مخاطر الاستماع إلى الموسيقى أثناء العمل والدراسة

16-02-2025, 16:00

+A -A
الغد برس/متابعة 

يميل الكثيرون إلى الاستماع إلى الموسيقى في أثناء القيام بأنشطة مختلفة مثل العمل أو الدراسة، بينما يعتقد بعضهم أن الموسيقى تساعد على تحسين التركيز أو المزاج.

لكن أظهرت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة "PubMed" وأجرتها الجامعة الكاثوليكية في تايوان، أن هذه العادة قد يكون لها آثار سلبية على المدى القصير والطويل، وذلك بعدما قام مجموعة من العلماء الذين درسوا هذا الموضوع لأكثر من 10 سنوات بالتركيز على مقارنة تأثيرات الموسيقى التي تحتوي على كلمات وتلك الخالية منها على الانتباه البشري.

لماذا تؤثر الموسيقى الخلفية على الدماغ في أثناء العمل أو الدراسة؟

تشير الدراسة إلى أن الاستماع إلى الموسيقى في الخلفية يمكن أن يؤثر بشكل كبير على التركيز والذاكرة، خاصة عندما تحتوي الموسيقى على كلمات. 

فالأداء في أي نشاط إدراكي يتأثر عندما تحتوي الموسيقى على كلمات، حيث يضطر الدماغ إلى معالجة كل من المهمة التي يؤديها والمعلومات اللفظية للأغنية، ما يقلل من قدرته على التركيز.

وتأثير الموسيقى الخالية من الكلمات يبدو أقل وضوحًا، ما يعني أن الاستماع إلى الموسيقى الآلية أو الألحان الخالية من الكلمات يقلل بشكل كبير من التأثير السلبي على التركيز والذاكرة.

كما تظهر الدراسة أن الدماغ يعالج الموسيقى التي تحتوي على كلمات بطريقة أكثر تدخلًا من الموسيقى الآلية، حيث يتطلب الأمر جهدًا إدراكيًّا مزدوجًا، فهم الكلمات وفي الوقت نفسه أداء المهمة الموكلة.

كيف تؤثر نوعية المهمة على تأثير الموسيقى؟

تأثير الموسيقى على الدماغ يعتمد أيضًا على طبيعة المهمة التي يتم تنفيذها، فإذا كانت المهمة تتطلب مستوى معرفيًّا منخفضًا أو كانت متكررة، مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو أداء مهام بسيطة، فقد لا يكون للاستماع إلى الموسيقى تأثير سلبي كبير. 

وفي هذه الحالة، يمكن للموسيقى أن تكون بمنزلة "مرشح" يساعد في تقليل التشتيتات الخارجية. ومع ذلك، في المهام التي تتطلب تركيزًا عاليًا أو معالجة معلومات معقدة، يبدو أن وجود الموسيقى يشكل عائقًا أمام الأداء الأمثل.

التأثير طويل المدى للاستماع إلى الموسيقى في أثناء العمل

من النقاط الهامة التي يشير إليها الخبراء هي التأثيرات المحتملة على المدى الطويل نتيجة للاستماع المستمر إلى الموسيقى في الخلفية في أثناء العمل أو الدراسة، حيث يعد الدماغ قابلًا للتكيف، ما يعني أنه مع مرور الوقت، يصبح معتادًا على معالجة المعلومات في أثناء الاستماع إلى الموسيقى. 

ومع ذلك، يمكن أن يؤدي هذا التكيف إلى آثار ضارة، حيث يصبح الدماغ معتمدًا على الموسيقى للحفاظ على التركيز، وعندما لا تكون الموسيقى موجودة، يقل انتباهه.

وتعرف هذه الظاهرة باسم "التكيف مع المحفزات الخارجية"، وتشير إلى عملية يصبح فيها الدماغ معتمدًا على الموسيقى من أجل الحفاظ على التركيز، ما يعني أن القدرة على أداء المهام المعرفية المعقدة قد تتأثر سلبًا عندما لا توجد موسيقى، ما يحد من قدرة الشخص على الحفاظ على انتباهه لفترات طويلة.

دور نظام المكافأة في الدماغ

يلعب نظام المكافأة في الدماغ دورًا أساسيًّا في العلاقة بين الموسيقى والتركيز، والاستماع إلى الموسيقى يحفز هذا النظام، ما يولد مشاعر ممتعة ويجعل المهمة أكثر متعة. 

ومع ذلك، إذا اعتاد الدماغ على الحصول على مكافآت من خلال الموسيقى، فقد يصبح من الصعب الحفاظ على الدافع من دون هذا النوع من المحفزات.

الاستثناءات لهذه القاعدة

على الرغم من التأثيرات السلبية المحتملة، تشير الأبحاث إلى أن هناك استثناءات لهذه القاعدة، فعند الاستماع إلى الموسيقى المألوفة، أي الموسيقى التي تعرفها جيدًا والتي لا تتطلب جهدًا إدراكيًّا إضافيًّا، فإن تأثيرها على التركيز يكون أقل ضررًا، وفي هذه الحالة، لن يحتاج الدماغ إلى معالجة الكلمات أو الألحان بشكل مفرط، ما يسمح للتركيز على المهمة من دون تأثير كبير. 

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الموسيقى الآلية، مثل الموسيقى الكلاسيكية أو المحيطية، أقل تدخلًا لأنها لا تحتوي على كلمات، وفي هذه الحالات، يمكن للدماغ الاستمتاع بفوائد الموسيقى من دون التأثيرات السلبية المرتبطة بالموسيقى ذات الكلمات.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار