لأول مرة في العراق.. تمليك الأراضي السكنية للمكون الايزيدي

في خطوة تاريخية وغير مسبوقة، باشرت الحكومة العراقية بتوزيع سندات تمليك الأراضي السكنية والمنازل للمكون الإيزيدي في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، وذلك في إطار مشروع وطني يهدف إلى تقديم حل شامل ودائم لمعاناة الإيزيديين، التي تعود جذورها إلى أكثر من خمسين عاماً.

وجاءت هذه الخطوة بعد مصادقة مجلس الوزراء العراقي على مرسوم خاص بتاريخ 12 كانون الأول 2022، يقضي بمنح حقوق ملكية الأراضي والمنازل لشاغليها من أبناء المجتمع الإيزيدي، الذين تعرضوا على مدى عقود للتهجير والحرمان من التملك.

وفي هذا السياق، أعلنت مديرية بلديات نينوى عن تسليم أكثر من 1200 كتاب تمليك رسمي حتى الآن، استناداً إلى قرارات مجلس الوزراء، مما يمثل انطلاقة فعلية لعملية تسجيل الأملاك وإصدار سندات الملكية، ومن المقرر أن تستمر هذه العملية خلال الفترة المقبلة، لتشمل في مرحلتها الأولى إصدار 12 ألف سند تمليك في عموم قضاء سنجار.

ويعد هذا المشروع أول توزيع رسمي للمنازل والأراضي في العراق منذ عام 1975، حيث كان النظام السابق قد نفذ حينها سياسة قمعية بحق الإيزيديين، تمثلت بتدمير أكثر من 148 قرية ودفن آبار المياه والينابيع، وإجبار السكان على الانتقال إلى 11 مجمعاً سكنياً في جبل سنجار.

ويعد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أول مسؤول عراقي يتخذ خطوات فعلية نحو معالجة أزمة السكن للمجتمع الإيزيدي، من خلال تبني قرارات حكومية حاسمة وتوفير الغطاء القانوني لتمليك الأراضي.

ويُنفذ هذا المشروع بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة في العراق، حيث تم إصدار الدفعة الأولى من سندات الملكية، على أن تستمر العملية خلال المدة المقبلة، في إطار جهود حكومية ودولية لتشجيع العودة الطوعية إلى سنجار، وتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار في المنطقة.

كلمات مفتاحية :