حمض نووي يكشف سر هلاك جيش نابليون عام 1812

أمس, 21:55

+A -A

الغد برس/متابعة
 في أواخر سنوات حكمه، قاد الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت جيشاً قوامه أكثر من نصف مليون رجل لغزو روسيا عام 1812. وبعد 6 أشهر فقط، اضطر الجيش إلى التراجع في مسيرة مأساوية عبر الجليد والجوع والمرض، ولم يتمكّن من العودة إلى فرنسا سوى عشرات الآلاف من الجنود المنهكين، حسب صحيفة «سي إن إن» الأميركية.

ويُعدّ هذا الغزو من أكثر الحملات العسكرية تكلفة في التاريخ؛ إذ نُسبت وفاة مئات الآلاف من الجنود إلى ضراوة المعارك، وشدة البرد، ونقص المؤن، إضافةً إلى تفشّي وباء التيفوس الذي اجتاح صفوف الجيش.

غير أنّ باحثين اكتشفوا أخيراً أدلة جينية جديدة في الحمض النووي لبقايا الجنود، تشير إلى أن الجيش ربما لم يُنهك بمرضٍ واحدٍ فحسب، بل بعدة أمراض فتاكة في آنٍ واحد، من بينها نوعان من البكتيريا لم يُكتشفا من قبل. وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة يوم الجمعة في مجلة «Current Biology» العلمية.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، ريمي باربييري، الزميل السابق في معهد باستور بباريس، والذي يشغل حالياً منصب باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة تارتو الإستونية: «كنا نعتقد سابقاً أن مرضاً معدياً واحداً فقط دمّر جيش نابليون، وهو التيفوس، لكننا اكتشفنا ما لم يكن في الحسبان؛ ما يفتح الباب أمام احتمال وجود أمراض معدية أخرى تسببت في موت الجنود».

وتمكّن الفريق البحثي من تحديد سَبَبَيِ الأمراض، وهما سالمونيلا المعوية (Salmonella enterica) وبوريليا الراجعة (Borrelia recurrentis)، وهما نوعان من البكتيريا تسببان حمى نظيرة التيفوئيد والحمى الراجعة على التوالي، من خلال تحليل أسنان الجنود الذين عُثر على رفاتهم في مقبرة جماعية كُشف عنها عام 2001 في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا.

وتؤكد الدراسة أن هذه النتائج لا تُلقي الضوء على فصلٍ مأساوي من التاريخ العسكري الأوروبي فحسب، بل تُبرز أيضاً مدى التقدم العلمي والتقني الذي أتاح للعلماء سبر أغوار الماضي، وفهم الظروف الصحية والتاريخية التي أحاطت بإحدى أشد الكوارث البشرية في تاريخ الحروب الحديثة.

 

 




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار