ممثل السيد علي الخامنئي: حل الحشد حلم بعيد المنال وغير قابل للتحقيق

اليوم, 16:36

+A -A
الغد برس/ متابعة
أكد ممثل السيد علي الخامنئي، آية الله حسيني، اليوم السبت، أن الادعاءات الأميركية الموجهة ضد العراق بشأن نزع السلاح أو حل الحشد الشعبي هي أمانٍ غير قابلة للتحقيق. والشعب العراقي لن يقبل أبداً بمثل هذا الأمر، مستدركاً أن اميركا تريد أن تُحلّ بالعراق نفس المصير الذي حلّ بسوريا، لكن لا يوجد أساس لمثل هذا السيناريو.
وقال في مقابلة اجراها مع وكالة "فارس" في مكتبه بالنجف الاشرف آية الله حسيني، تابعتها "الغد برس"، "اقدم التعازي للشعب الايراني العزيز وجميع المسلمين ومحبي أهل البيت (عليهم السلام)، وجميع من جاهدوا في العراق وجاءوا إلى هنا للمشاركة في مسيرة الأربعين هذه الأيام، وكذلك أولئك الذين كانوا مشغولين بالخدمة والعزاء في إيران وفي أماكن مختلفة. أود أن أقول إن الأربعين فرصة عظيمة. في الواقع، إنها مناورة إسلامية ودينية دولية تُنفذ على أساس الإيمان ودوافع التقوى، وفي مقدمة اهداف هذه المناورة نهج الإمام الحسين (عليه السلام)؛ نهج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونهج الشجاعة، ونهج الشرف والكرامة، ونهج عدم الخضوع للباطل والاستسلام له. خاصة في ظل الظروف التي شهدنا فيها حرب 12 يومًا قبل ذلك. حرب قاسية هاجمنا فيها العدو".
واضاف: "من إيجابيات هذه الحرب أنه عندما هاجمنا العدو، اتضح للجميع أن اللوم يقع عليهم. وذلك لعدم وجود رد فوري من إيران. لو كان هناك رد فوري، لادّعوا ان هناك اشتباك؛ لكن قدر الله أن يستغرق الاستعداد للرد ساعات، حوالي 18 ساعة، ثم يأتي الرد. هذا جعل العالم أجمع يدرك أنهم المعتدون وإيران المدافعة. وهذه في حد ذاتها ميزة كبيرة".
وتابع قائلا: "كما أنهم لم يتخيلوا أن دولةً ما ستجرؤ يومًا ما على قصف إسرائيل رسميًا بالصواريخ أو ضرب أميركا. كانت هذه قضية جديدة، ولم يتخيلوها هم أيضًا، ولكن الحمد لله، ردّت الجمهورية الإسلامية بكل قوة وشجاعة. تصرّف جيشنا والحرس الثوري بقوة وحزم. دُمِّرت منشآت العدو بدقة، وأصابت الصواريخ نقاط حساسة. أما الصهاينة، الذين اعتبروا أنفسهم جيشًا لا يُقهر، فقد أُذلّوا لدرجة أنهم اضطروا للجوء إلى سيدتهم أميركا. وعندما دخلت أميركا تلقت رداً قاسياً، وتحطمت هيبتها".
ومضى قائد الثورة قائلا: "لم تدمر صواريخ الجمهورية الإسلامية مباني ومراكز عسكرية واتصالات حساسة فحسب، بل شوّهت سمعة العدو أيضًا. ومن بركات ذلك أن الشعب الإيراني الغيور داخل إيران استثار وردّ بقوة، مُعجبًا بالنظام والجيش والحرس الثوري. أراد العدو أيضًا إظهار إيران بمظهر الضعيف، لكن على العكس، أصبح النظام أكثر تنظيمًا وقوةً ووحدة. كما شهدت إيران موجة حراك خارجها".
واردف: "لم تدمر صواريخ الجمهورية الإسلامية مباني ومراكز عسكرية واتصالات حساسة فحسب، بل دمرت سمعة العدو أيضًا. ومن بركات ذلك أن الشعب الإيراني الغيور داخل إيران استثار وردّ بقوة، مُعجبًا بالنظام والجيش والحرس الثوري. أراد العدو أيضًا إظهار إيران بمظهر الضعيف، لكن على العكس، أصبح النظام أكثر تنظيمًا وقوةً ووحدة. كما شهدت إيران موجة حراك خارجها".
وزاد آية الله حسيني: "في العراق، عُقدت بالفعل تجمعاتٌ ضخمة في جميع أنحاء البلاد قبل النصر وخلال الحرب تحت عنوان "المقاومة". خرج الناس في مسيرات في المدن دعماً للجمهورية الإسلامية، وأعلن الشباب استعدادهم للنزول إلى ساحة المعركة. حتى أنهم اتصلوا بي، وقلت لهم إن حروب اليوم ليست حروب أفراد، بل حروب معدات، لكن وقوفكم معنا هو الأهم. بعد النصر، أُقيمت احتفالاتٌ ضخمة في جميع محافظات العراق، وشاركتُ أنا أيضاً في هذه الاحتفالات وألقيتُ كلمات. لم يعتبروا هذه الحرب حرباً على إيران، بل حرباً على المقاومة الإسلامية، وحرباً على الشيعة، وحرباً على الإسلام. وُلد هذا الشعور بالفخر والفرح لدى الشعب العراقي".
وتابع: "في العراق أيضًا، تشكّلت حركة شعبية حيث كان الناس يشيرون بحركة أيديهم إلى إطلاق صواريخ إيران، وهذا يُعتبر إشارة وتبادل للمشاعر والمحبة والتضامن مع الثورة والقوات المسلحة. وكان هذا في حد ذاته أمرًا مثيرًا للاهتمام جدًا. هذه القضية لم تقتصر على العراق فقط. ففي باكستان والهند وحتى في الدول الغربية، فرح العديد من أحرار العالم بهذا الحدث. لقد أرادوا هزيمتنا، ولكن الله يقول: «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ".
وزاد: "على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية فقدت قادة عظماء وعلماء، إلا أنها اكتسبت ما لم يكن من الممكن تحقيقه بشكل طبيعي؛ وهو هيبة وعظمة الجمهورية الإسلامية في جميع أنحاء العالم وفي قلوب الشعوب، وإذلال العدو. كما تحطمت هيبة أميركا والصهاينة، وأقر الناس في جميع أنحاء العالم بهذه الحقيقة".
وتابع: "البعض يتساءل لماذا لم تستمر إيران وقبلت بوقف إطلاق النار؟ يجب القول إن إيران لم تتعاهد أساسًا على الحرب. إيران تعمل وفقًا للقانون؛ الدفاع عن النفس والدفاع عن المظلومين في أي مكان في العالم. الجمهورية الإسلامية تقدم السلاح والتدريب والمساعدة للمظلومين، وهذا حق قانوني دولي. فيما أميركا والدول الغربية تساعد الظالم، بينما تساعد إيران المظلومين. بحمد الله، استطاعت إيران أن تُعرف في جميع أنحاء العالم كرمز ونموذج ومحور للمقاومة في العالم، وهذا شرف للإيرانيين، وقد أظهر شعبنا حقًا أنه يقف مع النظام وإلى جنب سماحة قائد الثورة، ويفتخر بقائده".
وأبرز: "لكن استمرار تلك الحرب كان سيكون عملًا خاطئًا لو حدث. لأنهم ضربوا وتلقوا ضربة أقوى. ولو استمر الأمر أكثر، لربما هلك الكثيرون، حتى لو تكبد الصهاينة أضرارًا أكبر. ولهذا السبب تم قبول وقف إطلاق النار لكي يعلم العالم أن إيران لا تسعى الى الحرب. لكن من يشن الحرب سيتلقى ردًا قاسيًا. والقرآن الكريم يقول: «وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ». إذا رفع العدو راية السلام، فاقبلها وتوكل على الله. الجمهورية الإسلامية تعتبر حقها ثابتًا. هم مسؤولون عن دماء الشهداء والدمار ونحن أصحاب الحق؛ لكن إيران أظهرت أنها لا تبحث عن الفوضى، بل عن الدفاع. اليوم تحطمت هيبة أميركا والصهاينة. هذه كلها انتصارات منّ الله بها على الثورة والمقاومة الإسلامية. إذا وضعت أميركا على الميزان الآن، فستجد أنها أصبحت أخف وزنًا حقًا. داخل إسرائيل، هناك اضطرابات واحتجاجات. اليهود يتظاهرون ضد الصهاينة. هذه كلها علامات على تحقيق الوعد الإلهي: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ".
وحول مطالبة اميركا بحل الحشد الشعبي في العراق، قال آية الله حسيني: "الادعاءات الأميركية الموجهة ضد العراق بشأن نزع السلاح أو حل الحشد الشعبي هي أمانٍ غير قابلة للتحقيق. الشعب العراقي لن يقبل أبداً بمثل هذا الأمر. الجميع يعلم أن اميركا تريد أن تُحلّ بالعراق نفس المصير الذي حلّ بسوريا، لكن لا يوجد أساس لمثل هذا السيناريو. أفراد الحشد الشعبي هم مقاتلون مقاومون، ملتزمون ومدربون تدريباً جيداً، ويمتلكون القدرات العسكرية الكافية. جميعهم يقفون في جبهة الجمهورية الإسلامية والمقاومة الإسلامية، وإن شاء الله لن تحدث أي مشاكل. وإذا ما تسبب العدو بأي ضرر، فإنه سيكون الخاسر الأكبر. طبيعة الدنيا تقتضي أنه عندما يُصاب العدو بالإحباط، فإنه يصبح مثل الذبيحة التي تُذبح وتتراجع".


كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار