الصين تحقق أول تجربة ناجحة لزراعة كبد خنزير في إنسان حي

اليوم, 19:45

+A -A
الغد برس/متابعة 
أحرز علماء صينيون إنجازا تاريخيا في مجال زراعة الأعضاء بين الأنواع، بعد نجاحهم في زرع كبد خنزير معدل وراثيا لدى مريض على قيد الحياة.
وتعتبر هذه التجربة الأولى من نوعها، وتشكل خطوة مهمة نحو تطوير بدائل للأعضاء البشرية وتخفيف أزمة نقص الأعضاء.
وفي وقت سابق من العام الجاري، أجرى الفريق الطبي تجربة مماثلة على مريض ميت سريريا، حيث تم زرع كبد معدل وراثيا لتقليل خطر رفض الجسم للعضو، لكن التجربة الجديدة توسعت إلى مستوى غير مسبوق، بإجراء الزراعة على مريض حي يعاني من أمراض كبدية متقدمة.
وكان المريض، رجل يبلغ من العمر 71 عاما، مصابا بسرطان الكبد وتليف في مراحل متأخرة، ولم يكن مؤهلا لإجراء عملية زرع كبد أو إزالة جزئية للعضو.
وأجرى الفريق الطبي عملية زرع الكبد "المعدل وراثيا عشرة مرات"، باستخدام عضو مأخوذ من خنزير "ديانان" مصغر ومعدل وراثيا لتقليل خطر الرفض المناعي.
وشهد الشهر الأول بعد العملية نجاحا أوليا، حيث عمل الكبد المزروع بكفاءة ودون علامات رفض واضحة. إلا أن مضاعفات خطيرة ظهرت لاحقا، تضمنت رد فعل مناعي أدى إلى تلف بطانة الأوعية الدموية. وفي اليوم الثامن والثلاثين، اضطر الفريق لإزالة الكبد المزروع.
وعلى الرغم من جهود الأطباء، بما في ذلك استخدام أدوية وإجراءات خاصة لإزالة العوامل الضارة من الدم، تعرض المريض لاحقا لنوبات نزيف في الجهاز الهضمي، وتوفي في اليوم 171 بعد الجراحة.
وقال الدكتور بيتشنغ صن، أحد معدي الدراسة من المستشفى الأول بجامعة آنهوي الطبية: "هذه التجربة تثبت أن كبد خنزير معدل وراثيا يمكن أن يعمل لدى الإنسان لفترة طويلة، إنها خطوة مهمة، لكنها تسلط الضوء أيضا على التحديات المتبقية، لا سيما مشاكل التخثر والمضاعفات المناعية التي يجب التغلب عليها".
ويعد مجال زراعة الأعضاء بين الأنواع أحد أبرز المجالات الطبية الناشئة، ويأمل العلماء في أن يوفر بديلا للأعضاء البشرية، خاصة مع الزيادة المتواصلة في قوائم انتظار الزراعة حول العالم. 
وقال الدكتور هاينر ويديماير، الأستاذ في كلية هانوفر الطبية والمحرر المشارك لمجلة طب الكبد: "هذا التقرير يشكل علامة فارقة في طب زراعة الكبد، إذ يثبت أن كبد خنزير معدل وراثيا قادر على أداء وظائف كبدية رئيسية، لكنه يبرز أيضا التحديات البيولوجية والأخلاقية التي يجب حلها".
وأكدت الدكتورة بياتريس دومينغيز-غيل، مديرة المنظمة الوطنية لزراعة الأعضاء في إسبانيا: "هذه الخطوة تمثل تقدما في مجال زراعة الأعضاء بين الأنواع، لكنها توضح الحاجة لمزيد من الأبحاث لتطوير التعديلات الجينية وتحسين مثبطات المناعة ومعالجة المضاعفات"، مبينة أنه "من الأفضل أن تُجرى مثل هذه العمليات ضمن تجارب سريرية منظمة لتقييم السلامة والفعالية".
ويأمل المجتمع الطبي أن تفتح هذه التجربة آفاقا لعلاج فشل الكبد الحاد وسرطان الكبد، ما قد يغير مستقبل زراعة الأعضاء ويخفف من أزمة نقص الأعضاء البشرية.


كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار