السوداني يوجه ببدء مشروع "القصر الحكومي الموفر للطاقة"
أمس, 13:13
أمس, 12:50
أمس, 12:38
الغد برس/متابعة
اعتبرت صحيفة صينية أن الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وأوروبا قد يعيد تشكيل مسار تسوية الحرب الروسية الأوكرانية بشكل أساسي، مبينة أن مشاركة بكين المحتملة في البنية الأمنية لأوكرانيا برزت كنقطة نقاش.
وأكدت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصينية في تقرير لها، أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الحرب في أوكرانيا، قد تفتح الباب أمام بكين في أوروبا.
ولفتت إلى أن مؤتمر ميونيخ للأمن أصبح بمثابة لحظة فاصلة، تمثل عصرًا جديدًا في العلاقات عبر الأطلسي.
ضمانات صينية
وعلى هامش مؤتمر ميونيخ، قال تشو بو، وهو زميل بارز في مركز الأمن والاستراتيجية الدولية في جامعة تسينغهوا، إن الصين يمكن أن تشارك في تقديم ضمانات أمنية جماعية، وقد يتضمن هذا نشر قوات حفظ سلام صينية في أوكرانيا بعد وقف الأعمال العدائية.
وذكرت الصحيفة أنه في أوروبا، لا تزال الأصوات التي تحذر من أن الصين لا تشكل تحديًا اقتصاديًا فحسب، بل إنها تشكل تهديدًا أمنيًا أساسيًا، تتردد بصوت عالٍ، مبينة أن النقاش حول نفوذ بكين المتزايد يظل مكثفًا، مع امتداد المخاوف إلى ما هو أبعد من التجارة إلى أسس الاستقرار الاستراتيجي لأوروبا.
قوة حفظ سلام صينية
ولفتت إلى أنه بعيدًا عن موافقة أوروبا على نشر قوة حفظ سلام صينية في أوكرانيا، قد تجد الصين فرصاً للعب دور في استقرار ما بعد الحرب، إذ قد ترسل الصين مراقبين إلى محطة الطاقة النووية في زاباروجيا إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الروسية ونزع السلاح من المنطقة، تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية وغيرها من مؤسسات الأمم المتحدة.
تشكيك بالضمانات الصينية
وأشارت الصحيفة إلى أن أي تأكيدات من الصين بشأن الضمانات الأمنية من المرجح أن تقابل بالتشكك في أوكرانيا، حيثُ ينظر المجتمع الأوكراني إلى الصين باعتبارها حليفاً لروسيا وداعماً لجهودها الحربية ضد أوكرانيا، وهو ما قد يقوض بشكل كبير الثقة في دور الصين كضامن لأمن أوكرانيا.
وبيّنت أن "مذكرة بودابست" تعمق من انعدام الثقة في أوكرانيا، حيثُ لم توقع الصين على الاتفاقية فقط، بل قدمت ضمانات مماثلة لتلك التي قدمتها روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ورغم ذلك نأت الصين بنفسها عن الحرب في أوكرانيا، واختارت موقفا محايدا بدلا من اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية سيادة أوكرانيا، وفقًا للصحيفة، التي اعتبرت أن هذه التجربة تُلقي بظلالها الطويلة على أي ضمانات مستقبلية من الصين.
إعادة إعمار أوكرانيا
وأكدت أن المشاركة الرسمية في تسوية السلام ستكون مهمة بالنسبة للصين، ولكن الأولوية الحقيقية تكمن في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، وهو ما قد يكون بمثابة بوابة لتطوير المشاريع الاقتصادية والبنية الأساسية مع الاتحاد الأوروبي.
وتطرقت إلى التقارب المحتمل بين الصين وأوروبا على خلفية الخلاف عبر الأطلسي، فبعد أن كان تعزيز حلفاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" من بين العواقب السلبية الرئيسية للحرب في أوكرانيا بالنسبة للصين، أصبحت سياساتهم تجاه بكين أكثر انسجامًا، وفي بعض الحالات أقل ودية تجاه الصين، على الرغم من جهود الدول الأوروبية للحفاظ على علاقات اقتصادية وثيقة.
وأضافت الصحيفة أن بكين دعمت منذُ فترة طويلة فكرة أوروبا الأكثر اكتفاءً ذاتيًا، مستقلة عن نفوذ واشنطن، وهو يتماشى مع علاقاتها القوية مع فرنسا، حيث أعربت الصين عن تقديرها لرؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأوروبا ذات السيادة.
فرصة نادرة
ونوهت بأنه مع استمرار إدارة ترامب في تفكيك عقود من التعاون عبر الأطلسي في السعي لتحقيق طموحات شخصية، تنفتح الفرصة أمام بكين، وذلك من خلال الاصطفاف مع أوروبا وتضخيم السخط بشأن السياسة الخارجية المتغيرة لواشنطن، كما قد تسعى بكين إلى استقرار علاقاتها السياسية مع اللاعبين الأوروبيين الرئيسيين، بحسب الصحيفة.
أوروبا في لحظة حرجة
كما ذكرت أن الصين، التي تشعر بالاستياء من النظام العالمي الحالي حيث تحدد الولايات المتحدة القواعد، تدفع باتجاه التعددية في محاولة لوضع نفسها كبديل للهيمنة الأمريكية.
وبيّنت الصحيفة أيضًا أن الاتحاد الأوروبي وجد نفسه منذ فترة طويلة عند مفترق طرق، إذ إنه ليس مركز قوة مؤثراً حقًا في العالم المتعدد الأقطاب الجديد ولا جهة فاعلة تتمتع برؤية واضحة لمساره المستقبلي، ووصل الآن إلى لحظة حرجة، حيثُ يتعين على أوروبا اتخاذ قرارات حاسمة بشأن اتجاهها، ويمكن للصين أن تستغل هذه اللحظة.
كما تجد الصين نفسها عند مفترق طرق استراتيجي وسط الانقسام عبر الأطلسي المتعمق، ومع ابتعاد واشنطن عن حلفائها الأوروبيين، فإن بكين لديها فرصة نادرة لوضع نفسها كقوة براغماتية ومستقرة في الشؤون العالمية.
استمالة الطموحات الأوروبية
ولفتت الصحيفة إلى أنه من خلال تعزيز روايتها القديمة حول عدم موثوقية الولايات المتحدة، يمكن للصين أن تستميل الطموحات الأوروبية للاستقلال الاستراتيجي وتآكل نفوذ واشنطن على القارة بشكل خفي.
وشددت الصحيفة على أن المبالغة في تقدير الموقف، سواء بالتحالف الوثيق مع موسكو أو الظهور بمظهر المستغل للفرص، من الممكن أن تؤدي إلى رد فعل عنيف من جانب العواصم الأوروبية التي تخشى من تزايد قوة بكين. ويتلخص التحدي الذي تواجهه الصين في معايرة مشاركتها بعناية.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار