+A
-A
الغد برس/ متابعة
سيبدو هذا الأسبوع مألوفاً للمستهلكين؛ إذ من المتوقع أن تكشف «أبل» عن هواتف «آيفون» جديدة بتحسينات طفيفة، بما في ذلك هاتف أنحف قليلاً. ومع ذلك، تعتقد كثير من كبرى شركات التكنولوجيا في العالم أن تحولاً جذرياً قادماً، وأنه قد يُطيح يوماً ما الهواتف الذكية، كما نعرفها، من الماضي، كما كتب برايان إكس. تشين وتريب ميكل (*).
برامج المساعدة الذكية للأجهزة الحاسوبية
يقول الخبراء إن برامج المساعدة الذكية الحديثة، والتي تتميز بقدرات ومرونة أكبر بكثير من برامج المساعدة الصوتية المعقدة مثل «سيري»، على وشك أن تصبح نظام التشغيل المركزي لجميع أجهزتنا الحاسوبية الشخصية، متجاوزةً برامج الهواتف الذكية من حيث الأهمية.
لن تُحدث التطبيقات وواجهاتها المُحسّنة فرقاً كبيراً عندما تستخدم برامج المساعدة الذكية الأجهزة نيابةً عنا، وتُنفّذ تلقائياً مهام مثل التخطيط مع الأصدقاء، وإنشاء قوائم التسوق، وتدوين الملاحظات في الاجتماعات. وسيُغنينا ذلك عن الحاجة إلى التفتيش عبر قائمات البرامج والكتابة على لوحات المفاتيح.
وصرح أليكس كاتوزيان، المدير التنفيذي المشرف على منتجات الهواتف المحمولة في شركة «كوالكوم»، الشركة المصنعة لرقائق أجهزة «آيفون» و«أندرويد»: «سيبدأ نظام التشغيل الذي اعتدت استخدامه على هاتفك، والتطبيقات التي تُشغّلها - أي الطريقة التي تُنجز بها الأمور - بالاختفاء من الخلفية، حيث سيبدأ مساعدك الشخصي بتنفيذ المهام نيابةً عنك».
ماذا بعد الهاتف الذكي؟
وفي المستقبل القريب (وليس غداً)، قد يخلف - وإن لم يُستبدل - جهاز حاسوب شخصي جديد بالغ الأهمية أجهزة الهواتف الذكية. على سبيل المثال، ستكون النظارات أو السوار المُزوّد بالذكاء الاصطناعي على دراية بمحيطك، وسيتعايش مساعدك معك لتقديم المساعدة طوال اليوم، كما يتوقع بعض المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا.
تفكر كل شركة تقنية كبرى في هذا السؤال المهم: ماذا بعد الهاتف الذكي؟
توقعات الخبراء
إليكم قائمة بتوقعات الموظفين الحاليين والسابقين في بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بما في ذلك «أبل»، و«غوغل»، و«سامسونغ»، و«أمازون» و«ميتا».
النظارات الذكية
* نظارات ترى وتسمع. ستصبح النظارات قادرة على فهم سياق أعمالنا؛ لأنها تستطيع رؤية ما نراه، وسماع ما نسمعه، والتفاعل معنا طوال اليوم، وستكون جهاز الحوسبة الأساسية لدينا، بحسب مارك زوكربيرغ في رسالة نُشرت على موقع ميتا الإلكتروني.
لعقود، حلم خبراء التكنولوجيا بأن نظارات كمبيوترية مزودة بشاشات رقمية مدمجة في عدساتها، ستوفر للناس معلومات آنية عن الأشخاص والأماكن التي يرونها. وسيلعب مساعد الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في هذا الجهاز، حيث يسمح للمستخدم بطلب المساعدة بمجرد التحدث إليه كما لو كان صديقاً.
اتخذت «ميتا» خطوة جريئة نحو تحويل هذا الحلم حقيقةً العام الماضي. فقد أتاح تحديث برمجي لنظارات «راي بان ميتا» الذكية، التي تتضمن كاميرا ومكبرات صوت وميكروفوناً، مساعد الذكاء الاصطناعي «Meta AI»، للنظارات؛ ما يتيح للمستخدمين طرح أسئلة حول ما يشاهدونه، من حيوانات حديقة الحيوانات إلى المعالم التاريخية.
* نظارات بشاشات. وكشفت شركة «ميتا» العام الماضي أيضاً عن «أوريون»، وهو نموذج أولي لنظارات مزودة بشاشات مدمجة في إطارها؛ ما يتيح لمرتديها القيام بمهمات مثل إلقاء نظرة سريعة على معلومات مثل الملاحظات الرقمية أثناء التحدث مع شخص في اجتماع. وهذا العام، كشفت «غوغل» عن نموذج أولي مماثل لنظارات تعمل بمساعدها الذكي «جيميناي».
من المتوقع أن تشارك «ميتا» المزيد من المعلومات حول «أوريون» في مؤتمر مطوري البرمجيات الذي تستضيفه هذا الشهر. ولكن من الناحية الواقعية، من المرجح أن تصبح النظارات الذكية من دون شاشات، مثل «راي بان ميتا»، التي تجاوزت مبيعاتها مليوني وحدة، شائعة الاستخدام خلال العامين المقبلين، بينما ستصبح النظارات المزودة بشاشات رقمية سائدة في المستقبل البعيد، وفقاً لكارولينا ميلانيسي، محللة تكنولوجيا المستهلك في شركة الأبحاث «كرييتف ستراتيجيز».
وأضافت أن عمر البطارية قصير في الأجهزة الرقيقة والصغيرة بهذا الحجم، وكلما كبرت البطارية، أصبحت النظارات أكبر حجماً وأكثر بروزاً. وقد يستغرق الأمر أيضاً سنوات حتى تتعلم شركات التكنولوجيا كيفية تصميم نظارات تناسب جميع أنواع الوجوه وتحقيق الربح.
«الكومبيوتر المحيطي»
إذا لم تكن مضطراً إلى إخراج شيء من جيبك، فهو قوي جداً». بانوس باناي، رئيس قسم الأجهزة في «أمازون».
يؤدي اعتمادنا المتزايد على الهواتف الذكية إلى تشتيت انتباهنا؛ نظراً لتدفق الإشعارات من تطبيقات مختلفة باستمرار. وتوقع بانوس باناي، رئيس قسم الأجهزة في «أمازون»، أن تُعزز مساعدات الذكاء الاصطناعي أهمية أجهزة الكمبيوتر المحيطي Ambient Computer، التي تصمم بمكبرات صوت مزودة بميكروفونات وشاشات موزعة في جميع أنحاء المنزل، وأجهزة تُلبس على الجسم - وهي فئة منتجات دأبت «أمازون» على تطويرها لأكثر من عقد من الزمن من خلال خط إنتاج «إيكو».
ولأن تقنية الذكاء الاصطناعي تُمكّن من إجراء محادثات سلسة مع مساعدين جدد مثل «أليكسا+»، الذي بدأت «أمازون» بطرحه هذا العام؛ فإنها ستُمكّن الناس من إنجاز مهام مُعينة بسهولة أكبر من إنجازها عبر الهاتف. ومن الأمثلة التي ذكرها باناي في مقابلة: حثّ مساعد الذكاء الاصطناعي على الإجابة على سؤال أثناء محادثة على العشاء، ما يسمح للجميع بالتركيز على المحادثة دون النظر إلى الشاشة.
وأضاف، مع ذلك، أن الهاتف الذكي سيبقى معنا، تماماً كما بقي الكمبيوتر المحمول معنا لفترة طويلة بعد انتشار الهواتف الذكية.
إعادة تصوّر الساعة الذكية
في تصميم تصوري جديد يمكنك قلب الساعة لأعلى. ثم يمكنك استخدام تلك الكاميرا الموجودة فيها لإجراء مكالمات الفيديو على المعصم - كارل باي، الرئيس التنفيذي لشركة «Nothing» للهواتف الذكية، وهو يصف كاميرا الساعة الذكية المستقبلية.
في ربيع هذا العام، كان باي يعتقد أن الهاتف الذكي هو جهاز المستقبل. ولكن مع تسارع الذكاء الاصطناعي، غيّر رأيه. وهو يعتقد الآن أن هناك حاجة إلى جهاز ذكاء اصطناعي يجمع معلومات حول محيط الأشخاص أثناء وجود هواتفهم الذكية في جيوبهم - ما يُطلق عليه «الساعة الذكية المُعاد تصورها».
لماذا؟ الساعة الذكية، التي اشتهرت مع ساعة «أبل»، مألوفة. يُباع منها أكثر من 100 مليون وحدة سنوياً. إنها غير ملحوظة. تُوضع على المعصم، لا على الوجه. وهي حاضرة دائماً.
سيجعل الذكاء الاصطناعي نظام التشغيل على ساعة كل شخص فريداً. بالنسبة لعشاق اللياقة البدنية، سيتتبع نشاطهم تلقائياً. أما بالنسبة لرواد الأعمال الذين يركزون على العمل، مثل باي، فستُؤتمت الجدولة والمهام الأخرى.
وأضاف باي: «أصبحت الحوسبة اليوم يدوية للغاية»، مضيفاً أن تناول القهوة مع صديق قد يتطلب التنقل بين ثلاثة تطبيقات للمراسلة، والتقويم، وتقييمات «Yelp». لكنه قال إن وكلاء الذكاء الاصطناعي على الساعة سيفعلون ذلك تلقائياً في المستقبل.
أجهزة التسجيل
«إنه جهاز يُعزِّز قدراتنا ويُحرِّر عقولنا من قيودنا البيولوجية» - دان سيروكر، الرئيس التنفيذي لشركة «Limitless AI»، وهي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي القابل للارتداء، جمعت أكثر من 33 مليون دولار من مستثمرين.
إن الذاكرة البشرية غير موثوقة للغاية - فقد أظهرت الدراسات أن 90 في المائة من ذكرياتنا تُنسى بعد أسبوع (أو ربما كانت 80 في المائة). ماذا، إذن، لو امتلك الناس ذاكرة مثالية؟
تعتقد شركات ناشئة مثل شركته، التي تُصنِّع قلادة ذكاء اصطناعي تُثبَّت على ملابسك لتسجيل المحادثات وإنشاء نصوص تلقائية، أن أجهزة التسجيل القابلة للارتداء المُقترنة بمدرب ذكاء اصطناعي ستمنح الناس قوة ذهنية إضافية ليكونوا أكثر فاعلية في العمل والمنزل.
قد يُذكِّرك هذا المساعد الذكي، الذي يستمع دائماً إلى محادثاتك، بأنك نسيت تسليم شيء وعدت به زميلاً لك أخيراً.
ويبني جميع صانعي الأجهزة القابلة للارتداء مستقبلاً مشابهاً للمستقبل الذي تخيله بوب ريسكامب، مصمم البرمجيات، عندما عمل على نظارة «غوغل غلاس» قبل عقد من الزمن. في ذلك الوقت، تخيل الناس يرتدون مجموعة من الأجهزة العصرية كل صباح، مثل قلادة وساعة ذكية ونظارات، قال إنها سترتبط ببعضها البعض بـ«سيمفونية من الذكاء الاصطناعي». وأضاف ريسكامب: «أنت ترتديها لأن كل واحدة منها تُعجبك بمظهرها، وهي أيضاً ذكية».
بالطبع، كانت نظارة «غوغل غلاس» إخفاقاً ذريعاً، ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى شكلها القبيح، وهو ما لم يعد الحال مع أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء اليوم.
كلمات مفتاحية :