتلك أوكرانيا بالفعل احتياطيات استراتيجية من التيتانيوم والليثيوم والغرافيت واليورانيوم، وهو أمر بالغ الأهمية لاستقرارها الاقتصادي في المستقبل وقد يكون جزءا من الحسابات في موازنة المساعدات الفورية مع السيادة طويلة الأجل على مواردها. وفي حين توجد بعض المعادن المهمة في مناطق تحتلها روسيا حاليا، فإن معادن ثمينة أخرى موجودة في مناطق أخرى آمنة نسبيا، على الرغم من الهجمات الروسية التي تستهدف مناطق عدة من البلاد.
وكشف تقرير في «نيويورك تايمز» أن الخبراء والمخططين العسكريين، يولون أهمية للإمكانات التكنولوجية الهائلة التي تختزنها أوكرانيا منذ عقود طويلة، والتي تصاعدت في الآونة الأخيرة، مع التطور الهائل الذي حققته خاصة في صناعة المسيرات، التي يعتقد أنها ستكون «نجمة» كل الحروب المستقبلية التي يمكن أن تخوضها الجيوش في العالم.
ولم تعلق أوكرانيا بعد على اقتراح ترمب، لكن تقاسم الموارد مع الحلفاء هو جزء من «خطة النصر» التي أعلنها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، قبيل نهاية العام الماضي، حين عرض على الحلفاء، وخصوصا الولايات المتحدة، الاستثمار في موارد بلاده الضخمة في «تبادل للمنافع المشتركة».
ويؤكد جون هاردي، في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية محسوبة على الجمهوريين، أن كييف اقترحت التعاون مع الولايات المتحدة، في مجال الموارد الطبيعية في أوكرانيا، من خلال «خطة النصر» التي قدمها زيلينسكي للاستثمار المشترك في الموارد الطبيعية الأوكرانية مقابل توفير الدفاع الجوي للمرافق الرئيسية. وأضاف هاردي قائلا لـ«الشرق الأوسط»، ترى كييف أن هذا الاقتراح، إلى جانب أفكار أخرى مثل عرض استبدال قوات أوكرانية ببعض القوات الأميركية في أوروبا بعد الحرب، قد يكون حافزا لإدارة ترمب لمواصلة المساعدات الأميركية.
* ترمب «أناني للغاية»
وانتقد المستشار الألماني أولاف شولتس اقتراح ترمب، واصفا إياه بأنه «أناني للغاية، ومتمركز للغاية حول منافعه الذاتية»، وجادل بأن أوكرانيا ستحتاج إلى مواردها الطبيعية لتمويل إعادة البناء بعد الحرب. وكان البيت الأبيض قد تراجع عن تقييمه الأولي بوقف جميع المساعدات لأوكرانيا، وقال مسؤول أميركي إن هناك أجنحة داخل الإدارة لها آراء مختلفة بشأن المدى الذي يجب أن تذهب إليه الولايات المتحدة في مواصلة دعم جهود كييف الحربية بالأسلحة من المخزونات الأميركية، بحسب «رويترز». ومن شأن وقف تدفق الأسلحة الأميركية أن يعيق قدرة كييف على القتال ويضعف موقفها في محادثات السلام. ومنذ تولي ترمب منصبه لم يتم الإعلان عن أي شحنات، ولكن يعتقد أن الشحنات التي أذن بها الرئيس السابق، جو بايدن، استمرت في التدفق وستستمر لأشهر مقبلة.
* مسيرات أوكرانيا ضرورة لـ«الناتو»
نقل تقرير «نيويورك تايمز» عن مسؤول في شركة أوكرانية تستثمر في تقنيات الدفاع التطبيقية، أن أوكرانيا قامت العام الماضي بتجميع حوالي مليوني طائرة من دون طيار في ورش عمل سرية متفرقة. وقال إنه لم يفعل أي شريك آخر في حلف شمال الأطلسي ذلك من قبل. وأضاف: «إن خبرتهم في مجال هذه المنتجات لا مثيل لها، وهناك آلاف المهندسين في أوكرانيا الذين لديهم أصدقاء على الخطوط الأمامية، والذين يفهمون كيف تُخاض الحروب».
وقال مارك كانسيان، العقيد المتقاعد في سلاح مشاة البحرية الأميركية والمستشار الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه من المعقول أن نعتقد أن الأوكرانيين الآن يقودون العالم في إنتاج طائرات رباعية المراوح تمنح المشغلين أعينا فوق وداخل ساحة المعركة.
وقال رافائيل لوس، الزميل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن الخبرة التي اكتسبتها أوكرانيا بشق الأنفس في صناعة الطائرات من دون طيار ومكافحتها، تدفع الدول الأوروبية بالفعل إلى التفكير في شراء أنظمة دفاع من الشركات الأوكرانية، إما الآن أو بعد انتهاء الحرب. وقال إن الاهتمام يأتي من تقدير مدى سرعة دورة الابتكار، فالأمر قد يستغرق أقل من شهر حتى يتم مواجهة طائرة من دون طيار جديدة في أوكرانيا بشكل متكيف من الحرب الإلكترونية في روسيا التي تعطلها. وفيما تكافح الولايات المتحدة والأوروبيون لمواكبة ذلك، قد يستغرق الأمر سنوات من قبل شركات الدفاع الغربية لتطوير سلاح جديد، بما في ذلك الطائرات من دون طيار، وحتى وقتا أطول لاختباره في ساحة المعركة. وقال لوس: «لهذا السبب يجب على حلفاء (الناتو) البناء على ما تعلمته أوكرانيا من خلال تعميق شراكتهم مع قطاع الدفاع الأوكراني».
ورغم الصعوبات التي لا تزال تفرض على أوكرانيا شراء بعض المكونات من الخارج، في ظل القيود التي تفرضها الصين على تصدير بعض المكونات الرئيسية، والقصف الروسي، فإن الدول الأوروبية اتخذت خطوة في الاتجاه الصحيح العام الماضي عندما اشترت أسلحة بقيمة مليار دولار تقريبا للجيش الأوكراني من شركات أوكرانية من خلال برنامج يسمى «حرية التصنيع». ورغم أن الولايات المتحدة لم تتبرع بعد للبرنامج، فإن إدارة بايدن قامت سراً باستثمار كبير منفصل في صناعة الطائرات من دون طيار في أوكرانيا.
إلى ذلك، أفادت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية «وكالة الصحافة الفرنسية»، الثلاثاء، بأن الجنود الكوريين الشماليين المتمركزين في منطقة كورسك الروسية لم يشاركوا في أي قتال منذ منتصف يناير (كانون الثاني)، بعد أن زعمت كييف انسحابهم من خط المواجهة لتكبدهم خسائر فادحة. وقال جهاز الاستخبارات الوطني الكوري الجنوبي: «منذ منتصف يناير، يبدو أن الجنود الكوريين الشماليين المنتشرين في منطقة كورسك في روسيا لم يشاركوا في أي قتال»، مضيفا أنه من المحتمل أن يكون ذلك مرتبطا بسقوط عدد كبير من القتلى في صفوفهم.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار