دراسة: الرياضات الافتراضية تخفف الشعور بالوحدة

اليوم, 21:30

+A -A
الغد برس/ متابعة
لطالما عُرفت الرياضات البدنية بأنها وسيلة فعَّالة للتخفيف من القلق وتعزيز الصحة النفسية، ولكن باحثين من جامعة ولاية ميشيغان الأميركية وجدوا أن ممارسة الرياضات الافتراضية يمكن أن تساعد أيضاً في تحسين الرفاه النفسي وتقليل الشعور بالوحدة.

وأوضح الباحثون في الدراسة التي نشرت الجمعة، بدورية (International Journal of Human-Computer Interaction) أن هذه النتائج تفتح آفاقاً جديدة لإمكانية دمج ألعاب الرياضات الافتراضية كجزء من التدخلات العلاجية، لمساعدة الأشخاص الذين يعانون الوحدة أو تحديات نفسية.

والرياضات الافتراضية هي ألعاب تعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز، لتمكين اللاعبين من ممارسة أنشطة رياضية في بيئة رقمية تفاعلية. وبخلاف الألعاب التقليدية على الشاشات المسطحة، تتيح هذه التقنية للاعب أن يعيش تجربة أقرب إلى الواقع من خلال استخدام نظارات وأدوات استشعار وحركة، ما يمنحه شعوراً بالحضور داخل الملعب أو ساحة اللعب.

وتتراوح هذه الألعاب بين البسيطة، مثل: تنس الطاولة والبولينغ، والمعقدة، مثل مباريات كرة القدم أو ألعاب اللياقة البدنية التفاعلية. وتتميز بأنها تجمع بين المتعة الجسدية والنفسية، وتفتح آفاقاً جديدة للتواصل الاجتماعي؛ خصوصاً مع إمكانية اللعب الجماعي والتفاعل اللحظي.

واعتمدت الدراسة على استبيان شمل 345 مشاركاً مارسوا هذه الألعاب؛ حيث قيّموا من خلاله مدى اندماجهم في اللعبة ومستوى رفاههم النفسي وشعورهم بالوحدة، وهي حالة نفسية يمر بها الفرد عندما يفتقد إلى التواصل أو الارتباط الاجتماعي، حتى وإن كان محاطاً بالآخرين. وقد ينشأ هذا الشعور من غياب العلاقات القريبة أو ضعف التفاعل مع المحيط، ويؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية؛ إذ يرتبط بزيادة القلق والاكتئاب وانخفاض مستوى الرضا عن الحياة.

وأظهرت النتائج أن اللاعبين الأكثر اندماجاً في هذه الألعاب سجلوا مستويات أعلى من الرفاهة النفسي، وأن تأثيراتها الإيجابية كانت أوضح لدى الأشخاص الذين يعانون من الوحدة. كما تبيّن أن ممارسة ألعاب الرياضات الافتراضية، مثل تنس الطاولة والبولينغ والبلياردو، تعزز الشعور بالارتباط الاجتماعي من خلال التفاعل المباشر واستخدام الشخصيات الافتراضية (الأفاتار) والإشارات غير اللفظية، مما ينعكس إيجابياً على الصحة النفسية.

وأشار الباحثون إلى إمكانية إدخال هذه الألعاب ضمن التدخلات العلاجية الموجهة للأشخاص الذين يواجهون الوحدة أو تحديات نفسية. ومع ذلك، شددوا على أن الرياضات الافتراضية ليست حلاً سحرياً؛ إذ أظهر بعض المستخدمين صعوبة في التواصل داخل البيئات الافتراضية، مما جعل من الصعب عليهم تنمية شعور بالانتماء.

لهذا، أوصى الباحثون بضرورة أن يأخذ الممارسون وصنَّاع السياسات في الاعتبار كيفية تنظيم استخدام هذه الألعاب لدعم الصحة النفسية وتعزيز المشاركة الاجتماعية. وخلصوا إلى أنه «لا يمكن لجميع الأفراد الاستفادة من الرياضات الافتراضية بالدرجة نفسها، ما يؤكد أهمية توعية المستخدمين والممارسين وصنَّاع السياسات بكيفية استغلال إمكاناتها، مع الانتباه لاحتمال وجود آثار جانبية».




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار