ريال مدريد يدرس التحرك قانونيًا ضد لامين يامال

اليوم, 16:35

+A -A
الغد برس/ متابعة
يعيش نادي برشلونة حالة من الترقب والحذر بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها النجم الشاب لامين يامال، والتي تسببت في جدل واسع داخل الوسط الكروي الإسباني، خصوصًا بعد أن وُصفت بأنها تجاوزت الخطوط المعتادة بين الغريمين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة.

اللاعب الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره خطف الأضواء بموهبته الكبيرة داخل الملعب، لكنه أثار المخاوف بتصرفاته خارجه، ما جعل إدارة النادي الكتالوني تسعى لضبط الأمور مبكرًا.

يدرك مسؤولو برشلونة أن لديهم جوهرة استثنائية في صفوفهم، لكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى توجيه وحماية من الانفعال الزائد، خاصة في المواقف الإعلامية. داخل النادي، يُقال إن بعض أعضاء الجهاز الفني والإداري يشعرون بأن لامين بدأ يتصرف بحرية أكبر مما يجب، وهو ما قد يضعه في مواقف لا تُحمد عقباها، سواء مع الجماهير أو مع الاتحاد الإسباني.

تخوف داخل برشلونة من تجاوز الحدود
أشارت مصادر مقربة من النادي لصحيفة ماركا الإسبانية إلى أن ما فعله يامال لم يجرؤ عليه حتى أبرز نجوم برشلونة في فتراتهم الذهبية، ومن بينهم ليونيل ميسي، الذي كان دائمًا يُحافظ على الاحترام المتبادل تجاه الخصوم رغم حدة المنافسة. ويؤكد بعض المقربين من غرفة الملابس أن هذه التصرفات يمكن أن تؤثر على العلاقة بين لاعبي برشلونة وريال مدريد داخل المنتخب الإسباني، خاصة أن بعضهم زملاء ليامال في معسكر “لا روخا”.

في المنتخب الإسباني، يبدو أن الجهاز الفني بقيادة لويس دي لا فوينتي يتعامل بحذر مع الموقف، إذ يسعى للحفاظ على التوازن داخل الفريق ومنع أي انقسام بين اللاعبين القادمين من الغريمين. القادة مثل ألفارو موراتا و إيمريك لابورت يلعبون دورًا في تهدئة الأجواء، مؤكدين ضرورة الالتزام بالتركيز على الأداء والابتعاد عن أي تصريحات تثير الجدل.

لامين، الذي لفت الأنظار منذ ظهوره الأول، استمر في إشعال الجدل حين تحدث بشكل غير مباشر عن ريال مدريد، ملمّحًا إلى “أساليب” لا تعجبه في إدارة النادي الأبيض، وهو ما اعتُبر تجاوزًا غير مقبول في الوسط الإسباني. في بلدان أخرى، مثل إيطاليا، يمكن أن تؤدي مثل هذه التصريحات إلى عقوبات رسمية أو فتح تحقيقات من قبل الاتحاد المحلي، لكن في إسبانيا الأمر يعتمد غالبًا على مدى التصعيد الإعلامي أو الشكاوى المقدمة من الأندية.

بحسب التقارير، فإن إدارة ريال مدريد اختارت تجاهل تصريحات اللاعب الشاب في الوقت الراهن، رغم أن بعض الأصوات داخل النادي كانت تطالب بالرد الرسمي. ومع ذلك، يُقال إن العديد من لاعبي الفريق لم يتجاهلوا ما حدث، بل استخدموه كمحفّز إضافي قبل مواجهة الكلاسيكو المقبلة، إذ يشعرون أن يامال تجاوز حدود المنافسة الرياضية. أحدهم قال ساخرًا: “غرفة ملابسنا لم تنس ما قاله”، في إشارة إلى أن رد الفعل سيكون في الملعب.

في المقابل، يرى البعض في برشلونة أن ما فعله لامين هو نتيجة طبيعية لشخصيته القوية وثقته الزائدة بنفسه، وأنه بحاجة فقط إلى الخبرة والنضج ليعرف متى يتحدث ومتى يلتزم الصمت. اللاعب نفسه يعي أن أي تصرف يصدر عنه سيكون محل متابعة دقيقة من الإعلام، خصوصًا أنه أحد أبرز المواهب في أوروبا حاليًا.

المفارقة أن لامين كان قد لاقى ترحيبًا كبيرًا في ملعب سانتياغو برنابيو قبل أشهر، حين شارك مع المنتخب الإسباني ضد البرازيل، وخرج يومها مصحوبًا بتصفيق جماهير ريال مدريد، في مشهد عكس تقدير الجميع لموهبته رغم الانتماء الكتالوني. لكن الأجواء الآن تغيرت كليًا، بعد أن أصبح اللاعب حديث الإعلام بسبب تصريحاته النارية.

ورغم كل الجدل، يؤكد المقربون من يامال أن اللاعب لا يقصد الإساءة لأي جهة، وأن ما قاله جاء بعفوية وتلقائية، دون إدراك لتأثير كلماته على الشارع الرياضي. مع ذلك، يرى البعض أن الخط الفاصل بين الحماس الزائد والتجاوز اللفظي أصبح رفيعًا جدًا، ما يجعل إدارة برشلونة مطالبة بالتدخل السريع لحماية لاعبها الشاب من الوقوع في فخ الجدل المتكرر.

تأتي هذه الأزمة قبل أيام قليلة من مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، وهو ما يزيد من حساسية الموقف. الصحافة المدريدية اعتبرت تصريحات لامين “استفزازًا متعمدًا”، بينما قللت وسائل الإعلام الكتالونية من الأمر، معتبرة أن اللاعب لم يقصد الإساءة وإنما تحدث بحماس الشباب.

في المقابل، يواصل هانز فليك، مدرب برشلونة، العمل على تهدئة الأجواء داخل الفريق، مطالبًا لاعبيه بالتركيز على الجوانب الفنية فقط. ويبدو أن إدارة النادي تتفق معه في ذلك، حيث اتفقت الأصوات كافة على ضرورة تجنب أي تصريحات قد تُشعل التوتر قبل المواجهة المنتظرة.

يبقى السؤال المطروح الآن: هل يتعلم لامين يامال من هذه التجربة ويبدأ في التحكم بتصرفاته خارج الملعب؟ أم أن شخصية اللاعب الشاب ستقوده لمزيد من الجدل في المستقبل القريب؟




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار