باجتماع شرق أوسطي.. العراق يحث على جعل المياه "أساس لاستقرار إقليمي واسع"

اليوم, 09:12

+A -A


الغد برس/ بغداد

اختتمت أعمال الحلقة النقاشية الخاصة بدبلوماسية وحوكمة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة العراق الذي أكد   "ضرورة تجاوز النظرة التقليدية للمياه على أنها لعبة صفرية"، وحث على أهمية نتبنى التعاون في مجال المياه كـ"أساس لاستقرار وازدهار إقليميين أوسع".

واستضاف مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية (مجلس الشرق الأوسط)، بالتعاون مع مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط ومركز جنيف للمياه، وبدعم من سفارة سويسرا في الدوحة.

وبحسب مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، فأن هذا الحدث جمع خبراء إقليميين ودوليين، وصانعي سياسات، وأكاديميين لمعالجة التحديات الملحة المتمثلة في ندرة المياه وحوكمة المياه العابرة للحدود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتتعرض موارد المياه في جميع أنحاء المنطقة لضغوط متزايدة بسبب تغير المناخ، وانخفاض معدلات هطول الأمطار، وارتفاع معدلات التبخر، والإفراط في استخراج المياه، في حين أن عوامل سياسية مثل النزاعات الدبلوماسية، وضعف إدارة الموارد، والصراعات المسلحة قد زادت من تضرر طبقات المياه الجوفية والبحيرات والأنهار.

أجندة مشتركة 

وفي ظل هذه الخلفية، أتاحت الطاولة المستديرة منصةً للحوار لوضع أجندة مشتركة، وتحديد أولويات السياسات المشتركة، واستكشاف مناهج متعددة القطاعات من شأنها تحسين الحوكمة، وتعزيز التعاون، والمساهمة في الاستقرار الإقليمي، حيث ركز المشاركون على ثلاثة محاور رئيسية: المياه من أجل بناء السلام، والدبلوماسية، والحوكمة.

أهمية المنصة

وأكد مدير برنامج الحوكمة والتنمية في مجلس الشرق الأوسط، نادر قباني، أهمية هذه المنصة، مبينا أن "الشرق الأوسط يُعدّ من أكثر مناطق العالم ندرةً في المياه، ومن بين أكثرها تقلبًا"، مشيرا إلى أن "حوكمة المياه والدبلوماسية أمرًا حيويًا لمستقبل المنطقة". 

وتابع قباني القول، "اجتماعنا في الدوحة يأتي لاستكشاف كيف يُمكن أن تُشكّل حوكمة المياه العابرة للحدود المُحسّنة أساسًا لبناء السلام وتعزيز الرخاء في جميع أنحاء المنطقة". 

مناهج عملية

ومن جهته أكد عضو اللجنة الإدارية لمنظمة "السلام الأزرق في الشرق الأوسط" ومؤسس المعهد التركي للمياه (SUEN) البروفسور أحمد ساعاتي، "الحاجة إلى مناهج عملية وتدربجية"، مبينا أن "التعاون الدائم سيتحقق على أفضل وجه وبشكل تدريجي من خلال خطوات بناء الثقة مثل الدراسات المشتركة والمشاريع الفنية والتبادلات المهنية التي غالبًا ما تبني ثقة أكبر من الاتفاقيات الطموحة التي نحاول إبرامها في وقت مبكر جدًا، نظرًا للحساسيات السياسية المحيطة بالمياه العابرة للحدود". 

وبحث المشاركون الدور المُحتمل للمياه في دعم العمليات السياسية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع دراسات حالة لأحواض الأنهار وأطر الحوكمة التي تُسلّط الضوء على أهمية التعاون بين القطاعات في الزراعة والطاقة والتخطيط الحضري.

وأوضح ساعاتي خلال الحلقة، إن "التعاون المُستدام يُحقق على أفضل وجه بالتدريج من خلال خطوات بناء الثقة مثل الدراسات المشتركة والمشاريع الفنية والتبادلات المهنية". 

تجاوز النظرة التقليدية

رئيس اللجنة الإدارية لمنظمة "السلام الأزرق" في الشرق الأوسط ومستشار رئيس جمهورية العراق، الدكتور محمد أمين فارس أمين، أكد على "ضرورة تجاوز النظرة التقليدية للمياه على أنها لعبة صفرية، حيث يكون ربح دولة خسارة لدولة أخرى"، منوها إلى أن "بدلًا من ذلك، يجب أن نتبنى التعاون في مجال المياه كأساس لاستقرار وازدهار إقليميين أوسع". 

وفي ختام الحلقة النقاشية تقرر إصدار منشور شامل يُجسد رؤى ومساهمات المشاركين، فيما سيُقدم التقرير توصيات عملية في مجال السياسات لتعزيز دبلوماسية المياه والحوكمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مُزودًا الحكومات والمؤسسات والمجتمعات بخريطة طريق لمواجهة أحد أكثر تحديات المنطقة إلحاحًا وتعقيدًا.

 

جدير بالذكر أن مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوس هي مبادرة إقليمية غير حكومية تهدف إلى تحويل المياه من مصدر محتمل للصراع إلى أداة للتعاون والسلام، تأسست في عام   2010  بدعم من وكالة التعاون السويدية للتنمية (SIDA) والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).

وتتمثل أهداف المبادرة في تعزيز التعاون المائي عبر الحدود، وتحسين الأمن المائي والغذائي والطاقة، والحفاظ على النظم البيئية في مواجهة التغير المناخي، وتشمل مشاريعها البارزة برنامج "نظام WEFE" (المياه والطاقة والغذاء والنظم البيئية)، وبرنامج الزمالة للشباب، ومشاريع تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة، وبرنامج الإعلاميين الشباب، بالتعاون مع شركائها في العراق والأردن ولبنان وسوريا وتركيا وايران.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار