الأسدي يحصي عدد المستفيدين من ذوي الإعاقة المشمولين براتبي الإعانة والمعين المتفرغ
أمس, 15:02
الغد برس/ بغداد
تشن الصحافة الإيطالية المحافظة، حملة ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتتهمه بالمناورة إلى جانب حركة “سانت إجيديو” للتأثير في اختيار البابا المقبل للفاتيكان ليكون قريبا من مبادئ وفكر هذه الحركة. ولا يمكن فصل هذه الانتقادات عن الأزمة بين روما وباريس خلال السنوات الأخيرة.
في هذا الصدد، لم تتردد الصحافة الإيطالية في مهاجمة ما تعتبره تدخلا غير مرحب به من طرف ماكرون للتأثير في اختيار البابا. وكتبت جريدة “لبيرو” ذات التوجه المحافظ يوم الثلاثاء، أن “ماكرون يقتحم المجمع الكنائسي”. واختارت جريدة “لفيريتا” في اليوم نفسه عنوانا معبرا يقول: “ماكرون يريد اختيار البابا”، بينما اعتمدت جريدة تيمبو على مقال هزلي برتوشات انتقادية حادة، عندما شبهت ماكرون بملك الشمس الحديث.
وكان لويس الرابع عشر (1643-1715) قد اختار الشمس رمزا لحكمه الملكي المطلق، وبالتالي فهي تقارن بين هذا الملك الاستبدادي وماكرون الذي يريد التحكم بالفاتيكان.
وتبرز الصحافة الإيطالية أن نشاط ماكرون لم يكن عاديا خلال مراسيم جنازة البابا فرنسيس، بل تميزت بطابع سياسي، الأمر الذي جعل الكثيرين يشككون في نواياه السياسية بالتأثير على اختيار البابا المقبل. ومن ضمن هذه الأنشطة، يوم الجمعة الماضي، اجتمع ماكرون مع أندريا ريكاردي، مؤسس جماعة سانت إيجيديو، التي تأسست سنة 1968، وهي معروفة في جميع أنحاء العالم بأعمالها الخيرية، ولكن أيضا بنفوذها الدبلوماسي.
وفي عام 1993، لعبت الجماعة دورا في اتفاقات أوسلو بين إسرائيل وفلسطين، واحتضنت المصالحة الجزائرية سنة 1995 والوساطة في الحرب الأهلية في الموزمبيق، ثم التنسيق مع منظمة العفو الدولية. وتتمتع بتأثير في الفاتيكان، ويكفي أن المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني، هو عضو في هذه الجمعية.
ويوم السبت الماضي، عقد ماكرون مأدبة غداء في السفارة الفرنسية بروما مع أربعة كرادلة فرنسيين من الناخبين، هم: جان مارك أفيلين رئيس أساقفة مرسيليا، وفرانسوا بوستيلو أسقف أجاكسيو، وكريستوف بيير، القاصد الرسولي لدى الولايات المتحدة، وفيليب باربارين، رئيس أساقفة ليون الفخري. ويضاف إلى هذا، زار البابا قبل مرضه كل من جان مارك أفلين وفرانسوا بوستيلو في كنيستيهما، مما يجعلهما من المرشحين لشغل كرسي الفاتيكان.
ولا يمكن استبعاد هذه الحملة عن تداعيات الصراع القائم بين باريس وروما، حيث إن العلاقات بين البلدين متوترة منذ سنوات. وليس من باب الصدفة، وفق إذاعة “إر تي إل” الفرنسية الجمعة، أن جميع المقالات التي تهاجم ماكرون قد صدرت في صحف يمينية محافظة مقربة من رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي تنافس فرنسا على زعامة الاتحاد الأوروبي.
ويتمتع البابا بتأثير يتجاوز ما هو رمزي إلى تأثير فعلي لاسيما إذا كان يتمتع بكاريزما ويحمل أجندة عمل دولية واضحة. ويشكل البابا الراحل فرنسيس حالة خاصة في تاريخ الكنيسة خلال العقود الأخيرة؛ لأنه تبنى مواقف سياسية وثقافية اعتبرها الجناح المتشدد في الفاتيكان غريبة عن هذه المؤسسة الدينية الكاثوليكية.
ومن مواقفه الشهيرة تنديده بالحرب ضد غزة، ومعارضة سياسة الغرب في مجال الهجرة وانفتاحه على المثلية. وبالتالي، تسعى عدد من الدول إلى محاولة التأثير في اختيار البابا وأحيانا تدفع بمرشح لها بطريقة غير مباشرة. ولا يمكن فهم تحركات ماكرون سوى في هذا الإطار، لاسيما وأن البابا الراحل كان هو الجدار أمام التوظيف الديني سياسيا من طرف إدارة ترامب في ولايته الأولى ثم في الشهرين الأولين من عودته إلى البيت الأبيض.
وكان البابا الراحل قد انتقد يوم 19 يناير الماضي بقسوة سياسة ترامب في مجال الهجرة، وكانت هذه من ضمن تصريحاته الأخيرة قبل تمكن المرض منه ووفاته لاحقا.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار