فنانو باكستان يحيون ذكرى عاشوراء في كربلاء ويشاركون طقوس العزاء
اليوم, 21:30
الغد برس/بغداد
أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، أن الحكومة مضت في طريق الإصلاح والبناء والإعمار والتنمية رغم كل محاولات الإرباك والتضليل التي استهدفتها.
وقال السوداني في كلمة له بمناسبة ذكرى العاشر من محرم، وذكرى واقعة الطّف واستشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وصحبه (عليهم السلام)، تابعته "الغد برس": "أعزي نفسي أولا، وأعزيكم جميعا، بذكرى شهادة سيد الشهداء، إمامنا أبي عبد الله الحسين، ومن حضر معه وأدرك الفتح من أهل بيته وصحبه، سلام الله عليهم أجمعين، تلك الشهادة التي غيرت وجه التاريخ، وصارت معيارا انفرز به المسار المضيء للحق عن ظلام الباطل".
وأضاف السوداني: "فمنذ أن وقف مولانا أبو عبد الله الحسين (سلام الله عليه) وقفته الخالدة في أرض كربلاء، وصولا إلى لحظة استشهاده، ظلت تشع من هذا المكان الطاهر أنوار البطولة والشجاعة والقيم الأصيلة التي أضحت ملاذا يلوذ به الثائرون، وركنا يستند إليه العاملون في درب الفضيلة والإصلاح والرفض للجور والظلم والباطل".
وزاد: "لقد كانت واقعة الطف التمثيل الحقيقي للنهج الرسالي المحمدي الأصيل، والاتجاه الإنساني والعقائدي والاجتماعي، في سبيل نصرة المظلومين وإزاحة الظلم، وتعديل المسار الذي انحرفت معه السلطة الجائرة بالدولة والمجتمع".
واوضح: "لهذا صدح الحسين الشهيد بمقولته الخالدة: ﴿إني لم أخرج أشرا، ولا بطرا، ولا مفسدا، ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر﴾، من أجل تعرية الدعاية المضادة للحاكم الفاسق الذي حرف الحق، ليستمر بالتسلط على أمور المسلمين وشؤونهم، وتصوير الأمر على أنه صراع على السلطة، وليس دعوة لإحقاق الحق، وإنقاذ دين الله ورسوله والمسلمين من الضياع".
وأكمل: "بهذا المعنى أيضا، كانت ملحمة كربلاء اختبارا حقيقيا للأمة، وهي ترى سبط النبي وابن وصيه وبضعته، يخرج بعياله وأهل بيته نحو الأرض التي كتب الله أن تتشرف بحلوله فيها، ليبذل في سبيل الحق أغلى الأهل والأصحاب، فلا عذر بعدها لمن تقاعس عن نصرة الحق، لأن الثمن سيكون حتما الارتهان للباطل".
واشار إلى انه "نحن إذ نقف اليوم، مستذكرين ومفجوعين بهذه الذكرى الأليمة، فإننا يجب أن لا نقف بهذا الاستذكار عند حدود العاطفة، بل لا بد من أن نتخذ منها منارا نهتدي به بالسير على نهج الإمام الحسين، والدفاع عن القيم التي استشهد من أجلها، وفي المقدمة منها قضية الإصلاح ومواجهة الفساد ورعاية الناس وحفظ الأمانة".
وبين: "حرصنا منذ استلام مهامنا التنفيذية أن ننطلق بإدارة الدولة من منطلقات تراعي حق الدولة وحق الشعب، حق الدولة في الحفاظ عليها من المخاطر والصراعات التي كادت أن تؤدي بالمنطقة إلى المجهول، وبناء مؤسساتها على أسس سليمة، وتعزيز مكانتها بين الدول، وحق الشعب في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية وصون كرامته ونيل جميع مطالبه التي أقرتها الشرائع وكفلها الدستور".
وتابع: "برغم كل محاولات الإرباك والتضليل التي استهدفت عمل الحكومة، مضينا في طريق الإصلاح والبناء والإعمار والتنمية، لإيماننا بأن السير في طريق الحق يتطلب صبرا واستعدادا للنفس على الصعاب، وتحمل الأذى، فما دامت غايتنا وجه الله الكريم، ورضا شعبنا، فالثمن سيكون رخيصا، مهما غلا في الاعتبار".
وأكد السوداني، أن "راية الإمام الحسين التي ارتفعت في كربلاء، صارت نبراسا يضيء دروب الأحرار، ومصدر إلهام لكل صاحب حق، وما أحوج شعوبنا العربية والإسلامية اليوم لتلتف حول اسم الحسين وتضحياته حتى تتوحد الكلمة، وترفع الظلم الفاحش والعدوان الأثيم الذي تمارسه قوى التوحش ضد أهل غزة ولبنان، هذه القوى التي تريد إسكات صوت الحق واستعباد الناس، لهذا شاهدنا أفعالها الإجرامية في فلسطين ولبنان، كما تجسدت هذه الأفعال في العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وتابع: "لقد تشرفت أرض العراق بأن تضم في تربتها جسد الإمام الحسين، وحمل العراقيون الشجعان الحسينيون، منذ ذلك التاريخ، مهمة تذكير الناس بالملحمة الحسينية الخالدة، وهم يضربون اليوم أروع أمثلة الكرم وأرفعها حين يستقبلون الملايين التي جاءت من كل بقاع الأرض لتجدد العهد عند ضريحه المبارك في كربلاء، وهو شرف لا يدانيه شرف، قد من الله تبارك وتعالى على بلدنا وشعبنا به".
كلمات مفتاحية :