الأقمار الاصطناعية ترصد كارثة تُهدّد أمن البشرية المائي

اليوم, 13:59

+A -A

الغد برس/ بغداد  

رصدت الأقمار الاصطناعية تراجعاً غير مسبوق في مخزون المياه العذبة عالمياً منذ عام 2002، مدفوعاً بتغيّرات المناخ، والاستخدام غير المستدام للمياه الجوفية، والجفاف الشديد.

وحذّرت دراسة أجرتها جامعة ولاية أريزونا الأميركية ونُشرت، الجمعة، في مجلة “ساينس أدفانسز”، من عواقب وخيمة على الأمن المائي، والزراعة، وارتفاع مستوى سطح البحر، والاستقرار العالمي.

وتُضيء نتائج الدراسة على ظهور 4 مناطق “جفاف هائل” على نطاق القارات، تقع جميعها الآن في نصف الكرة الشمالي.

وأفادت النتائج بأنّ عدداً من أنماط الجفاف الإقليمية و”النقاط الساخنة” المحلّية المُحدّدة سابقاً لفقدان تخزين المياه الأرضية أصبحت مترابطة الآن، مُشكّلةً 4 مناطق جفاف ضخمة على نطاق القارات.

وتشمل هذه المناطق: جنوب غربي أميركا الشمالية وأميركا الوسطى، وألاسكا وشمال كندا، وشمال روسيا، بالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعموم أوراسيا، وتشمل هذه المنطقة مدناً صحراوية رئيسية مثل دبي والدار البيضاء والقاهرة وبغداد وطهران؛ ومناطق رئيسية لإنتاج الغذاء، مثل أوكرانيا وشمال غربي الهند ومنطقة سهل شمال الصين في الصين.

قال الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ في برنامج “المستقبل العالمي” في كلية الاستدامة بجامعة ولاية أريزونا، جاي فاميجليتي: “ربما تُرسل هذه النتائج الرسالة الأكثر إثارة للقلق حتى الآن بشأن تأثير تغيّر المناخ على مواردنا المائية”.

وأضاف في بيان، الجمعة: “القارات تجفّ، وتوافر المياه العذبة يتقلّص، وارتفاع مستوى سطح البحر يتسارع”.

وأوضح أنّ “عواقب استمرار الإفراط في استخدام المياه الجوفية قد تُقوّض الأمن الغذائي والمائي لمليارات البشر حول العالم”.

ويُفيد فريق البحث بأنّ مناطق الجفاف على اليابسة تتوسّع سنوياً بمعدل يُقارب ضعف مساحة ولاية كاليفورنيا الأميركية. وأنّ معدل ازدياد جفاف المناطق الجافة يفوق معدل ازدياد رطوبة المناطق الرطبة.

ويشمل مخزون المياه الأرضية جميع مياه سطح الأرض والمياه المخزّنة في النباتات، ورطوبة التربة، والجليد، والثلج، والمياه الجوفية المخزّنة على اليابسة.

قال المؤلف الرئيسي للدراسة، والباحث في جامعة ولاية أريزونا، هريشيكيش أ. تشاندانبوركار: “الأنهر الجليدية والمياه الجوفية العميقة أشبه بصناديق ائتمانية قديمة. وبدلاً من استخدامها في أوقات الحاجة، نعدّها أمراً مُسلّماً به. كما أننا لا نسعى إلى تجديد موارد أنظمة المياه الجوفية خلال السنوات الممطرة، وبالتالي نتّجه نحو إفلاس وشيك للمياه العذبة”.

وحدَّدت الدراسة ما يبدو أنه نقطة تحوّل نحو عامَي 2014 و2015، خلال فترة تُعرف بـ”سنوات النينيو الكبرى”. بدأت الظواهر المناخية المتطرّفة بالتسارع، ونتيجةً لذلك، ازداد استخدام المياه الجوفية، وتجاوز الجفاف القاري معدّلات ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة عن تذبذب لم يُبلّغ عنه سابقاً، حيث انقلبت مناطق الجفاف بعد عام 2014 من كونها تقع في الغالب في نصف الكرة الجنوبي إلا أنّ معظمها يقع الآن في الشمال، والعكس صحيح بالنسبة إلى المناطق الرطبة.

ويُهدّد النطاق غير المسبوق للجفاف القاري الزراعة والأمن الغذائي، والتنوّع البيولوجي، وإمدادات المياه العذبة، والاستقرار العالمي. وهو ما علّق عليه تشاندانبوركار: “تُظهر هذه الدراسة مدى أهمية إجراء عمليات رصد مستمرة لمتغيّر مثل تخزين المياه على الأرض”.

وتدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية لإبطاء مسار استنزاف المياه الجوفية وعَكْسه، وحماية موارد المياه العذبة المُتبقية، والتكيّف مع ازدياد خطر ندرة المياه والفيضانات الساحلية.

ويؤكّد فريق البحث أنّ الإدارة الاستراتيجية للمياه، والتعاون الدولي، والسياسات المستدامة، ضرورية للحفاظ على المياه للأجيال القادمة وتخفيف مزيد من الأضرار التي تلحق بالأنظمة الكوكبية.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار